زاد الاردن الاخباري -
"أسرَ الأسيرُ سجّانه" هتاف يتردد صداه مدويا، نعبر به اليوم عن مدى الفرحة بإنتصار أسرانا الأحرار ونيلهم حقوقهم المسلوبة منهم بعد ثمانيَة و عشرين يوماً من الإضراب المفتوح عن الطعام في معركة الأمعاء الخاوية التي خاضها الأسرى الأبطال ضد قهر السجان وظلمه، و قد وصل إضراب بعض الأسرى الذين سبقوا إخوانهم إلى ما يُقارب الثمانين يوما من الإضراب عن الطعام في مدة غير مسبوقة في تاريخ البشرية.
فبعد توقيع قيادة الإضراب على الاتفاق مع الصهاينة الغاصبين عبر وساطة من السلطات الرسمية المصريّة، ضمن أسرانا الأحرار زوال الاعتقال الإداري وإنهاء ملف العزل الانفرادي والسماح لعائلات الأسرى من غزة والضفة بزيارة ذويهم وكذلك جمع شمل الأشقاء المعتقلين داخل، معتقل واحد وغير ذلك من المطالب.
ومع الشعور العظيم بالفرحة والغبطة، نحمل شعورا كبيرا بالخيبة تجاه موقف الخارجية الإردنية التي من واجبها حماية شؤون الأردنين خارج الأردن و عدم التخلي عنهم و غض الطرف عما يحصل لهم كما حصل، وكم تمنينا لو كانت الوساطة أردنية بدل أن تكون مصرية فنحن نشعر بالخجل بعد أن قامت السلطات المصرية بالوساطة واتخذت حكومتنا الرشيدة موقف التخاذل و عدم الإكتراث، خاصة وأن مسؤولية 24 أسير أردني في رقبة الحكومة الأردنية.
في مثل هذا اليوم نعيش ذكرى ولادة ذلك الكيان المسخ المسمى زوراً "دولة إسرائيل"، تمر علينا ولا يزال ألمسجد الأقصى أسيرا يرزح تحت نير المحتلين، ولكننا اليوم نعيش هذه الذكرى بنكهة مختلفة وطعم آخر، نكهة الكرامة وطعم الحرية، التي تصوغ العزة لأمتنا، وتهب علينا نسمات عطرة في ذكرن استقلال أردننا الحبيب، هذا الحدث الذي وضع لنا في سطور التاريخ مفخرةً و عِزّاً نرفع به جباهنا عالياً جيلاً بعد جيل، نتذكر في رحابه أن الاستقلال الحقيقي يكون للأرض والأنسان والفكرة على حد سواء، وبعد انتصار أسرانا ننتظر الإنتصار القادم بتحررهم من قيودهم و خروجهم من سجون الإحتلال، وتشرئب أعناقنا للإنتصار الأعظم بتحرر الأقصى الشريف و تطهير أرض فلسطين من دَنَس العدو الصهيوني بإذن الله تعالى
إتحاد طلبة الجامعة الأردنية