أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
2024 .. الأردن بقيادته الهاشمية يرسخ دوره المحوري نصرة لغزة والقضية الفلسطينية قتلى وجرحى في اشتباكات حدودية بين أفغانستان وباكستان حزب الله يهدد: اتفاق وقف إطلاق النار سينهار مجلس النواب: حرق مستشفى كمال عدوان جريمة حرب تستوجب موقفاً دولياً حاسماً لمحاسبة قادة الاحتلال الدفاع المدني يتعامل مع 963 حالة إسعافيه خلال 24 ساعة روسيا تتهم دولتين بالتخطيط لشن هجمات ضد قواعدها بسوريا العقبة يلتقي الحسين اربد غدا في ختام مرحلة الذهاب بدوري المحترفين الولايات المتحدة تسجل أعلى نسبة مشردين في تاريخها التنمية المستدامة في لواء البترا مشاريع 2024 وآفاق المستقبل استمرار تأثير الكتلة الباردة على المملكة اليوم وغدًا وانخفاض الحرارة الاثنين تراجع مؤشرات الأسهم الأميركية مع تحقيق مكاسب أسبوعية ملحوظة الاحتلال يحتجز مدير وطاقم مستشفى كمال عدوان ويقتادهم للتحقيق محاكمة أميركي بتهمة نقل تكنولوجيا قاتلة لإيران 40 شهيدا وحرق مستشفى كمال عدوان تقرير: ميزانية إسرائيل لعام 2024 تواجه عجزاً قياسياً خبير أردني يدعو لإطلاق الأرانب في الصحراء الاحتلال الإسرائيلي يعتقل مدير الدفاع المدني في محافظة شمال غزة شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مخيم المغازي ومواصي رفح وفاة أردنيين بحادث سير بأميركا بدء تشغيل المسار الجديد للباص سريع التردد (عمان-الزرقاء) الأحد
الصفحة الرئيسية عربي و دولي تدهور الحالة الصحية لعشرات الأسرى المضربين عن...

تدهور الحالة الصحية لعشرات الأسرى المضربين عن الطعام

06-05-2012 11:56 PM

زاد الاردن الاخباري -

على الرغم من الأنباء المتفائلة عن تقدم في المفاوضات بين مصلحة السجون الاسرائيلية وممثلي الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام, والقول إن اسرائيل تجاوبت حتى الآن مع نصف مطالب الأسرى, إلا أن القلق يساور أهالي الأسرى والمسؤولين الفلسطينيين على حياة أبنائهم. وقد أفاد محام كبير في نادي الأسير الفلسطيني بأن بأن هناك تدهور في الحالة الصحية لعشرات من الأسرى الألفين المضريبن, بينهم عشرة أسرى نقلوا في حالة خطيرة إلى المستشفى. وأحدهم, الأسير بلال ذياب, يعاني خطر الموت, وفقا لتقرير اسرائيلي.

وقال رئيس نادي الأسير, قدورة فارس, إنه منذ بداية الاحتلال الاسرائيلي توفي في السجون الاسرائيلية 200 أسير, ممن حكم عليهم بالسجن وتولت مسؤوليتهم مصلحة السجون, وإنه يخشى أن يزداد عددهم في أعقاب هذا الاضراب, الذي "يواجه حتى الآن بعسف اسرائيلي وحشي, يشير إلى أنهم معنيون بأن يموت أسرى من جرائه".

ودعا الأسرى, في بيان لهم من داخل السجون, إلى أوسع حملة تضامن عربية ودولية معهم, مؤكدين أن هذا التضامن يشكل مصدرا أساسيا لصمودهم. ووجهوا رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة, بان كي مون, يذكرونه بأنه وسلفه كوفي أنان, أسمعا صوت الاحتجاج بقوة لنصرة الجندي الأسير جلعاد شليط, الذي كان أسيرا لدى حماس في قطاع غزة, ووصلا إلى المنطقة خصيصا للاهتمام بأمره, "بينما نحن حوالي 5 آلاف اسير نعاني الأمرين من عسف السلطات الاسرائيلية, ولم نسمعك تقول شيئا لاسرائيل بشأننا".

ومن جهة ثانية, باشرت منظمة "أطباء لحقوق الانسان" في اسرائيل برفع سلسلة دعاوى إلى محكمة العدل العليا الاسرائيلية بشأن الأسرى المرضى, وأولهم الأسير بلال ذياب المضرب عن الطعام منذ 68 يوما, والذي انهار خلال البحث في المحكمة ويوجد خطر حقيقي على حياته. وجاء في التماس المنظمة أن وضعه الصحي في خطر ويستوجب زيارة فورية لطبيب خارجي مستقل وللسماح لأفراد عائلته بزيارته والبقاء إلى جانبه, من أجل رفع معنوياته. وقدم النائب العربي في الكنيست (البرلمان الاسرائيلي), د. أحمد الطيبي, تقريرا عما شاهده بعينه عند انهيار ذياب في قاعة محكمة العدل العليا, يوم الخميس الماضي.

