أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الزعبي : بشار تلاعب بادوية حافظ الاسد قبل موته الاعلام العبري : مصرع 6 جنود بغزة في 24 ساعة استشهاد أب وأطفاله الـ3 بقصف قوات الاحتلال الإسرائيلية مخيم النصيرات المركزي يطرح إصدارا من أذونات الكهرباء الوطنية بـ100 مليون دينار ترامب يجمع مبلغا قياسيا لحفل تنصيبه الرئاسي لبنان ينتخب رئيساً للجمهورية اليوم اليونيسيف: استشهاد 74 طفلا في غزة خلال الأسبوع الأول من 2025 سموتريتش: سنبقى في غزة لوقت طويل أسعار الذهب ترتفع في السوق المحلية الذهب يتراجع وسط ترقب لبيانات أميركية بحثا عن مؤشرات حول مسار الفائدة الخارجية تتابع أوضاع الأردنيين في كالفورنيا بسبب الحرائق صحيفة: تركيا تبدأ العد التنازلي لتنفيذ العملية العسكرية بسورية اصابة 3 أشخاص بحادث تصادم على طريق عمان -الزرقاء الصناعة : ندرس أسباب ارتفاع أسعار الدواجن في الاردن مصرع 5 أشخاص جراء حرائق الغابات بلوس أنجلوس الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم المومني يعرض رؤيته لتعديل قانون الإدارة المحلية البرد بتسبب بنفوق 30% من إنتاج الدواجن في الاردن 554 مليون دولار صرفها البنك الدولي لـ 4 مشاريع اردنية العام الماضي أميركية تنتقل للعيش في كهف بالأردن بعد قصة حب
الصفحة الرئيسية أردنيات حراك الطفيلة يدعو إلى ثورة يقودها الملك لاجتثاث...

حراك الطفيلة يدعو إلى ثورة يقودها الملك لاجتثاث الفساد

28-05-2012 01:58 AM

زاد الاردن الاخباري -

في الجولة الثانية من « حوار الطفيلة» دخلنا الى عتبة الاقتصاد والسياسة، التي نستكملها في الحلقة الثالثة، عل ما دار في هذه الحلقة من مشاركة لأطياف العمل الاقتصادي والسياسي، يؤسس الى قناعات لدى أصحاب القرار، بأن الهم الاقتصادي، والرغبة في الإصلاح السياسي مساران متلازمان.
في هذه الحلقة استمعنا الى آراء واقتراحات، وسمعنا من ممثلين لأحزاب وحراكات، فكانت الصورة أكثر إضاءة على المشهد المأزوم بالسياسي حينا، والموجوع بالفقر والبطالة أحيانا ، في هذه المنطقة الجنوبية من الاردن.
وفي ذات القاعة التي نتركها في الحلقة القادمة الى رحاب الجامعة، بعد ان كان رئيس غرفة التجارة قدم لنا كل التسهيلات، استمعنا الى محافظ الطفيلة، الذي «لملم» أطراف الحديث الرسمي بالإشارة الى المشروعات التي تنفذ، أو تلك التي على وشك التنفيذ، للمقاربة بين المطالب والحاجات، والعمل الحكومي باتجاه التنمية التي يقول الناس انها مغيبة، أو هي ليست بذات انعكاس على حياة الناس.
وفي الحوار الذي ساهم فيه واحدة من القطاع النسائي حدد الدكتور مازن العمايرة من جامعة الطفيلة التقنية الروافع الاقتصادية في المحافظة ممثلة بالفوسفات شرقاً «الذي أسماه خبز الوطن»، والبوتاس غرباً ، منتقداً ما يجري في شركات صناعية أردنية كبرى من «عشوائية وسوء في الإدارة».
وقال العمايرة، أن إسرائيل تدفع من أجل تخريب السوق الأردني الصناعي، موضحاً طبيعة إجراءات الخصخصة التي قال انها خاسرة في أغلب البيوعات التي منها الاسمنت، حين كانت تخسر سنويا، بينما وصل ربحها الى (118) مليون دفعة واحدة بعد الخصخصة، وسهم الفوسفات الذي كانت قيمته (1,5) دينار و (40) دينارا للطن الواحد، بينما الآن سعر الطن الواحد (500) دينار أردني، موضحاً وجود (25) الف طن من اليورانيوم في المنطقة الشرقية من الاردن.
وإستغرب الدكتور العمايرة هذه المعادلات غير الموجودة في كافة الدول القوية والضعيفة من التلاعب بالعقلية الوطنية والإساءة للكرامة الإنسانية في منطقة تزخر بالشركات الكبرى والثروات التي لم تستغل بعد، والأرباح الهائلة التي لم تذهب للمواطنين في المحافظة ولم تنعكس على طبيعة الفقر الموجع والبطالة القاتلة مثلما لم تعمد هذه الشركات التي اتخمت بالمليارات الى إقامة تنمية صناعية او زراعية او صحية او تعليمية ذات مساس بحياة السكان كالحاجة الى مركز للغدد الصماء في الجنوب وآخر للسرطان في منطقة يدفع أبناؤها علاوة على فقرهم الملايين سنوياً لمراجعة المستشفيات والمراكز المتخصصة في عمان .
ولا يعتقد الدكتور العمايرة للحظة أن الطفيلة غير مهمشة بل قال إنها كذلك «لا تحترم من قبل المسؤولين ويجري اقصاء أبنائها من الوزارات التي تستبعد في العادة كل نظيف ومخلص تماماً»، مثلما حدث مع وزير الشباب محمد نوح القضاة الذي قال انه حقق وفراً قيمته (400) الف دينار، والغى عطاءات ونفقات، فكان مصيره ليس فقط بالتنحية بل وبإلغاء الوزارة.
وقال ان وزارة الشباب تعد في العالم من الوزارات السيادية لأنها تصنع قادة الوطن، وتساءل عن نصيب الطفيلة من المناصب العليا، وقال أن على سكان المحافظة الرحيل الى عمان من اجل الحصول على حقهم في تلك المناصب التي تمنح للمحاسيب والشلل في التوارث.



لم تتغير لهجة الحراك الشبابي والشعبي في الطفيلة منذ انطلاقته قبل سنة وسبعة أشهر، بل ظلت تطالب بإلحاح لإصلاح غير مسكون بالوعود ولا مرهون بالتأجيل.
فالحراك في المحافظة الذي اتخذ من قلب مركز المحافظة ملاذا للهتاف وللتصعيد، ظل متناغما مع حراكات المملكة، وأن ارتفع سقف الهتاف حينا أو طال العتاب أسماء وأشخاص، ظن الناس في هذه الحراكات أنهم الأكثر لمعانا على صفحات أولويات الفساد.
وفي «المحافظة الهاشمية» كانت أصوات تطالب الحراك تارة بالترشيد فيما يقال، وأخرى تنادي بالقصاص ممن ضيع التنمية عن الطفيلة، وغيّب عنها وجه العدالة والحرية المطلوبة والمساواة مع مناطق المملكة الاخرى.
بعد حراك المعلمين المطالب بالنقابة في الطفيلة قبل عامين، ولد الحراك الشبابي والشعبي، في إطار مناداة على أصحاب القرار، الذين لم يسمع منهم من أحد كما قال بعض أركان الحراك في الطفيلة، فانتظم في بعض مسيراته شخصيات وأسماء كثيرة ظل لها الحضور القوي في سماء حراك المحافظة0
النائب د0 نضال القطامين قال ان الحراك الشعبي سجل في الطفيلة حضورا حضاريا، ابتعد فيه كثيرا عن المغالاة في النقد الشخصي، ما جعله صوتا نقيا للمطالبة بإنصاف المحافظة، فيما الكابتن جودت السوالقه ، من شخصيات الطفيلة المعروفة قال انه يؤيد الحراك في المحافظة لما فيه من همة عالية نحو دعم برامج الإصلاح التي تتبناها القيادة السياسية.
في البداية ومن منزل الشاب يحي القطيطات، كان اول لقاء لمن أراد ان يكون الحراك في المحافظة «ساري المفعول» فاتيح آنذاك لتسجيل(14 مطلبا سياسيا واقتصاديا) للطفيلة، من بينها خمسة عامة للمملكة، تسلمها آنذاك رئيس الوزراء سمير الرفاعي.
ودرج بعدها الحراك مشحونا بالمعارضة ومن كنا نظنهم موالاة، بالحزبيين وبالمواطنين الذين ليس من صفة لهم الا الدعوة للاصلاح ومحاربة الفساد، فكانت الطفيلة واثقة الخطى في حراكها باتجاه مؤشر البوصلة الذي لا يحيد عن الفساد وتبديد ثروات الاردنيين.




السحيم: 63 مليون دينار لمشروعات مقترحة على ثلاث سنوات في الطفيلة







كما لم يستطع الدكتور العمايرة تحديد أسباب بطء تنفيذ المشروعات في الطفيلة وموت اغلبها سريرياً، حين أشار الى ان هذه المشروعات تبدأ لكنها لا تنتهي، مؤكدا على ان المال في الاردن ليس عليه رقيب أو حسيب بل هو مهمل.

نواب للتغطية
وانتقد بشدة أداء مجلس النواب الحالي حين «اصدر صكوك الغفران والبراءة للفاسدين» فعند الشكوى على مواطن تقوم المحكمة بالحجز على امواله بينما اعطى المجلس براءة مطلقة للفاسدين.
وطلب العمايرة المقارنة بين الطفيلة والمحافظات الاخرى، وقال ان المحافظة تقع تحت وطأة ظلم قاسية، في اشارته الى توافر فرص العمل في المناطق المختلفة لكن الطفيلة ليس لديها فرص للعمل ، وقال ان واجهة الطفيلة العشائرية يجب ان تكون واضحة المعالم في اشارة الى انه يقف مع الحراك والموالاة في القدرة على جلب المنافع للطفيلة.
كما توسع الدكتور العمايرة في طرح علامات استفهام كثيرة حول تعبئة المناصب، طالباً من أبناء الطفيلة وقفة رجولة مع محافظتهم بعيداً عن هذه التقاطعات.
وقال ان سوق الطفيلة التجاري مات دونما أية استفسارات أو وقفة من رجالات الطفيلة بعد ان جرى تسريح العمالة المحلية من الشركات ما ترك فراغاً في حراك الطفيلة الاقتصادي وقلل من فرص العمل التي كانت متاحة وزاد من معدلات الفقر والبطالة.

الحاجة لتنمية حقيقية
واعتبر رئيس مجلس إدارة مؤسسة إعمار الطفيلة إبراهيم الحناقطه، أن المحافظة تحتاج الى التنمية الحقيقية التي غابت عنها فترات طويلة، وقال أنه يؤيد القضايا والاقتراحات في هذه الحلقة هي بمثابة ورقة عمل جادة لبعث تلك التنمية وللتغيير المطلوب.
وأرجع الناشط الاجتماعي علي البداينة التقصير الذي يلمسه الجميع في كافة المجالات في المحافظة لأبناء الطفيلة من القيادات المحلية، ولضعف قيادات الطفيلة خارجها، ثم لضعف القطاع الخاص، كل ذلك برأيه أدى الى ان تكون بيئة طاردة، فيما سليمان البوايزه يعتقد أن المحافظة التي حظيت باللفتات الهاشمية منذ عهد تأسيس الأردن، تتطلع الآن الى مزيد من التنمية المدروسة لتحقيق المطالب التي ذكرها المشاركون في الحوار.

الثابت ..
الوطن والقيادة
عبدالله الشبيلات، الذي كان متصرفاً في الداخلية، فطلب عند حديثه الاتفاق على الثوابت،حينما قال أنه من الأغلبية الصامتة التي جاء الوقت لكي تتكلم، مطالباً ان يكون الحوار للمصلحة الوطنية أولا وللطفيلة ثانياً، في أشارته الى ان الثابت هو الوطن والقيادة.
وقال أن أحد رؤساء الوزارات اعترف أن الطفيلة مظلومة تاريخياً، مؤكداً ان الأغلبية الصامتة هي مع الحراك السلمي المنضبط ومع الإصلاح بعيداً عن الشعارات السياسية التي يعجز عن تحقيقها دول مجتمعة، وفي هذا الإطار قال «ليس مطلوباً من الأردن الان تحرير فلسطين» بل أن ذلك مطلوب من الأمتين العربية والإسلامية».
وقال أن الطفيلة هي الأشد معاناة بين المحافظات لأسباب قد تكون «متعمدة أو غير متعمدة»، فالشباب فيها حرم من الفرص، وتعيين وزير منها في كل مرة لا يعني أنها حصلت على حقها مع وجود الكفاءات والشهادات العلمية التي تؤهلهم للمشاركة في صنع القرار.
الى جانب ما يشهده أبناء المحافظة من «إقصاء» في المؤسسات فهم لا يقلون كفاءة وولاء عن غيرهم من أبناء المحافظات، في وقت تزف فيه المناصب لعوائل وعشائر وأفراد دون غيرهم بسبب الفساد الإداري والاجتماعي والسياسي السائد.
وأشار في الحوار في قاعة غرفة التجارة والصناعة الى ان إقصاء ابن الطفيلة، لن يصنع عدالة وطمأنينة، في وقت يقود فيه جلالة الملك عمليات الإصلاح في البلد، فيما عمليات إنتاج قانون انتخابي مبهم في عدد النواب، هو بمثابة السباحة ضد التيار.

نوايا غير جادة
وإعتبر عارف المرايات رئيس غرفة صناعة وتجارة الطفيلة ، ان النوايا الحكومية لم تكن يوماً ذات جدية في التخطيط لإنجاز تنمية حقيقة في المحافظة ، وقال ان أربع حكومات مضت دون ان تحقق اية عدالة ظلت مفقودة طيلة أربعين عاماً، في إشارته الى ما طرح أمام المجلسين الاستشاري والتنفيذي من قرارات متخذة من الديوان الملكي لإنشاء مستشفى مدني بكلفة عشرين مليون دينار.
وقال إن هيئة تطوير المشاريع في وزارة الصناعة خصصت أربعة ملايين دينار لمحافظة الطفيلة في العام الحالي لكنها لم تقدم بعد شيئاً، ما يؤكد أن الطفيلة ظلت على مدار أربعة عقود دون تنمية جدية او مشاريع استثمارية.
مشروعات حكومية
وللسنوات الثلاث المقبلة، فقد أعدت الدوائر الرسمية في المحافظة خطة لمشروعات تنموية حيوية بكلفة تصل لنحو 63 مليون دينار، ركزت على تطوير مكونات التنمية الهادفة الى تعزيز بنية القطاعات المختلفة، وفق المحافظ الدكتور هاشم السحيم.
وقال ان الخطة المقترحة لمشروعات رئيسية استهدفت فتح الأفاق لتنمية المحافظة في القطاعات التنموية، وبالتالي توفير فرص عمل للكفاءات المؤهلة والمدربة وخريجي الجامعات والمتعطلين عن العمل.

برامج جاذبة
وأشار إلى ان الخطة ركزت على إعداد برامج جاذبة لدعوة المستثمرين لاستخراج المعادن المتوافرة في الطفيلة على رأسها النحاس والحجر الجيري والصلصال، علاوة على تأهيل البنى التحتية في المحافظة كما في مشروع طريق الطفيلة المنصورة بكلفة 5ر3 مليون دينار، وطريق وادي زيد العين البيضاء بذات الكلفة بعد أن تم طرح العطاءات نهاية العام الماضي.
وفيما يتعلق بالقطاع الزراعي والمحافظة على المصادر الطبيعية، بين السحيم ان مشروعات المحافظة الزراعية ستوجه عبر إقامة سد الوادات بكلفة مليوني دينار إلى جانب سد وادي ريعا بكلفة مليون دينار وحفائر ترابية تشمل سد أبو الضباع وبصيرا وجرف الدراويش والجنين بكلفة تفوق 400 ألف دينار.

تعزيز المنتج السياحي
وأضاف ان الخطة التنموية للمحافظة والتي رفعت لعدة وزارات خدمية وجهات رسمية ركزت على تطوير القطاع السياحي في المحافظة وتعزيز المنتج السياحي عبر تفعيل السياحة البيئية وتطوير مواقع سياحية مهمة كمحمية ضانا بكلفة 500 ألف دينار إلى جانب تأهيل طرقات قلعة السلع ومركز زوارها وترميم القرية القديمة بكلفة 800 ألف، فضلا عن تطوير حمامات عفرا المعدنية بحوالي 180 ألف وترميم قلعة الطفيلة والمتحف بحوالي 350 الفا.

منشآت شبابية
وأكد المحافظ أهمية تطوير المنشآت الرياضية والشبابية والتي سيكون لها نصيب من الدعم والموازنات، خلال السنوات المقبلة حيث تم وضع خطة لتطوير المجمع الرياضي بكلفة خمسة ملايين دينار وإقامة ملاعب رياضية في المحافظة بكلفة 800 الف، ومركز للجودو بكلفة 825 ألفا ، مثلما سيتم إنشاء مركز للشباب في جرف الدراويش بكلفة 200 ألف ، وأخرى للشباب والشابات في غرندل والقادسية بكلفة 400 ألف.
وقال بان القطاع الصحي سيحظى برعاية واهتمام حكومي عبر إنشاء مستشفى مدني بكلفة تصل 20 مليون دينار عدا عن إنشاء مركز صحي في صنفحة بكلفة 300 ألف دينار، في حين تضمنت الخطة إنشاء مدرسة في الحي الغربي في الحسا بكلفة 600 ألف إلى جانب خمس مدارس أخرى بكلفة مليونين و600 ألف مع زيادة الدعم السنوي لجامعة الطفيلة التقنية وإقامة مشروع للخزف بكلفة 150 الفا ومشروع لنادي الطفيلة الرياضي بكلفة 100 ألف.

