بقلم :- وليد خليفات
اليوم سأستذكر مقولة للإمام الشافعي رحمه الله وسأعطي الحق لنفسي بأن أضعها ردا على قول قيل في زمن لم تشفع لنا فيه انتمائنا لا القومية منها ولا العلمانية ولا الدينية ، فهي كلمات وكما تعودنا أصبحت تخرج من أفواه بعض من يتشدقون بالسياسة كفقاقيع الصابون التي تنفخ فوق رؤوسهم وتسقط على الارض كأنها لم تكن ، وهي عبارات قيلت سواء كان القصد إهانة كرامة الشعب ، أو كما تعودوا علينا بالاعتذار أنها زلة لسان ليس أكثر , ولكن الأمور تؤخذ بخواتيمها فمقولة الأمام الشافعي رحمه الله
نعيب زماننا والعيب فينا .......وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ...ولو نطق الزمان لنا لهجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ....ويأكل بعضنا بعضا عيانا
هذه الابيات بكل اختصار تنطبق بكل معانيها على واقع الحال .
أحدهم نائب وسوبر برلمان الأمة قال (ان الشعب الأردني سارق ولو أتيح له السرقة لسرق) يعتقد أنه بذلك يمتلك وعياً سياسياً ويفتخر بأنه (واعياً ومثقف) ويعرف بظواهر الأمور وبواطنها وليس من السهل خديعته وضربه على مؤخرته .. فهو نائبا معتقُ سياسياً مارس الاحتراق السياسي لدرجة الانصهار بل التفحم ... ولذلك أكاد أجزم أن لا أحداً يقدم له النصيحة عندما ينوي الادلاء بأي تصريح فهو على حد تعبيره يقرأ المضامين الكامنة والبعيدة للخطب السياسية منفردا , وأن كان قد تمترس خلف قاموس عنصري أو طائفي لفئة اصبحت معروفة بفئة الفاسدين فهذا شأنه ولا يعنينا .. ولكنه بغباء سياسي مغلف بنوايا طيبة وسيئة في نفس الوقت قد صدق نفسه أن هنالك شائعات وردت اليه بقياسات وتفصيلاتها مختلفة تليق موديلاتها بالبطون النحيلة والسمينة التي انتفخت من قوت الشعب الفقير ، وبتصريح إعلامي أمام محطة شعبية اظهرت أنه نائب أمة يحق له ما لا يحق لغيره وذلك بالقول دون العلم بالشيء بأن يتهم الشعب بأنهم لصوص ولو أتيح لهم السرقة لسرقوا ، جملة حقيرة بتصريح مر مرور الكرام يفتقر صاحبه لمنطق العقل والحوار ، قالها وهو يعلم أنه لا يمكن حملها والطوفان بها ، وخصوصا في أيام النحس الغبراء التي نعيشها ، قالها و باعتقاده أنة نجح كمصمم ومعه لوازم أدوات التحوير والتخوين للأمة , فأصبح بعيون الأردنيين كمن نظر الى البقرة الصفراء وقال فاقع لونها ولا تسر الناظرين.
المشكلة لدى الأردنيين تفاقمت لدرجة ان هناك الكثير من حاملي (اللسان الفالت) أصبحوا فريقاً واحدا في القول والمعنى لدرجة انهم تشابهوا علينا فمنهم من راح واصفا أمته بالحمير ونسي نفسه أنه هو من يحمل اسفارا , ومنهم من وصف الشعب بالسارقين ونسي أن السارقين لا ينتخبوا الا من كان بمثلهم او على شاكلتهم وبنفس الوقت نسي الجاهل يرى كل الناس جهلة واللص ولو بنيته ان قدر عليها يظن ان الاخرين كلهم لصوص ، ومنهم و منهم الكثير وكأن الأضواء لا تأتي الا على من ينعت قومه .
ولكن نحن القوم المخدوعين نعترف بسوء الحظ وسوء طالعنا وتقديرنا بأننا ارتضينا الهَم ولم يرضى بنا ، سنعترف الان بواقع الحال ولو جاء متأخرا أننا نبكي ببياض العين وأسودها على تلك اللحظة التي قبلناكم بها وتوجناكم على رؤوسنا أمناء ولكن هي الغشاوة التي أعمت البصر والبصيرة في نفوس البعض منا حين انطلت علينا أكذوبة السرج أنه في 2012 قد يُركب على ظهر البقرة