وكان محامي الأسرى الفلسطينيين, جواد بولس, قد روى ل¯ "العرب اليوم", كيف تظهر قصة الأسير ذياب نموذجا لبشاعة تصرفات مصلحة السجون, فقال: "لقد جيء بالأسير وهو في حالة يرثى لها, لكي يرى القاضي بعينيه نتائج الممارسات الاسرائيلية. ولكن جسد ذياب لم يعنه. فهو في اضراب مستمر عن الطعام منذ 68 يوما. وقد خسر 20 كيلو غراما من وزنه. وقد سقط ذياب أرضا وهو في المحكمة وغرق في غيبوبة. فطلب قاضي المحكمة العليا, اليكيم روبنشتاين, بأن يقدم له الطيبي (وهو طبيب في الأصل وحضر الجلسة خصيصا للتضامن مع قضية الأسرى) علاجا أوليا, لكن حراس الأسير من الوحدة القتالية الخاصة بمصلحة السجون "نحشون", رفضوا الانصياع لأمر القاضي وقالوا له إنهم يتلقون الأوامر فقط من قائدهم العسكري. فغضب القاضي وأصدر أمرا باستدعاء قائد مصلحة السجون ومحاسبته على تحقير المحكمة. وهكذا فقط أتيح للطبيب الطيبي أن يفحص الأسير ويسعفه, قبيل نقله إلى المستشفى في حالة خطيرة.

وقال الطيبي في تقرير عرض على المحكمة لاحقا, إن ضغط الدم لدى بلال ذياب كان 80/108 , والنبض 48 في الدقيقة ودرجة حرارته التي تم قياسها مرتين من قبل مضمد مصلحة السجون كانت 35 درجة !! كلامه بطيء والكلمات خرجت من فيه بصعوبة بالغة. وكان يشكو من البرد في جميع انحاء جسمه. وبدا شاحباً جداً وهزيلاً. ووفقاً لأقواله خسر 20 كيلوغرام من وزنه. وقال انه يكاد لا يشعر بقدميه , وبالكاد كانت لديه ردة فعل لقرص قدميه. وأضاف الطيبي: "لقد اوصيت بنقله فوراً إلى المستشفى بسبب الخطر على حياته. وعلمت انه توقف عن تلقي سائل بالوريد ( انفوزيا ) , الأمر الذي بلا شك سيزيد من خطر وفاته ويجب إقناعه بمعاودة تلقي السوائل بالوريد, ( وهو يعرف ان ذلك لا يكسر الإضراب عن الطعام), حتى يتمكن الأطباء من إنقاذ حياته".

سبب الاضراب

المعروف أن الأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية أعلنوا الاضراب بعد شهور طويلة من المحاولات الهادئة لتحقيق مطالبهم. وقصتهم هذه المرة مرتبطة بموضوع الجندي شليط. ففي حينه كانوا قد حققوا انجازات من جراء عدة اضرابات عن الطعام ونضالات أخرى. "الانجازات البسيطة في الظاهر, تعتبر حيوية ومهمة جدا لكل أسير, مثل: مشاهدة عدة قنوات تلفزيونية, قراءة الكتب, زيارات الأهل بشكل منظم, توفير شروط معيشية انسانية أولية مثل الاحترام وحماية حقوق الانسان وإتاحة الفرصة للدراسة الثانوية لمن لم ينه دراسته, أو الدراسة الجامعية.

هذه الشروط كانت موجودة, لكن إدارة السجون الاسرائيلية سحبتها قبل خمس سنوات, ضمن محاولاتها الضغط على قيادة حماس لكي تسرع في صفقة شليط. وأوضحت في حينه أنها ستعيد هذه الشروط حالما يطلق سراح شليط. ولكنها نكثت بوعدها. وها هو شليط يدخل الشهر السابع لحريته, وما زالت الشروط مفروضة. لذلك قرروا الاضراب المفتوح عن الطعام.

إدارة مصلحة السجون تحرص على إبراز حقيقة أن الاضراب ليس شاملا وأن عدد المشاركين فيه يبلغ ,1600 منذ 17 نيسان الماضي. بينما تقول قيادة الاضراب أن عددهم بلغ ,2000 وإذا لم تتجاوب مصلحة السجون مع مطالبهم, فإن بقية الأسرى (البالغ عددهم الاجمالي 4600 أسير) سينضمون للإضراب. وتحاول سلطات السجون منع توسيعه أكثر على طريقة "الجزرة والعصا", فمن جهة تدير مفاوضات مكثفة ومن جهة أخرى تمارس القمع والانتقام (سحبت جميع الأدوات الكهربائية والكتب وألعاب التسلية وغيرها).

وقد أفادت إحدى منظمات الدفاع عن الأسرى, المطلعة على المفاوضات بين الأسرى وبين مصلحة السجون الاسرائيلية, بأن اسرائيل تجاوبت مع حوالي 50% من مطالب الأسرى, ولكن هناك أمورا أساسية ما زالت عالقة, ومن دون تسويتها لن يتوقف الاضراب. وأضاف أن صمود الأسرى من جهة ورفع مستوى التضامن العربي والدولي مع الاضراب كفيل بتجاوب السلطات الاسرائيلية مع بقية المطالب.

