أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
3103 أطنان من الخضار والفواكه وردت للسوق المركزي اليوم الخرابشة : النظام الكهربائي الاردني الافضل في المنطقة مؤتمر صحفي لوزير الطاقة حول التعرفة الكهربائية الجديدة غانتس: نستطيع إغراق لبنان بالظلام لكننا سندفع ثمنا باهظا تقليص كبير على كميات الطعام للأسرى الفلسطينيين خصم يوم عمل من راتب شهر حزيران بإسرائيل أونروا: انهيار شبه كامل للقانون والنظام في غزة فيتش سوليوشنز تتوقع نمو الاقتصاد الأردني قوات الاحتلال تقتحم قرية بيتللو غربي رام الله الأردن .. 747 مليون دينار عجز الميزان التجاري خلال نيسان اليكم مباريات الأربعاء بتوقيت الأردن مكافحة الفساد تحجز على أموال وممتلكات محال صرافة. عروض بأسواق المؤسسة الاستهلاكية العسكرية الحوثيون يعلنون استهداف سفينة إسرائيلية القضاة في لاهاي سيصدرون مذكرات اعتقال ضد نتنياهو وغالنت قريبا الاردن .. نحو 6500 شكوى متعلقة بانقطاع الكهرباء انخفاض على أسعار الذهب في الأردن القوات المسلحة: مقتل مهرب وإصابة آخرين في عملية إحباط تسلل وتهريب مواد مخدرة ضابط مستقيل يقر بمشاركة جنود أميركيين مع إسرائيل الأريعاء .. طقس حار نسبيا
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة إلى وزير التربية سأنتصف لك ..

إلى وزير التربية سأنتصف لك ..

17-03-2010 11:12 PM

قبل الإنتصاف لك معالي الوزير , احب ان ألفت إنتباهك وإنتباه غيرك الى موضوع التعامل الإعلامي , وأن طريقة مخاطبة الراي العام هي بحد ذاتها مهنة لها أُصولها ولها حرفيتها , والتي للإسف يا معالي الوزير أنت لا تجيدها , وهذا ليس عيباً أو تقليلا من شأنك , ولكنها حقيقة , والواقع أثبت ذلك , وكنت أتمنى لو أن عملية التعامل مع الرأي العام في وزارتك و في كل الوزارات , تتم من خلال دوائر إعلامية متخصصة .
وأعرج قليلا معالي الوزير على موضوع الراي العام , ولا يخفى إن قصة تصريحاتك الأخيرة , أظهرت قوة الاعلام الحر الخاص في الاردن , وأظهرت مدى قوة وفاعلية الصحف الالكترونية , وهي رد على كل متشككاً او مشككاً فيها , و أنه أصبحنا في الاونة الأخيرة نمثل فكرة السلطة الرابعة ,صاحبة الجلالة , ومن يريد أن يصرح أو يتخذ قراراً له تماسه مع الرأي العام فليحذر أولا , ولينتبه , فالإعلام الحر غير قابضي الاجر موجود.
كيف سأنتصف لك ؟
سأنتصف لك معالي الوزير في الفكرة من وراء تصريحاتك الأخيرة , ولن أُطابقك في الألفاظ والمصطلحات التي قلتها فعلياً , ولكنني في الفكرة أبحث , وفي متن الموضوع وما بين السطور أقرأ , وأحكم , ولا أُريد هنا أيضاً ان يعتقد سيدي المعلم والأُستاذ , انني أنتقص من قيمته أو قيمة مهنته المقدسة معاذ الله , ولكنه ايضاً واقعاً نعيشه , وتغيرات نراها على المعلم شخصاً , والمعلم مهنةً.
نعم سادتي الكرام
لم تعد مهنة التعليم , كما كانت سابقا , لم يعد المعلم له نفس وقع المعلم الذي كان يمشي قبل ثلاثين عاما , تغيرت الظروف , واختلفت وجهات النظر , وحقيقة وللأسف صبت كلها في خانة سوء حال المعلم مهنةً وشخصاً , إن هذه المهنة المقدسة , والتي يحمل لواءها هؤلاء الذين يجب ان يكونوا من الصفوة , وخيرة الخيرة , ذوي الضمائر الحية , والذمم التي لا تشترى ولا تباع.
ولكن مهلا مهلا , كيف يكون المعلم في تلك المكانة الإجتماعية المرموقة , وفوق كل الشبهات , وأقوى من كل الهزات , وهو يعيش حياة الضنك , وألم معاناة العيش , كيف يعطي ولدي أفضل ما عنده من تربية وعلم , وهو ذهنه وتفكيره في مصروف بيته , كيف سنقف له موفينا له التبجيلا , وهو يسير تائها , ويخشى من ابن اللحام , وابن السماك , وابن جابي الكهرباء ..الخ.
نعم , للدولة النصيب الأكبر في الوصول بمهنة التعليم الى هذا المستوى , ولكن ليس الدولة فقط , فللمعلم ايضا نصيباً من ذلك , او لنقل لمن يعمل في مجال التعليم فليس كل من يعلم معلما , حتى ولو كان نصيبه في ما وصلت إليه حالته صغيراً , فعليه قبل أن يطلب من الدولة التلطف , والإنتباه لمهنته ولحياته , أن يغلق الباب الذي يأتي منه الريح , ريح التراجع والإنحدار , و إلا لما كان معالي وزير التربية , قد احتج بما صرح به من نصح و إرشاد , فمن غير المعقول ان يكون المعلم على رأس عمله في مدرسته بين طلابه , وقد أتى من سوق الحلال ( الأغنام والماعز ) , ورائحة حذائه من رائحة السوق , ليس إنتقاصاً من تجار الحلال , أو ترفعا عن رائحتها والعياذ بالله , ولكن لكل مقام مقال , وكذلك الأمر , يأتي المعلم وكله شحمة من تصليح سيارته , أو يأتي لطلابه ورائحة العرق تفوح منه , لانه يمشي مسافة طويلة في الحر, ولا يستطيع شراء سيارة او تأمين مواصلاته .
نعم ماذا يفعلون ؟ , وما ذنبهم ؟ , هل أُعطوا حتى يكتفوا , فيكتفوا ؟ , الجواب طبعاً لا , ولكن ذنبهم أنهم إختاروا هذه المهنة , ذنبهم أنهم خاضوا مسيرتها , وحملوا رسالتها , وأقسموا على تأدية الأمانة من غايتها , وأن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه , لذلك من لا يقدر على هذه القدسية , فليتركها لمن هو راغب وقادر عليها , والأرزاق من رب العالمين , أما أن تمتهن التعليم فقط لإنك تريد أن تطعم نفسك , أو أولادك , فهذا ما أنتصف به لمعالي وزير التربية الراحل حتماً عن مكتبه , والمترجل عن صهوة جواد قد يكون فيه من الأصالة الكثير , إلا ان الأصالة لا تعني دائماً أنه قادر على القفز فوق الحواجز دون إسقاطها والسقوط معها.
إتركوا مهنة التعليم لمن يحب التربية والتعليم , إتركوها لمن هم أقدر على حمل أمانتها , وأقدر على الصبر على المعاناة التي تأتي من ورائها , لأنه في هذه المهنة الوحيدة مهنة التعليم وتربية الجيل, جيل المستقبل , لا يمكن أن يجتمع عاقل ومجنون , فطريقها طريق بإتجاه واحد , طريق الحكماء والعقلاء والصابرون فقط لا غير.
وشكرا لكم سادتي
حازم عواد المجالي





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع