أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
بورصة عمان تسجل ارتفاعاً قدره 2.4 % لإغلاق عام 2024 60 ألف زيارة لنزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل العام الماضي واشنطن: إعادة انتخاب الجمهوري مايك جونسون رئيسا لمجلس النواب الأميركي صلاح: أنا أفضل لاعب في العالم 8 قتلى و15 جريحا بحريق في سوق شمالي الصين الطراونة يوضح حول فيروس تنفسي ينتشر بشكل كبير في الصين مصرع 6 أشخاص وإصابة 32 جراء سقوط حافلة في البيرو تنويه مهم من بلدية الكرك حول المجمع الجديد وفاة رضيع و6 حالات اختناق اثر احتراق منزل بالكرك 6 أشخاص يقتحمون منزلا في العقبة ويعتدون على شاب وشقيقته ووالدته النفط يسجل مكاسب أسبوعية بفضل الطقس البارد التعليم العالي تعلن عن جوائز التميز للباحثين والعلماء "كومستيك" هل العطل التقني في مطارات ألمانيا بسبب قرصنة؟ صناعة الأدوية البشرية ركيزة أساسية في رؤية التحديث الاقتصادي انخفاض أسعار الذهب محليا اليوم السبت توجه إسرائيلي لخفض المساعدات لغزة مع تنصيب ترمب صـفـارات الإنذار تدوي فـي غلاف غزة شهداء في قصف للاحتلال الإسرائيلي على غزة الأردن .. سمكة أبو اللبن تسببت بوفاة شاب بالعقبة إف بي آي: لا صلة لـ"الإرهاب" بانفجار شاحنة تيسلا بلاس فيغاس
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام الصغار لا يستقرون إلا في مزبلة التاريخ

الصغار لا يستقرون إلا في مزبلة التاريخ

15-05-2012 10:01 PM

لاشك ان خصوصية العقلية الفرنسية،واستقلالية الشخصية الفرنسية،كانت نموذجا ميز فرنسا عن غيرها من النماذج الغربية في اوربا.ولا عجب في ذلك،فالشعب الفرنسي معتد بقيمه وتراثه،وبالتالي فهو يأنف التبعية للغيرعلى الساحة الدولية.ولذلك فقد انتهجت فرنسا منذ جمهوريتها الخامسة عام1958،منهجاً يرتكز على القيم والخصوصيات الفرنسية،الامر الذي جعل السياسة الفرنسية،عبر كل تلك الفترة،تقف على مسافة واضحة من القطبين العظميين،في حقبة الاستقطاب الثنائي الامريكي السوفيتي. واحتفظت لنفسها بنهج سياسي واضح،يرفض مسايرة استراتيجية اي من القطبين في مناطق الصراع،فكان للصوت الفرنسي وزنه المعتبر في المحافل الدولية.واستمر هذا النهج المستقل حتى بعد انهيار نظام القطبية الثنائي ،وقيام التفرد الامريكي على انقاضه.

لكن ساركوزي بارتمائه المهين،في حضن أمريكا،وتفريطه بالنهج الفرنسي الخاص،اساء لعراقة الشخصية الفرنسية،ونال من صدقية مبادئها بتبعيته الذليلة،فبدا للجميع بما فيهم الفرنسيين،وكأنه مجرد دمية بيد بوش،ومن بعده أوباما،فصادرالخصوصية الفرنسية بشكل مسف،لصالح الهيمنة الأمريكية المتوحشة،التي تفرض من دون تردد،عولمة الثقافة الأمريكية على الشعوب، وتلغي خصوصيات الثقافات الانسانية للغير.

لقد فرط ساركوزي بالخصوصية الفرنسية،فدفع الثمن غالياً،وأطيح به من الرئاسة بعد فترة واحدة،حيث جاء تصويت الفرنسيين عقابيا له بشكل صارم،ليلقي به مدحورا إلى سلة مهملات التاريخ،فيصبح الرئيس الأسوأ على امتداد تاريخ الجمهورية الخامسة لفرنسا ذات النهج الخاص في السياسة الدولية.

ولابد من الاشارة في هذا الصدد،الى انه كان لدى الفرنسيين الكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في الداخل الفرنسي،مما يسوغ لهم بسهولة إسقاط ساركوزي في الانتخابات،وذلك بالرغم من ان الانتخابات الرئاسيةالفرنسية تركزت على أهم قضيتين،هما الاقتصاد والمهاجرين.لكن العنصر الحاسم الذي أطاح بساركوزي كان قد تجاوز هاتين القضيتين المركزيتين،الى التركيز على تماديه في طمس الخصوصية الفرنسية،منذ ان ربطها بفلك التبعية للسياسة الأمريكية،الامر الذي جعل الناحب الفرنسي ينظر اليه،تابعا ذليلا للرئيس الأمريكي بوش الصغير،وخليفته أوباما.وبذلك سقط ساركوزي هذا السقوط المريع،فواجه مصيره بأقسى هزيمة سياسية له،خلال عمله السياسي،بعد ان عاقبه الشعب الفرنسي على نهجه التبعي، بولائه للبيت الابيض،الذي صادر بموجبه الخصوصية الفرنسية،بكل ثقلها التاريخي المعروف،لصالح القيم الأمريكية،ليلقيه منديلا متسخا،بمسح الغطرسة الامريكية في مزبلة التاريخ صاغرا،شانه في ذلك شان كل تابع ذليل.وباسقاط ساركوسي،انتصر الشعب الفرنسي لخيار نهج الخصوصية الفرنسية،واعاد هيبة الخصوصية التاريخية لفرنسا،الى مكانتها،والعودة بها إلى وضعها الاستراتيجي التوازني الدولي السابق.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع