جدهما توفي عن 151 عاما.. وكان نقطة الانطلاق!

اقاما صفحة لهما على الانترنت لتتبع الاصول!

العرب اليوم - نوف الور

ربما هي عودة الى الاصالة او بالادق هي تأصيل البحث عن جذور عائلة تحتضن في نظر الاحفاد الكثير من الكنوز والتاريخ.

المعلمان يزن محمد النواطير »32« سنة ومحمد صالح النواطير »27« سنة, هاما الى معرفة جذور عائلتهما, في وقت يسعى الكثير الى اثبات ذاتهم على خرائط عائلاتهم بدلا من زرع تاريخ عريق لهذه الاصول في الاولاد والاحفاد, ومن المستغرب ايضا ان هذين المعلمين لم يدرسا التاريخ ليشعرا باهميته فقد درس يزن الحاسوب ومحمد الرياضة, لكنهما عاشا في مدينة »كفرنجة« العريقة في محافظة عجلون التي سجلت كثيرا من حوادث التاريخ الخالدة, والتي ما زالت قلعتها الابية تشهد على عظمة هذا التاريخ.

مستندات قديمة:

رحلة العودة نحو الجذور امتدت لتصل حتى الآن الى (220) عاما مضت في البحث عن شجرة العائلة التي يسعى محمد ويزن لتوثيقها بكل ما امكن من وثائق, انطلاقا من تاريخ مدينتهم العريقة تاريخيا والرائعة طبيعيا, وفي استراحة مسائية من ابسط الاستراحات الموجودة في المدينة يلتقي المعلمان بشكل مستمر في ساعات المساء ليقدم كل منهما ما وصل اليه حتى تلك الساعة من اوراق ومستندات قديمة او حتى صور تساعدهما في اكمال رسم شجرة عائلتهما حيث بدآ الخط الاول لهذا الرسم في عام 2008 وحتى الان ما زال البحث مستمرا.

روايات كثيرة

»العرب اليوم« قامت بزيارة لمدينة »كفرنجة« التي كانت تعرف ب¯ »كفر الفرنجة« الذين احتلوا المنطقة منذ قرون وكلمة كفر هي المزارع الوفيرة, فكانت كفرنجة المزارع ذات الغلة الكثيرة التي يمتلكها الفرنجة في ذاك الزمان وهناك روايات كثيرة ولكن عرفت هذه الرواية كونها الاقرب للتصديق تاريخيا, مشينا بجوار البيوت القديمة الدالة على عراقة تاريخ المنطقة, ورأيت الاستراحة التي تعد الاقدم في المنطقة في مدينة تعتبر من اكثر مدن المحافظة حيوية من جميع النواحي وخصوصا اقتصاديا, فمدينة »كفرنجة« ذات المساحة الواسعة والحركة العمرانية والسكانية الكبيرة وصاحبة النسبة المرتفعة تعليميا ما زالت هي ذاتها المدينة التي تحتضن الكثير من عبق التاريخ بابواب بيوتها ونوافذ مقاهيها.

ولا تخلو مرحلة البحث عن الماضي من المتاعب, يقول محمد وقفنا كثيرا امام صعوبات كبرى من حيث ندرة المصادر التي تمدنا بالمعلومات الدقيقة للاعوام الماضية لنزود بها وثائقنا التي نعتمد عليها في نمو اغصان هذه الشجرة وكان اعتمادنا كبيرا على احدى المقالات المنشورة في اذار 1983 والتي كانت مع جدي وهو اكبر معمر في الاردن حينها وكان يبلغ عمره 145 سنة وعاش بعدها 6 سنوات, وكانت هذه المقابلة داعما كبيرا في تحديد الاعوام بدقة اكبر, وما زلنا حتى الان بصدد البحث عن منابع جديدة موثقة لنغذي بها مصادرنا في هذه الشجرة خصوصا ما قبل عام .1800

الشجرة الكترونيا

أما يزن فقال: كانت هناك عدة محاولات سابقة وبسيطة لعمل شجرة عائلتنا لكنها توقفت لانها باءت بالفشل, لا ننكر انها ساعدتنا لكنها كانت تتوقف في اهم النقاط, اما نحن فقد عزمنا على ان ترى محاولاتنا هذه النور لهذا بدأت بتوثيق كل ما توصلنا اليه من وثائق وصور وحتى الرسم الحالي للشجرة الكترونيا ليتسنى لمن هو خارج البلاد التعرف على اصوله وقد بادرنا الان بتوزيع هذه الشجرة على فروع العائلة الرئيسية ليتم تحديثها بشكل مستمر من خلال الولادات الحديثة, ونحن نستمر بالبحث عن الجذور.

تفاصيل المحصود

ويسعى المعلمان نحو اثبات الجذور حتى يتسنى لكل الفروع التعرف على الاصول في ظل زمن يتسارع ولا يعطي اولوية للعودة الى لحظات الماضي القريب فكيف الحال بالعودة لسنين كثيرة?

يضيف يزن: نحن نسعى الى تعريف الاجيال باصولهم وتوضيح صلة القرابة بين الفروع وسيتم تفصيل هذا العمل من خلال نشر مفاصل ما حصدناه حتى الان على صفحة الانترنت وهي حاليا قيد الانشاء مما سيساعد في توثيق الشجرة والعائلة وسعة وسهولة الاطلاع عليها من الاباء والاحفاد وبالتالي نعيد القوة للروابط الاسرية ونحافظ عليها وعلى العائلة من الاندثار او النسيان.

وحصلت العرب اليوم على نسخة من التحقيق المنشور بتاريخ 10/3/1983 لذاك المعمر الاردني وهو الحاج محمود النواطير وكان عمره حينها 145 عاما وتوفي عام 1991 عن عمر يناهز 151 وكان اكبر معمر في الاردن, وكان هذا التحقيق غنيا جدا بتاريخ عريق عبر فوق حدود الاردن قبل 200 عام, كما ذكر هذا الحاج الحرب التركية اليونانية بحذافيرها حيث شهدها واسر هناك مع الجيش التركي, ويصف احداثا تاريخية واضحة استدل بها محمد ويزن على انهما ما زالا يسيران في مسار صحيح في ترتيب الاحداث التاريخية التي كان مصدرها الفطرة والمكان وحب العودة الى ماض عريق ليخلد في ذاكرة الوطن المجيد.

شيء لا يصدق, ان شابين تركا كل اهتماماتهما, وهواياتهما, وبقيا فقط, يفتشان عن جذورهما, كرسا جهودهما منذ سنتين لتتبع اصولهما في العائلة وذلك بتتبع شجرتها بحصولهما على معلومات عن اجدادهما قبل »220« عاما, وما زالا يبحثان بالتوغل بالشجرة ليصلا الى عقود ابعد غورا, ولم ييأسا حيث دأبا بالاتصال ببقية افراد العائلة والعشيرة, واقاما صفحة لهما على الانترنت - هي تحت الانشاء - لتساعدهما بتوثيق ما يحصلان عليه.. وهما مستمران بالتآلف مع التاريخ للحصول منه على ما يشفي غليلهما.. فهل ينجحان؟