زاد الاردن الاخباري -
بقلم: هيثم أبوهديب
قد يكون من الطبيعي أن يصحو الإنسان في وطن تربى أهله على سنفونية قلة الموارد الطبيعية ؛ فرحا مستبشرا بخبر سيغير ذلك الواقع الذي صرنا نشك في صحته أساسا ، هذا الخبر يقود إلى حقيقة طالما حلمنا بها مع استحالة تحققها ، لنكتشف أننا عشنا أكذوبة قد يكون لها هدف أكثر خبثا من الأكذوبة نفسها
ننظرفي من حولنا فنجد بلادا مليئة بالثروات المتنوعة وعلى رأسها ثروات الطاقة التي جعلت الدول المحيطة بنا تنضوي في كيانات نفطية فيما ننضوي نحن إلى كيان الفقر وكلام لا يغني من جوع شبعنا منه قبل عقود دون أن نرى خيرا منه .
لكن هذا الفرح لن يكتمل مع منظومة (الحرامية) فثروات بلادي التي أُذن في زمن الربيع العربي بالإفراج عن بعضها ليست لنا ، وكان القرار في ذلك لتلك المنظومة التي أبت إلا أن تستمر في إعمال معاول السرقة لتمتد فوق الأرض وتحت الأرض بل الآن وغدا ، ذلك الغد الذي يحلم به أبناء شعب اكتشف اليوم أن غازه بيع لعقود قادمة وبلا مقابل .
عجيب أمر هؤلاء في الوقت الذي يصيحون فيه بقلة كل شيئ يبيعون كل شيئ .
في ثقافتنا اجابات لمثل هذه الأعاجيب منها ــ إذا لم تستح فاصنع ماشئت ــ فكيف ستهدأ نفس ذلك البدوي في صحراء المفرق وهو يرى نفط وطنه يتدفق من الصحراء في مشهد مثير دون أن يستخرجه أحد فيأخذ من هذا المتدفق الأسود ويملأ مركبته التي تعمل بالديزل ويكمل طريقه .
يحدث ذلك ليُزفَّ لنا خبرٌ بالاتفاقية مع من استعمرنا يوما ، وكأن ذكرى الاستقلال استفزت هؤلاء الفاسدين ، فأسرعوا مهرولين بكل نفوذهم لتوقيع اتفاقية الانبطاح الجديدة .
غير أن كثيرا من هؤلاء تناسوا أن الأرض لا تُسرق ما دام فيها حياة ، والتاريخ أثبت أن السارقين ماهم إلا غثاء سينساهم حتى أبناؤهم .
فسلام لك يا وطني الغالي .