السياحة المحلية في عالم المجهول

من غير المعقول وليس منطقياً ان تصبح السياحة المحلية في الأردن في علم المجهول , حيث أمضينا سينين ونحن نعمل عل تنمية وتشجيع السياحة المحلية إلا ما وصلت إليه , حيث ازدهرت ونمت بشكل غير طبيعي وهذا جاء نتيجة مجهودان حكومية وقطاع خاص .
وللأسف وبدون سابق إنذار في ليلة تلاشى فيها ضوء القمر , وتلاشت أحلام كثير من الأردنيين والذين يعتمدون في رزقهم على السياحة المحلية سواء كانوا أصحاب محلات أو خيل أو مخيمات او غيرهم حيث اصبحت سياحتنا والتي بنيناها في سينين وهدمناها في لحظات.
ويعد القطاع السياحي رافداً أساسيا للاقتصاد الوطني , وقاطرة حقيقة للتنمية الشاملة , وإذا تحرك قطاع السياحة عندها تتحرك جميع القطاعات , لأن السياحة بالأصل مزيج مركب ومعقد ولكن حلت عقدته بمساعدة جميع القطاعات وصنعنا سياحة محلية حقيقة ولكن...؟
وتعرضت السياحة المحلية هذا العام بالتحديد لضربة موجعة أو بالأحرى( الضربة القاضية ) أرجعته الى الوراء عشرات السينين والذي سيكلفنا الكثير الكثير من أجل ترميمه بسبب الثالوث الذي أثر على السياحة المحلية هذا القطاع الحيوي الهام وأولها إلغاء الخروجية من الأردن وكذلك بالاتفاق مع دولة سوريا وتركيا ولبنان على التعامل بالمثل وأخرها إلغاء الحفلات والسهرات التي تقام بوادي رم وغيرها من المناطق الحيوية .
وهذا أضر بالاقتصاد الأردني سواء كان عبر الأضرار بالقطاع السياحي والذين كان الاقتصاديون يعلقون الآمال عليه , وكذلك يثر على الاستثمارات الأردنية الأردنية في هذا المجال.
نرى ونسمع ونشاهد بأن سيرة الأردنيين في جميع المحافل كلها تتعلق بالرحلات إلى الشام ولبنان , وكيفية الرحلات ومدى رخصها ومقارنتها بأسعار البتراء والعقبة والشام , وقال لي أحدهم ما رأيك أن نتناول طعام الغداء يوم الجمعة في مطعم بوابة دمشق وفقط ب 13 دينار مع رحلات داخل دمشق و وهذا العرض مغري جدا. ولكن السؤال كم سننفق بالعملة الصعبة سواء في الشام او لبنان من شراء الحلويات والملابس والمكسرات والدخان وغيرها , وشيء طبيعي بأن الإنسان في الرحلة السياحة يتحرر من كل القيود ويصرف بالعملة الأخرى دون وعي وهذه من النواحي النفسية للسائح ولا أريد أن أخوض في مجالات أخرى تجرح الحياء العام من مصروفات عرضية .وعندها سننفق ملايين الملايين في هذه الدولة وهذا كل يؤثر على ميزان المدفوعات في القريب العاجل وكم يساعد ذلك على زيادة نسبة التضخم .
وهذه الملايين يمكن أن توجه للتنمية وتساهم في رفع المستوى المعيشي للسكان والخسارة من المسئول عنها وهل جاءت نتيجة تصرفات بعض المسئولين دون دراسة الجدوى الاقتصادية لهذه القرارات , وكذلك الشعب الأردني نساعد على إضعاف الحركة السياحية المحلية ليس من أجل السياحة ولكن من أجل المشتريات والتسوق والسهر و....؟ الأمر الذي يؤدي إلى بروز أثار تدميرية في الاقتصاد على الوطن والمواطن وبدون أن نشعر به .
لذا علينا أن نناقش الأمر بشفافية ودون تجميل , وهو ما يتطلب حوارا وتعاونا بين القطاعيين العام والخاص لاتخاذ إجراءات تعم الخروج من الأزمة بأقل الخسائر بدون أن ننسى بأن ألاف الأردنيين يعتمدون في حياتهم ورزقهم على السياحة المحلية في جميع المناطق السياحية .
وارجوا منكم بأن لا تهاجموا المقال والسياحة المحليه , حيث أنا معكم بأن اسعار السياحة المحلية مرتفعة جدا ويجب على القطاعين العام والخاص ان ينظروا ألى القضية بكل جدية وهذه ليست قضيتي وإنما قضية وطن بأكمله وأنا جزء من هذا الوطن الصغير بحجمه الكبير بأبنائه ورجالته المخلصين لترابه.