زاد الاردن الاخباري -
قال الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في محاضرة ألقاها في بيروت اليوم الخميس في ذكرى تاسيس الجامعة، إن القضية الفلسطينية تمر حاليا بعنق زجاجة، فاما أن تسقط داخلها فتختنق، وإما أن تنطلق خارجها فتقوم دولة فلسطين مستقلة ناهضة يبدأ بها عهد السلام الإقليمي.
واضاف موسى قائلا : "في يقين عدد كبير من المتابعين لهذه التطورات عن قرب وأنا منهم، فإن السياسة الإسرائيلية التي تتعدى كونها سياسة حكومة بعينها لتنتهي بإقالتها أو استقالتها ولتكون سياسة كل الحكومات الإسرائيلية، بأن لا سلام مع العرب ولا دولة فلسطينية ذات جوهر ومبنى وسيادة ولا برنامج سلام إقليمي، إلا طبقا لما تقرره المصالح الإسرائيلية أولا وتبعا للأولويات التي تراها".
وقال : "إذا كان لإسرائيل مطالب في الأمن فللفلسطينيين حق أصيل فيه، وإن كان للاسرائيليين دولة فللفلسطينيين الحق الكامل في دولتهم المستقلة ذات السيادة وإن كانت إسرائيل تدعي أن عاصمتها القدس، فإن للفلسطينيين الحق الأصيل في القدس عاصمة لدولتهم، كما أن للمسلمين والمسحيين حقوقهم غير القابلة للتنازل في المدينة المقدسة.
فإذا رفضت إسرائيل حقوقنا، فيتعين علينا أن نرفض دعاواهم.
أما التراجع الذي أصبح البعض يدعو إليه تحت وصف الواقعية فليس إلا وصفة للهزيمة ومدخلا إلى عصر اضطراب كبير، وخراب لا يقدر".
واكد : أن قيام السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي أصبح ضرورة ذات أهمية إستراتيجية كبرى، وهو ما يجب التوصل إليه على أسس استرداد الأراضي العربية المحتلة، وعدم التنازل عن حق تقرير المصير للفلسطينيين ليقيموا دولتهم ذات السيادة على مجمل أرضهم المحتلة في حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأيضا على أساس ما نصت عليه مبادرة السلام العربية في بيروت من التزامات متقابلة أساسها احترام القانون الدولي والحقوق التي يحميها".
وأضاف : أن الأمن الإقليمي موضوع لا يقل أهمية عن موضوع السلام العادل، بل إنه مرتبط به ارتباطا عضويا.
ومن هنا فإن اللحظة التي يجب أن نعد فيها المسرح للنقاش الجدي حول مشروع للأمن الإقليمي في الشرق الأوسط، قد حانت.
وأن تكون نواته إخلاء المنطقة من السلاح النووي، بدءا بالترسانة النووية الإسرائيلية، والعمل على خفض التسلح دون استثناء لأي دولة وضمان الأمن للجميع".
وقال : إن إخضاع الشرق الأوسط للنزعات والنزوات الإسرائيلية أمر لا يصح قبوله وتتعين مقاومته.
إن للعرب مصالح يجب الحفاظ عليها والدفاع عنها حين تتعارض مع مصالح أي كان، فما بالكم بالمصالح الإسرائيلية الأنانية والتي تقوم أساسا على إنكار حق شعب فلسطين في الحياة مثل باقي شعوب الأرض، وتحدي إرادة المسلمين والمسيحيين وحقوقهم في القدس، وعلى الجشع في الاستيلاء على الأرض، والسيطرة العسكرية النووية على الشرق الأوسط كله.
هذا كله يجب عدم السماح به تحت أي ظرف.
بترا