المسؤولية الوطنية
كتب: النائب محمد راشد البرايسه
تشهد الساحة أحداثا عديدة تصف بدقة حالة الفوضى والارتباك الى جانب التشكيك الواضح فيما بين معظم الأطراف الفاعلة. مما يدفعنا للتساؤل: الى أين نسير؟، وهل ما يحدث في صالح الوطن أم سيزيد من ارهاقه؟.
يخطىء من يتصور أن قيمة الوطن في السعي الى منصب، ويخطىء من يعتقد أن معاني الوطنية كلمات على لافتة أو الخروج في مسيرة حاشدة –معارضة كانت أو مؤيدة-. فالوطنية -كما أعرف- هي أن تشعر بأنك تحتوي وطنك.. يتملكك ويسيطر عليك.. وتؤثر مصلحته على نفسك ومصالحك.. وتنأى به عن منفعة شخصية وتضعه فوق المزايدات والمقايضات.
ربما يقول قائل، أن ما يحدث هو صراعات تدرج ضمن ملف التحوّل الديمقراطي. وهنا نقول: هذا أمر طبيعي لا خوف منه، ولكن الخطر أن يتطور هذا "الصراع السياسي" وتستغل "القوى المتصارعة" الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه الاردن، بما يدعو للقلق الى الخوف الشديد. وإذا لم نلتفت الى خطر الفوضى السياسية ووضعنا الاقتصادي المرعب ونتداركه سريعاً بالتوحد والعمل فإن النتائج لن تُحمد عواقبها.
لا شك أن الجميع يحب الوطن ويخلص له ويعمل على رفعته ونهضته ويتسابق متقدماً الصفوف لكي يُقدّم ما يستطيع من أجل خدمته، ولكن كما يكون في تقدّم الصفوف فرصة لإثبات الولاء وتأكيد الانتماء قد يكون في التأخر واعطاء الفرصة للآخرين للمشاركة في مشروع بناء الوطن دليل أكبر وأعمق على اثبات وتأكيد هذا الولاء والانتماء، خاصة اذا كان ذلك التقدّم في الصفوف قد يُحدث فرقة وخلافا.
ما أحوجنا الى أن يؤثر كل واحد منّا غيره على نفسه حتى وإن كان يرى أنه الاجدر والاقدر. فمع الوطن تذوب الشعارات وتختفي التيارات. والأولى بنا أن نسارع الى بناء حضارة معنوية تحفظ الوطن وتصون القيم وتحترم الانسان، وكلنا مسؤولون وعلينا أن نساعد الوطن لينهض بنا، وأن يقوم كل منّا بدوره مخلصاً دون النظر الى ردة فعل الآخرين، طالما أنه يسير في الاتجاه الصحيح وما تمليه عليه المسؤولية الوطنية. والأردن وطن جميل يستحق منّا هذا.