الزواج قرار عائلي أم فردي
د.بلال السكارنه العبادي
يعتبر موضوع الزواج من الأهمية في ديننا الإسلامي وذلك لما له من تأثير على حياة الزوجين والأسرة والمجتمع ككل ، وركز على ما ينبغي توفره في الزوجين، فالمؤمن لا يظلم زوجته، فإن أحبّها أكرمها وإن لم يحبها لم يظلمها ولم يُهنها قال الله تبارك و تعالى : (ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم) وأيضا (وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ) وأن يكون من عائلة طيبة، ونسب معروف، فإذا تقدم للمرأة رجلان درجتهما في الدين واحدة، فيُقدَّم صاحب الأسرة الطيبة والعائلة المعروفة بالمحافظة على أمر الله تبارك و تعالى ما دام الآخر لا يفضله في الدين لأنّ صلاح أقارب الزوج يسري إلى أولاده ويستحب أيضا أن يكون هناك قبول في المظهر لقول النبي محمد صلى الله عليه و سلم : (خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا أقسمت عليها أبرتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك)،وحسن أن يكون ذا مال يُعفّ به نفسه وأهل بيته، لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ ، " مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ .
وفي مجتمعنا الزواج هو ارتباط بين عائلتين وليس بين شخصين فقط فلابد من موافقة الجميع و الكل يطرح رأيه سواء طلب منه ذلك أم لا ، و ما دام الشاب عندنا لا يستطيع تأسيس عائلة دون دعم من والديه فلا بد من أن تكون العروس على ذوقهم وحسب اختيارهم بالإضافة إلى أن الشاب نادرا ما يستطيع أن يتعرف على العروس بسهولة كالغرب ،واتخاذ قرار الزواج صعب و يتطلب تفكيرا عميقا و طويلا قبل الإقدام عليه ، فالمسألة تخص مسيرة عمر عائلة بأكملها .. الحب ضروري ولا غنى عنه شرط أن لا يطغى على الناحية العقلية و المنطقية الضرورية لتأسيس أسرة سليمة ومترابطة عمادها الحب المتعقل البعيد عن الرومانسية الخيالية واللاواقعية التي ستزول بمرور الأيام ..... ولا بد للفتاة و الشاب المقدمين على خطوة الارتباط الجاد أن يكونا شديدي الثقة بقرارهم و أن يطردا التردد الذي سيؤخر زواجهم و لا بد من البحث عن الأسباب الكامنة وراء تردد الكثير من الشبان في الأقدام على مشروع الزواج .
ويرى البعض انه هـو قرار جماعي وعائلي بالتنسيق بين الشاب وهو صاحب القرار الأخير طبـعاً ،والأهل دومـاً يسعون لمصلحة ابنهم لـكن للأسف في بعض الأوقات الـعناد من الشباب يقودهم لاختيار خاطئ ولا يشعرون بخطأ اختيارهم إلا بعد فوات الأوان .ولسبب إننا مجتمع يعتمد أكثر على مفهوم الترابط العائلي فالأب ينظر إلى زواج ابنه من منظور دخول شخص جديد للعائلة لذا فهو يعطي نفسه الحق في التدخل بوضع المواصفات والمقاييس وربما كان يدعم الابن ماليا فيستغل هذا
الدعم لفرض سلطته الأبوية والأم كذلك ترى أن من حقها التدخل في الاختيار وقد تتدخل الأخت أيضا من نفس الزاوية وفي بعض العائلات الكل يتدخل في الموضوع الأب وألام والأخ والأخت وزوجة الأخ وزوج الأخت والأقارب وبواب العمارة .
والسؤال الذي يطرح الآن متى يقتنع الإباء والأهل أن شباب اليوم من حقهم أن يختاروا من يشاركهم حياتهم المستقبلية ، فالشاب عندما يقرر الارتباط بفتاة معينه فانه حتماً سيتحمل مسؤولية قراراه في بناء أسرته بطريقته الخاصة وبالمساهمة مع شريكة حياته ، وما مؤشرات الطلاق في الأردن إلا دليلاً على تدخل الأهل في خيارات أبناءهم .
bsakarneh@yahoo.com