زاد الاردن الاخباري -
الحديث باسم الغير... نحن
نايف بركات ربابعة:- كثيرون هم الذين لا يملكون أدنى مقومات اتخاذ القرارات أو حتى الحديث باسم غيرهم ولأسباب متعددة منها ضعف المكانة الاجتماعية أو الإدارية أو السياسية، وازدادوا كثرة في عصر الديمقراطية وحرية التعبير والانفتاح وما رافقه من وسائل تكنولوجية أضعفت روابط التبعية للغير, وسمحت لكل منا أن يقرر ما يريد ويتحدث بما يشاء بمعزل عن تلك الروابط ما دفع البعض لاستغلال مفاهيم الديمقراطية والحرية ليجعل من نفسه زعيما أو متحدثا_وهميا_ باسم أناس لم يكن يوما وقد لا يكون يوما مؤهلا للحديث نيابة عنهم وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بالحديث عن العشيرة أو كيان سياسي.
فكثيرا ما نسمع أشخاص يتحدثون ويعلنون أراء ومواقف عشائرية مثل (عشيرة المليون ونص او إخوان... أو ربع... أو أهالي بلدة... الخ).تكون البلدة أو العشيرة منقسمة فيما بينها بين مؤيد ومعارض وحيادي لنفس الموضوع وكذلك، السياسية نجد من يقول (نحن حزب كذا او نحن بالموالاة ونحن المعارضة ونحن التجمع ونحن الهيئة ونحن الحراك...الخ) نعلن كذا وكذا وليس في ذلك الكيان السياسي أو العشائري من يفوضه للحديث باسمها نيابة عنه
أما الحديث باسم الإدارة فنجد قلة قليلة من يخوضون فيه لما يترتب عليه من مسؤولية فكلٌ يعرف مقامه ومكانه وصلاحياته.
بالرغم من سذاجة مثل هذه السلوكيات إلا أنها تصيب الكثير ين بالامتعاض وخاصة إذا اجتمع أسباب الامتعاض من المتحدث والامتعاض من الحديث والموقف والأسلوب.
إن المتحدث باسم الغير يجب أن يكون مفوضا وعليه إن يتمتع بالحكمة والدراية والاتزان فلا يكون حديثه كيديا أو جارحا لأنه يحمل غيره مسؤولية ما يصدر عنه من أقوال. وعلى وسائل الإعلام وبعض الإعلاميين عدم إفساح المجال لمن هب ودب أن يتحدث باسم غيره إلا بعد التأكد من أهليته لذلك .فالناس في هذه الأيام كلٌ له مذهب ومنهج وطريقة تفكير .فليس بيننا ربعي ابن عامر المفوض ولا نعيش عصره الذي كان فيه عقيدة واحدة جامعة ومرجعية رئيسية واحدة حاكمة.
نعم للعشائرية ونعم الأحزاب ونعم للحرية المسئولة.