شبكات الصرف الصحي
وقال ان الخطة التنموية شملت كذلك تطوير محطة التنقية بكلفة (15 مليون دينار)، وتوسعة طريق الحسا - الطفيلة الجديدة بمسربين وبطول أربعة كيلومترات مع الإنارة، واستكمال فتح طريق لحظة الأغوار بكلفة مليون دينار، ودراسة زيادة الدعم السنوي للبلديات.

بحر من المعادن
المرايات قال انه استغرب طبيعة الاقتراحات والأفكار التي قدمت بأن المواطن «يسمع جعجعة ولا يرى طحناً»، مؤكداً ان الطفيلة التي تقع على بحر من مخزون المعادن والثروات الطبيعية لم يجد ذلك اي توجه لإقامة اية مشروعات استثمارية تنموية في المحافظة .
وفي الإشارة الى حراك الطفيلة قال « أن حرية الرأي مصونة ، وللطفيلة حقها في أن تطالب وأن تعبر عما تجد أنه تقصير حكومي لكن ذلك وفق اسس ديمقراطية منطقية دون أن يكون ذلك من خلال الشتم او التحقير حينها تخرج المطالبة من دائرة التأثير والجدية والإصلاح، الى فضاءات أخرى غير مقبولة «.

مؤسسة العرش
الدكتور محمد الرفوع من جامعة الطفيلة التقنية بدأ حديثه متفائلا، وقال ان من الايجابيات هذا الدور الحيوي لمؤسسة العرش التي تتعاطى مع ما يجري بشكل إنساني، لا يمكن مقارنة ذلك مع ما يجري في دول عربية من قبل الأنظمة الحاكمة، فيما مؤسسة العرش في الأردن تعد الرافد والدعامة الأساسية التي تحمي كرامة أبناء الوطن، والجميع متفق على حبها.
وفي الايجابية الثانية، قال ان التعليم في الأردن يعد نقطة ضوء مشرقة في السماء الأردني المتألق، اذ لا يقارن الطالب هنا مع نظيره في الدول العربية الأخرى، رفعة وتطورا، وكذلك في الشأن الصحي، وفي نعمة الأمن والاستقرار، وقال « نحن غير قادرين على رؤية هذه النعم وأثرها على سمعة المواطن الأردني»، ثم أشار الى البنية التحتية من شوارع وإنارة، وقال «علينا ان لا نجلد ذواتنا»

الهوية الأردنية
ومن السلبيات التي أشار إليها تلك الخطورة التي وصفها متعلقة بالهوية الأردنية، التي بات عليها إشارات استفهام كثيرة، قال أنها مهددة بإسرائيل وحلفائها، في حين ما يسود من ضعف في الانتماء والهوية يعد عرضا لأمراض معروفة.
ويبحث د. الرفوع عن الطريق «الثالث» ... بعد أن صار الفساد السياسي والاجتماعي من مواصفات الوظيفة، وقال ان الأغلبية هي من الفئة الصامتة التي هي الأصل وهي التي ينبغي ان تقرر، مضيفا ان المواطن في الطفيلة لا يريد الا الموالاة للملك بالطريقة التي ندافع فيها عن كل الوطن، وليس عن مصالح ومآرب تنتهي بمنصب !!

أبناء الحراثين
ويجد أن من بين ثوابت الطريق الثالث «العدل» في توزيع المناصب ومكتسبات التنمية، متسائلا عن أسباب عدم إتاحة الوظائف العليا لأبناء الحراثين على قاعدة من المساواة بين أبناء الوطن، لا ان تكون حكرا على عائلات، موضحا ان أبناء الطفيلة يعملون في كل المواقع بتفان واخلاص.
وخَلُص في الحوار الى أن قضية «القوت» باتت تؤرق الناس بصورة لافتة، في الإشارة الى طالبات من الطفيلة ينتظمن في الجامعة، لا يمكن لبعضهن تغيير جلبابها لأكثر من ثلاث سنوات، هذه الظاهرة ليست لطالبة واحدة بل للعشرات، فيما طلبة من الطفيلة يتبادلون مع أشقاء تأجيل الدراسة بالتناوب، من أجل العمل وتوفير النفقات.
وقال «نحن في الهيئة التدريسية ندفع في الغالب رسوم الطلبة الفقراء لأننا الأقرب الى الطلبة ممن يعيشون ظروفا قاسية، نتقاسم معهم الرواتب» ... وإذا لم يجد الشباب فرصا للعمل في الشركات، من خلال تدخل ملكي، فليس لهم من ملاذ، وقال ان إدارة الأزمات في البلد تثير كثيرا من اللغط، فيما نبحث عن طريق ثالث بألفاظ وكلمات مختلفة، للطفيلة التي قال ان لا بواكي لها من نواب وأعيان.
محمد حمد المحيسن ،الذي كال الثناء لما تحقق في المحافظة من شبكات للطرق، والمياه، التي قال انها لا تتوقف عن منازل المواطنين في الطفيلة لأكثر من يوم، هي في بعض المحافظات تتوقف لشهر، قال ان هذه الخدمات وغيرها متوافرة في الطفيلة، لكن المحافظة ظلمت برأيه جراء تراكمات منذ عشرات السنين0

