زاد الاردن الاخباري -
هيثم أبوهديب
حيرة اللبيب
المتابع لكل مايجري من حولنا يدخل في دوامة من الحيرة التي لا تخلوا من خوف يدفع الرافضين لكثير من المظاهر إلى الصمت .
صمت قد يكون في صالح من تعود أن يكون خفاشا ظلاميا لا يعتاش إلا على جيف مصائب شعب ما كان يوما إلا محبا لوطنة ولسان حاله (بلادي وإن جارت عليّ عزيزة ).
أقول وفي نفسي حيرة و شعلة هائلة من المشاعر الحزينة التي يشوبها شيئ من الألم إن من يتحمل مسؤولية الانحدار السياسي والاجتماعي والاقتصادي هم جميع الأطراف الذين تناسوا معنى كلمة وطن .
نعم الكل مخطئ في طريقة تعامله مع كثير من مجريات الأمور ، فالحكومات التي تظهر لنا وكأنها المقاوم العتيد لكل مظاهر الفساد ، تعاني في داخلها صراعات ما هي إلا نتاجات لمطابخ الفساد التي تحاول أن تدافع عن نفسها لنجد أنفسنا غير مقتنعين بأداء أي حكومة كانت في إطار مقاومة الفساد حين تقف مكتوفة الأيدي أمام قضايا يطالب بها الشارع وكأنها بيضة قبان ومقياس لجدية الحكومة في محاربتها للفساد .
وفي المقابل مجلس نواب كان من المفترض أن يمثل الشعب ، هذا الشعب الذي أصبح ينظر إلى النواب كسارق لقوته ، في الوقت الذي ينبري فيه نواب الشعب للدفاع عن مكتسبات لهم هي في حقيقتها ليست حقا لهم وبرغبة شعبية ، يدفعهم إلى ذلك معرفة أكيدة باستحالة عودتهم إلى المجلس في حال حدوث انتخابات نزيهة وفق أي قانون في الدنيا .
وبين هذا وذاك تضيع الكثير من المفردات التي تربينا عليها ومن أهمها أبجدية وطن .
وطن يتغنى بالانتماء إليه الفاسد قبل الصالح ، وكأني بهؤلاء السارقين لأقوات الناس يدفعون باتجاه أن يكره الصالحون كل ماهو جميل من أبجديات الوطن .