زاد الاردن الاخباري -
شكل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حكومة وحدة وطنية الثلاثاء في خطوة مفاجئة قد تمنحه مزيدا من الحرية لمهاجمة منشآت إيران النووية والسعي للسلام مع الفلسطينيين.
وبموجب اتفاق الائتلاف الذي جرى التفاوض بشأنه سرا خلال الايام الماضية وأبرم في اجتماع خاص الليلة الماضية سينضم حزب كديما الوسطي إلى ائتلاف نتنياهو اليميني ليشكلا أغلبية كبيرة في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) تهيمن على 94 مقعدا من مقاعد المجلس المؤلف من 120 مقعدا.
وسيكون الائتلاف واحدا من اكبر الائتلافات في تاريخ إسرائيل ويحل محل الخطط التي اعلن عنها قبل يومين فقط لاجراء انتخابات مبكرة. إلا ان استطلاعا للرأي أظهر أن 39 في المئة فقط من الإسرائيليين يؤيدونه في حين يعارضه 34 في المئة.
وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي مشترك مع شاؤول موفاز زعيم حزب كديما "هذه الحكومة جيدة للامن وجيدة للاقتصاد وجيدة لشعب إسرائيل".
وأضاف ان الائتلاف الجديد سيركز على اعادة رسم الميزانية العامة والاسراع في اجراء الاصلاحات الانتخابية وما وصفه "باشتراك كل السكان في تحمل واجباتنا العسكرية". وكانت الاحزاب الدينية في الائتلاف عارضت خططا لانهاء اعفاء اليهود الاصوليين من الخدمة العسكرية الالزامية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي "اخيرا فإنه (الائتلاف) محاولة للدفع قدما بعملية سلام تتسم بالمسؤولية" مع الفلسطينيين. واضاف "لم يتم الاتفاق على كل شيء .. لكن لدينا اساسا قويا للغاية لمواصلة العمل" ودعا الفلسطينيين "للجلوس معنا من أجل مفاوضات جادة".
وأضاف نتنياهو ردا على سؤال بشأن طريقة تصدي الائتلاف الجديد لبواعث قلق إسرائيل المتعلقة باحتمال أن تكون ايران تطور سرا اسلحة نووية "بالطبع القضية الإيرانية إحدى أهم القضايا."
وقال وزير البيئة الإسرائيلي جلعاد إردان إن الاتفاق سيساعد على حشد التأييد لتحرك محتمل ضد برنامج إيران النووي الذي تعتبره إسرائيل تهديدا لوجودها. وتقول طهران إنها لا تسعى الا للحصول على الطاقة النووية.
وقال إردان لراديو إسرائيل "الانتخابات لن توقف البرنامج النووي لإيران. حين يتخذ قرار فيما يتعلق بشن هجوم أم لا فمن الافضل ان تكون هناك جبهة سياسية عريضة توحد الرأي العام".
ودعا نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل إلى "اغتنام فرصة توسيع الائتلاف الحكومي" بالمسارعة إلى تحقيق اتفاق سلام.
وقال ابو ردينة ان هذا "يتطلب وقفا فوريا لكافة النشاطات الاستيطانية في سائر الأراضي الفلسطينية".
وأضاف "المطلوب من الائتلاف الحكومي الجديد أن يكون ائتلاف سلام وليس ائتلاف حرب".
وتوقفت محادثات السلام بين الجانبين قبل 18 شهرا.
وقال موفاز "خوض مفاوضات سلام شرط اساسي لتشكيل حكومة الوحدة".
ويقول اتفاق الوحدة إن الادارة الجديدة "ستعمل من اجل استئناف عملية السلام والنهوض بالمحادثات مع السلطة الفلسطينية".
الا انه اشار ايضا الى "ضرورة الحفاظ على حدود يمكن الدفاع عنها" وهي الجملة التي سبق ان استخدمها نتنياهو للتملص من مطالب فلسطينية بانسحاب اسرائيلي كبير من الضفة الغربية.
ووفقا للاتفاق سيعين موفاز، وهو وزير دفاع سابق، نائبا لرئيس الوزراء في الحكومة الجديدة.
وكان موفاز قد تولى رئاسة حزب كديما في اذار من تسيبي ليفني.
وحينما كان موفاز يشغل منصب نائب رئيس الوزراء في حكومة سابقة بقيادة ايهود اولمرت عام 2008 كان من أوائل المسؤولين الإسرائيليين الذين طرحوا علنا إمكانية مهاجمة إيران.
لكن موفاز الإيراني المولد كان أكثر حذرا وهو في المعارضة وقال ان على إسرائيل الا تتعجل وتخرج عن صف القوى العالمية التي تشعر بالقلق من نشوب حرب وتحاول الضغط على إيران من خلال العقوبات والمفاوضات.
وقال جيرالد ستاينبرج المحلل السياسي بجامعة بار ايلان قرب تل ابيب إن اتفاق تشكيل حكومة الوحدة الوطنية "يبعث باشارة قوية جدا لطهران وأيضا لاوروبا والولايات المتحدة مفادها ان إسرائيل متحدة وان القيادة قادرة على التعامل مع المخاطر الموجودة حين يتطلب الامر ذلك."
وقالت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إن التنسيق بشأن الفلسطينيين وإيران سيستمر.
وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض "تشكيل ائتلاف جديد في إسرائيل لن يغير بالتأكيد نهجنا بشأن السياسة. ما زلنا نتمتع بعلاقات طيبة للغاية مع زعماء إسرائيل."
وقال مسؤولون إسرائيليون ان العام المقبل ربما يكون حاسما لمعرفة ما اذا كانت إيران مستعدة للتخلي عن خططها النووية في مواجهة ادانة دولية واسعة النطاق وعقوبات غربية.
وستجري إيران محادثات مع القوى الكبرى بشان برنامجها النووي في 23 ايار.
وتنفي إيران دوما اتهامات إسرائيل والغرب بانها تسعى لامتلاك أسلحة نووية وتقول ان برنامجها سلمي محض وتقتصر اغراضه على توليد الكهرباء وتلبية الحاجات الطبية.
ويفترض على نطاق واسع ان إسرائيل تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط.
ويحين الموعد العادي للانتخابات التالية في اسرائيل في تشرين الاول 2013 لكن نتنياهو سعى هذا الشهر إلى اجراء انتخابات مبكرة بعد ظهور انقسامات في ائتلافه الحاكم بسبب القانون الجديد الخاص بالتجنيد الالزامي.
وكان البرلمان يستعد لحل نفسه لتمهيد الساحة لانتخابات في الرابع من ايلول في حين كانت المحادثات السرية تجري مع كديما على قدم وساق.
وقال نتنياهو "عندما اتضح ان من الممكن تشكيل اكبر حكومة في تاريخ إسرائيل...اعتقدت ان بامكاننا استعادة الاستقرار دون انتخابات لهذا قررت تشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة."
وأذهل الاتفاق المؤسسة السياسية ولاقى انتقادات سريعة من حزب العمل المنتمي ليسار الوسط والذي كانت استطلاعات الرأي تشير إلى انه سيتفوق على حزب كديما في الانتخابات.
ونقل عن زعيمة حزب العمل شيلي يحيموفتش قولها في وسائل الاعلام حيث اثنى المعلقون على شجاعة نتنياهو السياسية "هذا اتفاق جبناء وهو المسار المعوج الاحقر والاسخف في تاريخ إسرائيل".
وسيعطي حزب كديما الذي يحتل 28 مقعدا في البرلمان ثقلا كبيرا للائتلاف ولكن يظل من غير الواضح كيف سينسجم مع الاحزاب الدينية واليمينية المتطرفة المشاركة ايضا في الحكومة.
ومن المرجح ان تشهد العلاقات داخل الحكومة اختبارا سريعا بشأن قضية الاستيطان بعد ان امرت المحكمة العليا الحكومة يوم الاثنين بهدم خمس بنايات سكنية في مستوطنة يهودية بالضفة الغربية المحتلة.
ويريد كثيرون من انصار نتنياهو ان يتبنى رئيس الوزراء تشريعا يضفي الصبغة القانونية على مستوطنات مثل حي اولبانا الاستيطاني الذي قضت احدى المحاكم بانه اقيم على ارض مملوكة لفلسطينيين.
ولم يتضح ما اذا كان حزب كديما سيدعم مثل هذه الخطوة التي قد تثير انتقادات دولية ضد إسرائيل.
رويترز