زاد الاردن الاخباري -
يبدو أن الحكومة الأردنية قد إعتادت و أستمرأت التسول و قبول المساعدات و التبرعات و لم تعد تجد حرجاً من التخلي عن دعم مواطنها من خلال دعم السلع الأساسية بل أنها اصبحت تعتقد أن المواطن هو من يجب عليه أن يدعمها، نعم إن المواطن الأردني يتمتع بدرجة عالية من الولاء و الانتماء أقسم على انه قل نظيرها على وجه الكرة الأرضية, و انا كمواطن اردني اتمنى أن ادعم و اساهم في رفد خزينة وطني الحبيب لتقليص عجز الموازنة الكبير و المتزايد باستمرار و اتمنى أن اخصص جزء من دخلي الشهري لرفدها كما فعل بعض كبار موظفي الدولة لكني لا استطيع أن اتخذ مثل هذا القرار ليس لأن دخلي أقل من دخولهم و ليس لأنهم اكثر مني وطنية و انتماء لكن ربما لأني لم استفد من الحكومة كما استفادوا، ولم اكن مثلهم سبباً في هذه المشكلة لا بطريقة مباشرة ولا غير مباشرة، كيف اقدم المال لحكومات ليس لديها اليه واضحة لمكافحة الفساد المستشري في مؤسساتها، كيف و انا ارى غياب العدالة في توزيع ثرواتها، كيف و انا ارى الظلم و الإجحاف بين موظفيها انفسهم من خلال تفاوت عجيب بين رواتبهم و امتيازاتهم مع احترامي لكل انسان في موقعة، كيف و انا ارى الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب, كيف و انا ارى المخلصين و المحبين لهذا الوطن مهمشين و غيرهم لهم نصيب الأسد في كل المحافل و المواقع، كيف و انا ارى كلام الحق ممنوع و كلام الباطل متبوع، كيف و انا لا اشعر انني ممثل تمثيل حقيقي في مجلس النواب، كيف و انا لا ارى جدية من الحكومة في انشاء مشاريع رأس مالية انتاجية او استقطاب الأستثمارات الاجنبية و أسأل نفسي دائماً لماذا البرازيل و ليس الاردن لماذا سنغافورا و ليس الاردن لماذا لم يستطع اي رئيس وزراء اردني ان ينهج نهج مهاتير محمد؟ كيف و انا ارى ان من قام على الخصخصة مع افتراض حسن النية ليسوا هم الأشخاص المناسبين فلم يتم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب و لم تكن اللجان قادرة على تقدير السعر الحقيقي للشركات المراد خصخصتها و من الواضح أنهم لا يملكوا الخبرة الكافية لإبرام مثل هذه العقود مقارنة بنظرائهم من الشركات المشترية رغم أن الطرف الحكومي هو الطرف القوي في مثل هذا النوع من المفاوضات, أما عن الساسة و أصحاب القرار فلأول مره في تاريخهم استعملوا سياسة يسروا و لا تعسروا في الموافقة على قرارات الخصخصة، اكرر مع افتراض حسن النية اما اذا وجد سوء النية في بيع مقررات الوطن فهذا ربما يرقى لدرجة الخيانة للوطن، لماذا لا يتم الحد من الديون على مستوى الدولة و الفرد حفظاً على حقوق الاجيال القادمة و الاتجاه لاستغلال ثرواتنا الغير مستغله و هي كثيرة بحمد الله، نعم اذا شعر الاردنيون أن الحكومة جادة في الإصلاح و قادرة عليه و أن الظرف صعب على الجميع بعدالة سوف يشد الأردنيين الأحزمة و يضاعفوا المجهود و يتقبلوا الأمر الواقع عندها سوف يثبت الأردنيين كما فعلوا دائماً أنهم اقوى من الظروف و من يراهن عليهم سوف يكسب الرهان.
بقلم: هاشم الخصاونة