حراك للفقراء
ويرى ان الطفيلة ليست بمعزل عن محيطها المحلي في الأردن، ولا العالمي الذي يتراجع اقتصاديا، لكنه اقل ان من غير المفهوم لمن يتقاضى آلاف الدنانير ويخرج مع حراك الطفيلة؟ فهو يرى ان الفقير هو الأولى بالتعبير عما يعانيه، معتبرا ان مشاركة أصحاب الأوضاع المميزة اقتصاديا واجتماعيا ما هو الا لأسباب يعلمها الجميع من الرغبة في اقتناص المناصب والمكاسب الشخصية، مؤشرا على خروج نواب ووزراء سابقين واعيان، قال انهم يقومون بدور تحريك تلك المسيرات ، الى ان وصلوا الى المناصب المطلوبة، ليتخلوا عن الحراكات على الفور .
وإعتبر ان الطفيلة ليست ذات مستوى خدمي ضعيف بل قال ان فيها بنى تحتية وخدمات، مقارنة مع بلدة في الشمال فيها (28 ألف نسمه) ليس فيها بلدية، طالبا ان يلتقي الجميع من اجل الحوار حيال الأولويات، ولا بد من ان نتطلع في المحافظة الى الأفضل في مجال الخدمات، وللعدالة في توزيع المكتسبات.

فقر كمالي
وبعد أن اثنى على ما قاله المحيسن أشار الشاعر ومدير مكتب حزب التيار الوطني عبدالرزاق الرواشده، الى ان المواطن في الطفيلة في نعمة من العيش، وهو الى جانب ذلك في فقر «كمالي» ... والجميع يلقون بالخبز والأرز في حاويات النفايات، وضرب مثلا بتقاعده من الوظيفة قبل الحصول على الدرجة الخاصة، ومع ذلك فهو يرى ان لابد من الرضى بالمتاح.

فساد الحراكات
أما مصطفى العوران فبدأ الحديث بالربيع العربي، الذي قال انه « سواد عربي» وأن من اسماه بالربيع هو ساركوزي الفرنسي، هذا الربيع ليس بقتل(100 ألف) ليبي، واغتصاب (20 ألف) أمراة، وقال ان الحديث عن الفساد المالي، ظاهرة موجودة في كل دول العالم، اذ لدينا في الأردن ما هو أخطر من الفساد المالي، هو فساد الحراكات التي لكل منها هدف.
يقول العوران أن ذلك الفساد فيها ناجم عن تبني اشخاص لفئات في الحراكات، ليصل الى المنصب، ما يلبث ان يتخلى عنها عند تحقيق غاياته، وتساءل «هل يعقل تسمية حراك الطفيلة بالوطني (100%)» مع وجود هذه الرغبات والدوافع؟، ضاربا مثلا بلقاء وزير قال انه يتباكى على الأردن، وبعد ان خرج من الوزارة مشى في اول الحراك، وصارت البلد بحاجة ماسة لشخصه كمنقذ اعظم، اضافة الى شخصيات عامة قال انها تسير مع الحراكات بعد الخروج من الخدمة.

مزايا ونجاحات
وفي حديثه في «حوار الطفيلة» قال العوران أن هناك من يدعي ان جهات رسمية اتصلت معه لمفاوضته على إسكات الحراك مقابل الموافقة على طلباته، قال ان ذلك اخطر من الفساد المالي، اذ ليس لهذا التشويش والإشاعات والأكاذيب من علاج، فالبنية التحتية غير موجودة كما هي في الأردن حتى في الدول النفطية، التي تعالج رعاياها في المستشفيات الأردنية، فيما المعلم الأردني خرج الأجيال في دول عربية متعددة.
وتساءل «هل كل ذلك من طرق ومياه وصحة وتعليم يحتاج الى حراكات؟» فلماذا نختار الجانب الأسود في التعبير عن المطالب والحاجات، وجلالة الملك مع الحوار ، وطالب بالجلوس من اجل شرح آليات مكافحة الفساد، في حين ان قانون الانتخاب الذي ننتقد، كان أعطى للمرأة كوتا، رفضها أحد الأحزاب السياسية، بينما اليوم يطالب ذات الحزب بالكوتا للأحزاب، ويتحدثون وكأنهم الأغلبية !!! في خلاصته التي اقل فيها أن الشعب يمسك بعدم التفريط بصلاحيات الملك، التي لا نؤمن غيره عليها، مع ما نراه بأم أعيننا.

فقر وبطالة
واعتقد المهندس إبراهيم المزايدة ان لا شيء يقف أمام الإرادة، قال ان ذلك شعار مكتوب على بوابة الكنيست، داعيا للاعتماد على الإرادة في تعزيز القدرات وتطوير الإمكانات، في ظل وجود خدمات متوافرة من ماء وكهرباء وطرق وتعليم، وقال ان الطفيلة تحتاج فقط الى حل مشكلة البطالة أولا، ثم الفقر ثانيا.
وهو يعتقد ان الإصلاح ضروري بعد تغييب كثير من الاصلاحيين، وقال ان معادلة أولها تحددي المطالب، ثم مهمة الانجاز، من خلال تقييم قيادي مجتمعي من داخل الطفيلة.

واقع نسوي مؤلم
وانتقدت الناشطة النسوية هيام العدينات واقع المرأة في الطفيلة الذي وصفته بالمؤلم، في ظل سيادة المجتمع الذكوري، وأشارت الى تجمع لجان المرأة الذي عززت إمكاناته سمو الأميرة بسمه، لكنه في الطفيلة محبط للقطاع، والانتخابات التي جرت لأجله كانت غير نزيهة، جرى تعيين مقررة له دون حق مشروع، وهو الآن مغلقة أبوابه، وليس فيه تسجيل لعضوات جدد، وخدماته لفئات معينة، وقالت أنها عضو هيئة إدارية في التجمع، لكنها لا تعلم شيئا عما يجري في التجمع، اذ لم تدع لأي اجتماع لأكثر من عام.

برقيات عاجلة
التربوي سليمان الفريجات مدير تربية متقاعد أثنى على ما قاله المرايات والشبيلات والعمايره، وقال انه بصدد إرسال برقيات عاجلة، منها عدم الحاجة الى تخويف الناس من ضياع هوية الاردن، فهنالك ثوابت، لكن المطالب ينبغي ان تستمر.
ورأى في التقسيمات من معارضة وموالاة وحراك ترتيب غير مفيد في أدبيات التعاطي مع قضايا الوطن، فالكل متفق على المطالب، ولان الحكومة صاحبة ولاية عامة، فنحن نطالبها إنصافنا، ولا بد من نظرة عامة شمولية، فمساحة معان تعادل (40%) من مساحة الأردن، وعدد سكان الطفيلة لا يجب ان يكون مقياسا للتنمية فيها، الأمر الذي غيب عنها التنمية فترات طويلة.
وعدد هايل العبيديين اقل من ست وظائف من بين (1200 وظيفة) لمناصب عليا حصل عليها أبناء الطفيلة، قال ان المحافظة لم تتساو حتى مع بعض الأسر التي حصلت على العشرات من تلك المناصب، في إشارته الى ان الشعب يحترم الحراك الإصلاحي الذي يحترم الدستور الأردني، وقال ان ما تحقق من انجازات في عهد الملك عبدالله يحتاج الى عقود من العمل والمثابرة عند غيره من الزعماء.
وللناشط البارز في حراك الطفيلة محمد سالم العوران وجهة نظر فيما قيل في الحوار، اذ رأى الوضع أخطر مما هونه المشاركون، و قال أن الأردن فيه «مجموعة» تملك المال والسلطة، حين كان الأردن مجمعا للضيف فالمشكلة اكبر مما يتصور البعض، ونحن نتفق على ان الملك والهاشميين هم القادة، ولا خلاف على ذلك.

ثورة على الفساد
وقال العوران أن المطلوب من جلالة الملك هو قيادة الثورة على الفساد، في ظل حكومات لم تقدم شيئا بفعل الهيمنة عليها من قبل قوى متنفذة في الأردن، خاصة بعد إشارات رئيس الوزراء الأسبق عون الخصاونه، الذي اعترف بعدم القدرة على إنفاذ السياسات الحكومية لان في البلد ثلاث حكومات، يعمل كل منها على نقيض.
ثم جاءت أربع حكومات في اقل من عام، فيها وزراء ظلوا مفروضين بالقوة دون تغيير، ما يؤكد ان المشكلة هي في النهج وليس في الأشخاص - بحسب محمد العوران، الذي طالب ان تعلن المملكة ثورة على الفاسدين بقيادة هاشمية، لنقف جميعا مع الملك، بدلا من نقل الفاسدين من وزارة لأخرى ومن عين الى سفير.

التعليم والصحة
لكنه مقتنع بأن عمليات «تلاعب ممنهجة» للتعليم في الأردن ولمدينة الحسين الطبية، فالدول تتطلع للتعليم والصحة عند تقييم الدول حضاريا، اذ لم يعد خافيا -كما يرى- وجود خلل في كافة المؤسسات، لهذا قال «من اجل ذلك نحن نطالب بتغيير النهج».
نظام الشماسات قال ان ما قدمه الناشط في الحراك الشعبي العوران هو واقعي، والجميع مع مصلحة الوطن وتعزيز الانتماء والولاء، لكنه يرى ان الفساد يبدأ من الفرد، ولا بد من محاربة الفساد بصورة عملية تنطلق من الفرد من خلال التربية والتنشئة، الى جانب إيجاد مؤسسات للرقابة غايتها الحيادية والوقاية من الفساد قبل وقوعه، وقال ان أهل الطفيلة هم من همشوها، وإلا فأين دور النواب والأعيان والوزراء والمتنفذين منها، لمساعدة هذه المحافظة التي نعدها في الأصل سلة غذاء الأردن لما فيها من مقومات طبيعية من اسمنت وفوسفات ومنغنيز ونحاس ويورانيوم.

مديونية الأردن
وعاد د. العمايره للحديث ثانية موضحا إن مديونية الأردن وصلت الآن إلى (17 مليار دينار) وبفوائد (20%) تصل أربعة ملايين دولار سنويا، فيما المرايات قال إننا نطالب باستعادة أموال الدولة وهيبتها، إذ دون ذلك فليس لنا من أمن وإصلاح سياسي أو اقتصادي، قال ان هذا هو رأي عام وليس إبداع منه.
وقال ان هنالك تقييم لخطوات الوضع في الأردن، دفعا باتجاه إصلاح ممنهج للخروج بما يرضي الشعب الأردني، فيما يحي الفريجات قال ان المحافظ هو المسؤول عن تنمية المحافظة، في إشارته الى تراجع المواسم الزراعية، وعدم الاستفادة من مياه سد التنور، وتسريح العمالة المحلية من الشركات.

إلى كلمة سواء
وطالب محمد مسخر الدلابيح بالجلوس إلى طاولة الحوار حين قال»تعالوا إلى كلمة سواء» عند الحديث عن الطفيلة، إذ لا يرى في الموالاة والحراك حلا، فالطفيلة تنقصها الحقوق برأيه، حتى الأمطار صارت شحيحة، وتراجعت الزراعة، و (180 وظيفة) وعدت الحكومة بها شباب الطفيلة لكنها لم تتحقق بعد، وطالبات في الجامعة دون قدرة على شراء الألبسة، ما يؤكد أهمية التلاقي لبحث القضايا، دون الالتفات لمن هجر الطفيلة.
واعتبر الشبيلات ان الإعلام شوه الطفيلة دون وجه حق، وقال ان من الحكمة توفير الخبز للجوعى، في بلد نعتز فيه بالهاشميين.

منح للأثرياء
وفي مداخلات قصيرة استغرب الدكتور مازن العمايره إعطاء أبناء الأثرياء المنح كل عام وترك أبناء الفقراء والموجوعين على نفقتهم الخاصة.

مشروعات تنموية
وتشهد محافظة الطفيلة إنفاذ مشروعات ذات مساس بحاجات السكان ، مكرمات من جلالة الملك عبد الله الثاني ، بكلفة (25) مليونا ونصف المليون دينار.
وقال المحافظ السحيم ان الزيارة الأخيرة لجلالة الملك حملت معها مكارم عزيزة ، منها إنشاء المرحلتين الأولى والثانية من إسكان الملك عبدالله للأسر العفيفة في سبعة مواقع كلفتها مليون و (912) الف دينار.
وأضاف ان هذه الإنشاءات جاءت لخدمة (134) أسرة في كل من القادسية وأبو بنا وجسر الشهداء والعين البيضاء وبصيرا والعيص وجرف الدراويش.
كما أشار الى إنشاء مركزين نموذجيين احدهما للشباب وآخر للشابات في لواء الحسا بكلفة (670) الف دينار ، الى جانب مدرسة الحسا الاساسية بكلفة (623) الف دينار ، فيما الطريق الدائري كلفته (11) مليون دينار.

مدارس ومراكز للمعاقين
وقال المحافظ السحيم ان من بين هذه المكارم انشاء مدرسة اساسية في العين البيضاء كلفتها (451) الف دينار واقامة ناد للمعلمين في الطفيلة بكلفة مليون و (840) الفا ، الى جانب مركز ايوائي لذوي الاحتياجات الخاصة كلفته ثلاثة ملايين و (291) الف دينار.
ولفت المحافظ الى ان هذه المكرمات التي انعم بها جلالة الملك على أبناء الطفيلة شملت إنشاء مدرسة الملك عبدالله الثاني للتميز بكلفة مليون و (196) الف دينار، وانشاء الطريق الموازي بكلفة مليون و (287) الف دينار.

الأسر العفيفة
كما شملت هذه المكارم استكمال مبنى نادي الحسا الرياضي بكلفة (162) الف دينار ، وانشاء خزان للمياه في الحسا بكلفة (275) الف دينار وإنشاء وحدة للطب الشرعي في مستشفى الأمير زيد ابن الحسين العسكري كلفتها (166) الف دينار ، واستكمال أعمال صيانة مساكن الأسر العفيفة للمرحلة الأولى بكلفة (128) الف دينار ، وصيانة وترميم مسجد الطفيلة الكبير بكلفة مليون و (400) الف دينار.
وقال السحيم ان هذه المشروعات النوعية في المحافظة ، اسست الى تنمية حقيقية من خلال فتح فرص جديدة للعمل ، والتقليل من حدة الفقر والبطالة في المحافظة.

وسط المدينة
وفي إيضاح المحافظ حيال مشروع تطوير وسط البلد الذي تأخر في التنفيذ قال ان المقاول عاد للعمل منذ شهر، لانجاز الأعمال المطلوبة لمشروع وسط المدينة لغايات التطوير وإيجاد بيئة جاذبة لحراك اقتصادي في المحافظة.
وقال أن المشروع الذي يتألف من عدة طبقات بلغت كلفته (7,5 مليون دينار) لاقامة ابنية حضارية تراثية وسط المدينة وللتقليل من الازمات المرورية في اشارة الى ان محافظة الطفيلة حظيت العام الحالي بمشروعات تنموية، أبرزها تطوير وسط المدينة وإنشاء طرقات رئيسة ومراكز صحية ومدارس، بكلفة بلغت زهاء 25 مليون دينار، وبنسبة انجاز عالية.

مكارم ملكية
وبلغ حجم الإنفاق التراكمي على 28 مشروعا في القطاعات التنموية المختلفة حوالي 14 مليونا، فيما يتوقع أن ينفق نحو تسعة ملايين أخرى على هذه المشروعات، التي يعد معظمها مكارم ملكية، بكلفة تصل إلى حوالي 23 مليون دينار .
وقال المحافظ ان المشروعات الجاري تنفيذها والبالغ عددها 16 مشروعا، تؤسس لخدمات نوعية في مختلف القطاعات التنموية، والتي جاءت بمبادرات ومكارم ملكية أمر بها جلالته خلال زياراته الأخيرة للمحافظة.
وأشار الى مشروع تطوير وسط المدينة والذي يشتمل على إقامة مكاتب ومبنى للبلدية ، وأسواق تجارية ومرافق للخدمات العامة على طراز معماري يحاكي طبيعة تاريخ المدينة.
وقال ان المبادرات الملكية شملت كذلك تزويد مدرسة الملك عبدالله الثاني للتميز وجمعية فاطمة الزهراء الخيرية بحافلات للنقل كلفتها 81 الف دينار،علاوة على العمل على تجنيد اكثر من ألف شاب من المحافظة في القوات المسلحة والأجهزة العسكرية الأخرى.
واعتبر رئيس مجلس إدارة مؤسسة اعمار الطفيلة إبراهيم الحناقطه أن المحافظة تحتاج الى التنمية الحقيقية التي غابت عنها فترات طويلة، قال انه يؤيد كل ما جاء في الحلقة الثانية من الحوار، ويرى ان كافة القضايا والاقتراحات في هذه الحلقة هي بمثابة ورقة عمل جادة لبعث تلك التنمية وللتغيير المطلوب
وارجع الناشط الاجتماعي علي البداينه التقصير الذي يلمسه الجميع في كافة المجالات في المحافظة لأبناء الطفيلة من القيادات المحلية، ولضعف قيادات الطفيلة خارجها، ثم لضعف القطاع الخاص، كل ذلك يراه أدى الى ان تكون بيئة طاردة، فيما سليمان البوايزه يعتقد أن المحافظة التي حظيت باللفتات الهاشمية منذ عهد تأسيس الأردن، تتطلع الآن الى مزيد من التنمية المدروسة فلتحقيق المطالب التي ذكرها المشاركون في الحوار.