وحسب ذلك المصدر فإن اسرائيل تراجعت عن نصف مواقفها حتى الآن, فوافقت على:

أولا- زيارة اسرى غزة, حيث اكد "الشباك" انه لا مانع لديه من زيارة اهالي اسرى غزة لابنائهم "على شكل مجموعات وبشكل غير منتظم, وذلك لعدم وجود تنسيق مع حكومة غزة ", مؤكدا على ان التنسيق لزيارات اهالي غزة سيكون عبر الصليب الاحمر الدولي ومنسق اعمال الادارة المدنية الاسرائيلية في المناطق, وهيئة الشؤون المدنية الفلسطينية.

ثانيا: العزل الإنفرادي, حيث أن هناك 19 أسيرا يعيشون في زنازين ضيقة ولا يرون آدميين. وقد ظهرت بداية انفراج في هذه القضية, تتمثل بتشكيل لجنة دائمة من الاستخبارات والشاباك والاسرى على ان تعقد هذه اللجنة مرة كل شهر تتناول اربعة ملفات شهرية , حيث يتم التعهد بادخال جزء من المعزولين الى داخل الاقسام, وجزء الى غرف مغلقة تسمى "شمور".

ثالثا: اعادة بث 3 فضائيات جديدة الى داخل غرف الاسرى هي "ابو ظبي أخبار", و"ام بي سي 2", وروتانا سينما.

رابعا: زيادة مخصص الوزارة بدل 300 الى 400 شيقل (الدولار يساوي 3.75 شيقل) شهريا.

خامسا: مرافقة "البوسطة" (سيارة نقل الأسرى من سجن إلى سجن ومن السجن إلى المحكمة) بسيارة إسعاف ونقل الاسرى المرضى بسيارات اسعاف.

سادسا: توسيع نطاق المشتريات داخل السجون, وتطوير امور الأسرى الحياتية داخل السجون.

قضية طويلة

على الرغم من أن الاضراب عن الطعام يعتبر أرقى واصعب أنواع الكفاح للأسرى, فإن مطالب الأسرى الكبرى تحتاج إلى وقت ونفس طويلين أكثر. وقال قدورة فارس, ان "مشكلتنا مع الاحتلال وقيادته أنها ارتكبت ولا زالت ترتكب وبشكل يومي انتهاكات بحق الاسرى الفلسطينيين في سجونها, بالرغم مما جاء ما في المعاهدات والمواثيق الدولية , منها اتفاقية جنيف الرابعة, والتي لا زالت اسرائيل تتعنت برفضها الاعتراف بان الاسرى الفلسطينيين هم اسرى حرب, وانما تتعامل معهم كمختطفين, ولا تطبق ما جاء بالقانون الدولي فيما يخص وضعهم في السجون.

وأضاف قدورة أن الوضع القانوني للأسرى, بات في هذه الحالة رهنا للمزاج الاسرائيلي وقوة الكفاح الفلسطيني ردا عليه. وقال إن المميز للاحتلال هو انه يمارس اساليب اعتداء على الاسرى يأخذ اشكالا مختلفة, من الضرب المباشر, والتفتيش المهين الذي يرافقه التفتيش العاري, الى استخدام الكلاب البوليسة للعبث بمحتويات الاسرى في غرفهم, وقد يصل في احيان اخرى لاطلاق النار, حيث تم تسجيل ما يزيد عن 200 حالة قتل منذ العام ,1967 وكان اول من استشهد من الحركة الاسيرة خليل الرشايدة بعد رفض تقديم العلاج له اثر تدهور حالته الصحية في العام 1968 , وكذلك انتهاج اسرائيل اسلوب حرمان الاسرى من العلاج.

وأضاف المسؤول الفلسطيني ان معاناة الأسرى لا تقتصر على التعامل معهم, بل هي تطال ذويهم أيضا. فهي تحرم الألوف منهم من زيارات الأهل (الأسرى من قطاع غزة لم يستقبلوا أيا من ذويهم طيلة 6 سنوات). والزيارة التي تتم, تنطوي على شيء من السادية. فمن يعيش في الشمال من الضفة الغربية يضعون ابنه في سجن في الجنوب. ومن يعيش في الجنوب, يضعون ابنه في الشمال. فقط من أجل الانتقام. وفي الفترة الاخيرة , انتهج وبشكل مزعج اسلوب التفتيش العاري لأهالي الاسرى.

وأكد فارس أن الحركة الاسيرة ونتيجة لتكاتفها استطاعت التغلب على كل هذه العقبا , فأصبحت السجون الاسرائيلية بمثابة منابر فكرية وتثقيفية , فكأنها جامعات مصغرة , ينهل منها الصغير والكبير, المتعلم والأمي, بحيث أنشأت بطرق شتى, جلسات للتثقيف والتدارس, اعطاء دورات في اللغات العبرية والإنجليزية والفرنسية, ودورات تجويد تحفيظ القرآن الكريم, ودورات سياسية قيادية تنظيمية, ودورات بدنية رياضية, مسابقات الشطرنج وغيرها.

العرب اليوم





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع