جلست هي والوالدة في المقعد الخلفي للسيارة وكعادة أهل البلاد بعد السؤال عن الأحوال العامة تبدأ الأسئلة الخاصة والمباشرة ، وسألت والدتي ضيفتنا الحجة من الضفة الغربية .. كيف حال ابنك الصغير .. هل لازال مسجون لدى اليهود ؟ ، أجابت الحجة وبكل تلقائية وبلهجة أهل قرى الخليل العتيقة .. 17 عيد عند اليهود و4 أعياد عند السلطة !!.
وانتهى الحوار بالنسبة لي وبقيت أقود سيارتي من الجسر بإتجاه عمان وأنا أعد 17 + 4 =21
لوقسمناهم على 2 تكون النتيجة 10 ونصف هي عدد سنوات الاعتقال التي قضاها هذا الفلسطيني في السجون ، وهنا علينا أن لا نتوقف عند المدة الزمنية بقدر وقوفنا عند جنسية السجان فالسجن الصهيوني العدو والمنتهية صلاحية بقائه كحتمية تاريخية وإن قضى بها هذا الرجل 17 عيد ولكنها لاتعادل ال4 أعياد التي قضاها هذا الرجل في سجن السلطة فقط ولمجرد أنه يختلف مع السلطة بالفكر والنهج .
وأثناء حديث الحجة ضيفتنا ووالدتي حاولت أن اسرق من كلماتها شيء بسيط من مثل أن السلطة منعتهم من الزيارة وأن هذا الفلسطيني قضي أربعون يوما مشبوها على كرسي فقط لأنه قال كلمة تختلف عن كلمة السلطة الفلسطينية ، وعلينا هنا أن نتوقع نفس الشيء يحدث في غزة فهناك معتقلين لدى حماس لأنهم خالفوها في الكلمة فقط .
وهكذا تستمر ضيفتنا العزيزة طوال الطريق من الغور إلى عمان وهي تعيد الأرقام في كل جمله ( 17 عيد عند اليهود و4 اعياد عند السلطة ) وربما يكون السر هنا في أن العيد هو معيار القياس لها عن طول فترة السجن لولدها لدى الطرفين سواء اليهود أو السلطة ، أو ربما وحسب علمي أن هذا الرجل لديه أطفال ومن أجل ذلك توقفت ذاكرة هذه الحجة عند حساب المدة بالعيد كونهم لم يجدوا ابيهم بينهم صباح يوم العيد ولمدة 17 عيد مضاف اليها 4 اعياد أي 21 عيد.... وكل عام وانتم بخير ؟