في الجانب الاقتصادي، لم تتمكن المحافظة من إعادة النظر في إلغاء مشروع المدينة الصناعية، الذي وجد بعد أن دشنه رئيس الوزراء قبل سبع سنوات كواحد من الأعمدة الاقتصادية لتشغيل الأيادي المتعطلة.
محافظة الطفيلة التي كتب فيها الرومان والأنباط وحضارات ما قبل التاريخ سفرا لم تطو صفحاته بعد، تعيش على مدى أكثر من (40 عاما) تنتظر التنمية الحقيقية التي تتنامى على خط المحافظات الأخرى القريبة والبعيدة0
لكنها عاشت مراحل من التنمية الشكلية، لمشروعات ما انعكس أي منها على حياة الناس الذين عتبوا على كل الجهات، منذ أيام الهبة الى أيام الربيع التي لم تشفع لها ولشبابها، بالوظائف او التغيير الذي لم يحن بعد0
تبلغ مساحة المحافظة مليونين و (132) ألف كيلو متر مربع، أي (2,2 %) من مساحة المملكة، سكانها قرابة (85) ألف نسمة،حملت الهجرات الطاردة أكثر من مائة ألف إلى عمان ومناطق رئيسة في المملكة مثل الزرقاء والعقبة.
وفيها لواء الحسا، الذي يسكنه قرابة (14) ألف نسمة، وبصيرا (20) ألفا، إلى جانب لواء قصبة الطفيلة (51) ألف نسمة، وأربع بلديات بعد الدمج، فيما تمثل الزراعة في المحافظة، جانبا هاما ، في سياق التركيبة الاقتصادية ، إذ يعتمد عليها أكثر من نصف تعداد السكان ، كرديف للمدخولات الثابتة.
وفي المحافظة 120 ألف دونم من الأراضي الزراعية المستغلة، منها 20 ألفا مروية، لكن الصالح للزراعة غير المستغل يصل إلى 380 ألف دونم، إلى جانب 170 ألف دونم مغطاة بالأشجار الحرجية.
ويعتقد المزارع في المحافظة، ان الزراعة تعد عاملا هاما في حياة الناس، اذ بدونها لا تتمكن الأسرة في هذه المنطقة الريفية، من العيش بمعزل عن الاعتماد على الزراعة، في ظل مدخولات محدودة ، وتآكل الرواتب.
أما قطاع الثروة الحيوانية يوجد في المحافظة أكثر من 23 ألف راس من الضان، وزهاء تسعة الاف رأس من الماعز، و 32 مزرعة للدجاج اللاحم ، تنتج ثلاثة آلاف طن في السنة، إلى جانب ثلاث مزارع للدجاج البياض إنتاجها السنوي حوالى ستة ملايين بيضة.
لكن المشكلة التي تواجه القطاع ، هي تذبذب كميات الأمطار، ما أثر على الينابيع ، إلى جانب إرتفاع كلفة الإنتاج الزراعي ، بفعل وعورة تضاريس المنطقة، وقلة الجمعيات المتخصصة، للحد من مشاكل التسويق، وعدم وجود معامل لتصنيع منتجات الزراعة، وعقبات سنأتي على ذكرها في حوارات تالية.
من مطالب المحافظة الدعوة للاستثمار في المواقع السياحية، في الحمامات المعدنية، وتطوير سياحي حضاري لقلاع السلع والحسا والطفيلة، وحل مشكلة أشجار الزيتون المعمر في المحافظة بإنشاء سدود صغيرة، واستغلال مياه سد التنور لمناطق قريبة.
وفي بعضها دعوة لاستقطاب الاستثمار لاستغلال الثروات المعدنية في الطفيلة من نحاس وموارد طبيعية، والإسراع بإنشاء المستشفى المدني، ومشروع تطوير وسط المدينة، وحل مشكلة الأبنية الحكومية وخاصة المدارس المستأجرة التي تبلغ نسبتها (37%) واستكمال مشروع المدينة الصناعية، وفتح طريق عيمه الأغوار لربط المنطقة الشمالية بالواجهة الغربية.
وتحت قائمة المطالب، فقد كانت الحاجة ماسة لشمول مناطق البرنيس ووادي زيد والعين البيضاء ولواء بصيرا بالصرف الصحي، وإقامة شبكة لتصريف مياه الأمطار لشوارع رئيسة في مناطق المحافظة، والاستعجال في استحداث لواء لمناطق العين البيضاء، وشمول ارويم وغرندل والحسا بمساكن الأسر العفيفة، والإسراع في إعادة تأهيل الطريق الملوكي، الذي يخترق المحافظة جنوبا.
وظلت طرقات رئيسة مدرجة على الخطة منذ ثلاث سنوات في المنصورة باتجاه عيمه، ومن الطفيلة باتجاه العين البيضاء، قيد تصريحات المسئولين، بأن العطاء في مراحله الأخيرة، ثم أن المخصصات غير متوافرة.. وللناس في الطفيلة عبرة ومثلا فيما جرى لطريق الطفيلة الحسا الجديد، الذي استمر انجازه (17 عاما) رغم نداءات الاستغاثة.
لا أحد يعرف ما تفعله جرافة وسط طريق « كردوش» على مدى أكثر من (11) شهرا، حين إعلان المبادرات الملكية اختصار منعطف على الطريق، لتبدأ العمل فورا بعد الزيارة الملكية بثلاثة أيام، ثم تظهر حينا وتختفي أحيانا.
هذه البداية، من الطفيلة، وفي الطفيلة قصص تروى ابعد من الجرافة، التي ترون صورتها هنا، وهي تبعث الغبار مدويا من أعلى القمم التي تحفظ حزن الطفيلة، وتختزن بعض أوجاعها.
كل ذلك من اجل الإنصاف والموضوعية... فقد وجدنا ان يد الحكومات غابت عن الطفيلة التي لم تجد غير يد ملكية، قدمت لها المكرمات التي بات التلاعب فيها هينا، وما تطوير وسط المدينة بثمانية ملايين دينار من الأهل هنا ببعيد.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع