زاد الاردن الاخباري -
فيتامين واو
يتحكم هذا الفيتامين بمصير الناس و المقصود به هنا الواسطة و يمكن تعريف الواسطة أو المحسوبية بأنها هي( طلب العون والمساعدة في إنجاز شيء يقوم به إنسان ذو نفوذ لدى من بيده قرار العون والمساعدة على تحقيق المطلوب لإنسان لا يستطيع أن يحقق مطلوبة بجهوده الذاتية). :او هي تلك الأداة السحرية التي تستطيع أن تحقق لك جميع الأمنيات والمطالب مهما كانت مؤهلاتك و مهما كانت شخصيتك و مهما كانت أحوالك المادية وتنقسم الواسطة إلى قسمين: محمودة، ومذمومة فالواسطة المحمودة هي: مساعدة الإنسان في الحصول على حقه الشرعي من غير أن يصاحب ذلك ظلم لغيره من الناس، كأن يكون لشخص ما حق عند غيره من الناس فتساعده من أجل الحصول على حقه، ولا يترتب على ذلك إضرار بأحد من الناس، وهذه الواسطة مطلوبة شرعاً ويثاب عليها فاعلها، وهي من التعاون على البر والتقوى المأمور به في قوله تعالى-: \"وتعاونوا على البر والتقوى\" [المائدة: 2]، أما الواسطة المذمومة فهي: مساعدة الإنسان في الحصول على شيء ليس له الحق فيه، كأن تساعد إنساناً في الحصول على وظيفة أو مال، وهو غير مستحق فإن عملية التعيين تفرض الاخذ بعوامل متعددة تضمنها اسس التعيين والاختيار لتضمن تحقيق اقصى ما يمكن من عداله وافضل ما هو متاح من كفاءة في اختيار المرشحين لشغل الوظائف.
لذلك نجد الواسطة تدخل في الامتحانات التنافسية وايضا نجد بعض الخريجين عام 2000 ينتظر الدور اكثر من عشرسنوات بينما هناك بعض الخريجيين في عام 2011 يتم تعينيهم في نفس السنة التي تخرج فيها ونفس التخصص يجب ان تكون المفاضلة لنفس السنة للخريجين وان تكون الاولوية لقدامى الخريجين لذلك من النادر ان تجد ابن نائب اوعين او وزير وغيرهم عاطل عن العمل وايظا تجد في موساستنا العديد من الموظفين اصبح لهم العديد من السنوات وفجاة يتم تعين موظفين جدد يتم اخذ العديد من الامتيازات من ناحية الوظيفة والراتب لان والده نائب او وزير الواسطة في الاردن\" ليست مجرد وسيلة للحصول على مكسب، أو حقّ، أو لحلّ مشكلة، ولكنّها باتت أسلوب حياة..في كل شي ويصنّف البعض الواسطة باعتبارها \"فساداً أبيض\"، تقدم الواسطة حسب المعرفة والنسب فقط، ضاربين بعرض الحائط الكفائة والجودة التي يقدمها الشخص. . .
و«الواسطة» ظاهرة منتشرة جداً في جميع دول العالم بلا استثناء، وإن كان مستواها يزيد في بعض الدول عن الأخرى، وجميعنا ينظر إليها على أنها أمر مذموم وسلبي، يعيق تقدم المجتمع ويظلم الناس.فهي تشكل بيئة خصبة لنمو العديد من الأمراض الاجتماعية والنفسية ، وانتشار العنف والجريمة ، وخفض مستويات المعيشة ، وزيادة عدد من يقعون تحت خط الفقر، وما يرافق ذلك من ظروف صعبة وقاسية الواسطة هذا الفيتامين الذي أصبح الدواء الرئيسي لمعالجة متطلبات الحياة و بدونه لا يمكن للحياة ان تستمر. انها أيدلوجية جديدة دخلت على جميع المجتمعات و اصبح يتداولها الصغار و الكبار. لم يعد أي مجال من مجالات الحياة يمشي بدون واسطة. حتى في امور الدين ترى الموضوع يحتاج الى واسطة . تصوروا أن بعض الناس يستخدمون الواسطة للحصول على فيزة حج كي يحجوا..اوغيرها من الامور . `.
في مقولة دائما نسمعها و يرددها لنا الأباء والأجداد لشحذ الهمم في الاختبارات والحياة بشكل عام . يقولون \" من جد وجد ومن زرع حصد \". لكن للأسف هالمقولة ما صارت تمشي هاليومين. لسبب بسيط جدا السبب هو الواسطة.. . نتمنى اعادةدراسة بالأسس والانظمة والتعليمات لتنظيم شؤون الوظيفة العامة وتطويرها بأبعادها البشرية والإجرائية والقانونية وإدارة الموارد البشرية في الخدمة المدنية، وليس هناك أدنى شك بأن اغلب المواطنين يتذمرون من الواسطة وإنهم يلجئون إليها لأنهم أجبروا على ركبها، ومهما يكن الأمر فالمفروض أن تحصل على حقك بدون واسطة من أحد.
الباحث نهار الوخيان