أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع ٨٤ محاميا يؤدون اليمين القانونية أمام وزير العدل السجن 8 سنوات لمتهم بعد إدانته بجناية الشروع بالقتل على خلفية إطلاق النار على جاره، في عمان عطية يوجه سؤالا نيابياً للحكومة حول هروب عاملات المنازل والجهات التي تحدد أسواق القوى العاملة ارتفاع نسب إشغال الفنادق في عمّان سفارة سورية في عمّان : أصدار 30 ألف جواز سفر منذ سقوط الأسد أحمد الشرع يطلب من الأردن استخدام نفوذه في درعا والسويداء لصالح الثورة مراكز الإصلاح: نزيل يحصل على درجة الماجستير سوريا: منع تداول ونشر أي "محتوى طائفي" وزارة الأوقاف تدعو لأداء صلاة الاستسقاء يوم غدٍ الجمعة في جميع مناطق المملكة مالية النواب تناقش الخميس موازنات سلطة العقبة وإقليم البترا توضيح صادر عن هيئة تنظيم قطاع الاتصالات بخصوص ما تناقلته وسائل الاعلام حول تقرير ديوان المحاسبة للعام 2023 الاردن يدرس تغيير موقع مركز حدود الكرامة روسيا تعلن إحباط محاولات أوكرانية لاغتيال ضباط كبار وعائلاتهم 1.5 مليار دينار ديون القطاع الخاص على الحكومة اعتقال 15 فلسطينيا بالضفة واقتحام مقام النبي يوسف بنابلس دوام مديريات ضريبة الدخل السبت لتقديم طلبات التسوية وزير الداخلية : بدء التنسيق مع الجانب السوري للسماح للمركبات الأردنية الصغيرة للدخول إلى سوريا الأردن .. عطاء لشراء 120 ألف طن شعير المعارضة تطالب بإقالة رئيس وزراء كوريا الجنوبية وتصاعد الأزمة السياسية
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة السياسات الحكومية المحروقة

السياسات الحكومية المحروقة

31-05-2012 11:20 AM

يحظى الفيسبوك بشعبية في الأردن كما في أي مكان آخر في العالم. وهو منبر مهم يمكن من خلاله قياس واختبار المزاج والتيارات الشعبية. ومع ذلك فهو ليس جزءاً متجذراً في الثقافة الشعبية الأوسع في البلد، رغم أن شعبيته تثير الدهشة. والتويتر واليوتيوب وغوغل ومحطات التواصل الاجتماعي الإلكتروني الأخرى ذات حضور قوي أيضاً بين عدد لا بأس به من الأردنيين.

وأحد الأسباب وراء شعبية مواقع التواصل الاجتماعي هو أنها تسمح لأي شخص بالتحرك والاتصال بسهولة وقوة في عالم الواقع الافتراضي. والحركة والاتصال مع الآخرين هما حاجة بشرية وطاقة اجتماعية.

أداة أخرى لقياس المزاج العام في الأردن والتحكم به هي محطات الوقود. فالوقود ليس مجرّد مصدر للطاقة. إنه جزء متأصل في حياتنا اليومية ويزوّدنا بالقوة على الحركة والتواصل.

ومثل محطات التواصل الاجتماعي، تحظى محطات الوقود بشعبية في كل مكان ويزورها يومياً عدد كبير جداً من البشر. لكنها في الأردن ذات نكهة حكومية. فكلّ حكومة جديدة تبدأ أعمالها بسياسات أو إجراءات ذات "مركزية وقودية" في محاولة لتحسين الاقتصاد المتعثر في البلاد.

كل ارتفاع في أسعار الوقود يعني حركة أقل للناس. والحركة الأقل في هذه الحالة تعني تواصلاً وحراكاً اجتماعياً أقل، وهذا أمر مضاد للبشر. فالحقيقة التي لا خلاف حولها هي أن الإنسان كائن اجتماعي بطبيعته. ولهذا تحتاج حكوماتنا إلى التحوّل نحو إجراءات وسياسات ذات مركزية إنسانية إن أرادت أن تنجح في بناء اقتصاد قوي.

الكلمة العربية المُستخدمة عادةً في الأردن للإشارة إلى أنواع الوقود هي "المحروقات". والمحروقات تعني حرفياً المواد التي تحترق. وبينما تقوم محركات السيارات والمركبات الأخرى بحرق هذه المواد لكي تعمل وتجعل الناس يتحركون ويتواصلون بسرعة في انشغالاتهم اليومية، إلا أن المحركات الاجتماعية لا تعمل بواسطة "السياسات المحروقة". إنها تحتاج إجراءات إنسانية تستند إلى الصالح العام حتى تستمر في الحركة والدوران.

ليس الأمر متعلقاً بالواقع الافتراضي مقابل العالم الحقيقي كما قد يُفهم من هذه السطور. فالحكومات بشكل عام مسؤولة عن تسهيل حركة الأموال والبضائع والبشر، داخلياً وعبر الحدود. ويقع ضمن إطار مسؤولياتها أيضاً تسهيل حركة العوامل الإنسانية والاجتماعية. فعرقلة هذه العوامل، مهما كانت الأسباب، لا تساهم بشكل إيجابي في العمليات الطويلة والصعبة للإصلاح.

على العكس من ذلك، فإن استدامة أساليب متناغمة من أجل تشغيل المحركات الاجتماعية من قبل الحكومات يضيف إلى خير ورفاه الناس والاقتصاد والدولة. إنه من مصلحة الحكومة أن تخفف الضغط الاقتصادي عن المكونات الاجتماعية للدولة.

لربما أكون منظّرا في هذا السياق، أو أنني لست قريباً بما فيه الكفاية من آليات تشغيل المحرّكات الحكومية في الأردن. لكن المنطق البسيط والسليم في هذا الخصوص يقول أن عدم وجود سياسات استراتيجية مدروسة ومصممة بعناية سوف يفاقم من جميع أنواع العلل الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية.

لا تحتاج الأوقات الصعبة إلى قرارات صعبة، وإنما تحتاج إلى قرارات استراتيجية. والتحوّل من الإجراءات الحكومية ذات "المركزية الوقودية" إلى الاستراتيجيات ذات "المركزية الإنسانية" هو خطوة أولى على طريق الخير والرفاه الإنساني الناتج عن الحركة والتواصل الاجتماعي الحقيقي والافتراضي.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع