تواجد في الايام القليلة القريبة الماضية سمو الامير غازي بن محمد في العاصمة الكازاخستانية استانا للمشاركة في اعمال المؤتمر الرابع لعلماء وقادة الاديان العالمية والتقليدية،وهدف المؤتمر الذي عقد على مدار يومين الى تعزيز العلاقات الانسانية بين اتباع الديانات السماوية وترسيخ السلام والمحبة والتسامح بين الناس والبحث في امكانية انشاء معهد عالمي لحوار الاديان لمتابعة القضايا المتعلقة بالتعايش الديني والتوصل لافكار تخدم حوار الثقافات.
حمل المؤتمر عنوان "التسامح والسلام خيار الانسانية" وقد حمل هذا العنوان في جعبته العديد من المعاني والصور الفنية التي نحلم بأن نصل اليها يوما ما في ظل ظروف مأساوية نعيشها هنا وهناك يتربص من خلالها شبح الحرب الاهلية وانتشار النعرة الطائفية وغياب الحوار الحقيقي، يأتي هذا المؤتمر بعنوان براق لاهم المباديء الدينية الراسخة والحقيقية في علاقة الله مع البشر، والتي يتطلب صدق اصلاتها انعكاس حقيقيا لتلك العلاقة من خلال علاقة هادفة مع الاخر الذي اتعامل معه كل يوم ذلك الانسان المختلف عني في عقيدته الدينية والمتشابه معي في انسانيته الوجودية.
ان جل عبادة الله الخالق تتأصل فينا من خلال قدرة كل منا على المسامحة والانتقال من الماضي للعيش في كنف الحاضر وفتح افاق جديدة مع كل اخفاقات الماضي الصعبة والموحشة احيانا، ولكن الله قادر ان يخلق فينا هذه الروح الذي يجددنا كل يوم نركع فيه للصلاة وطلب المغفرة والمسامحة.
رغم النار والكبريت المتطاير في الافق ، ورغم انين الوجع المنبعث من جرحى الحرب ،ورغم رائحة الموت المنتشرة فوق اشلاء الجثث المرمية رغم ان الوطن العربي يرزح تحت مطرقة الثورة وسندان السلطة رغم اللافتات التي كتبت على سفوح جبال الوطن العربي "مباع مباع مباع "كل شيء اصبح برسم البيع حتى البنية التحتية باعوها بأبخس الاثمان وانفقوا مالها على ما لا نعلم ، والوطن العربي يصرخ في وجه المراة المعكوسة من المستفيد من سفك الدم العربي. ونحاول تغطيت الشمس بالغربال كي نقول ان الشمس قد غابت وان العدو قد نام وفي حقيقة الامر كلنا نعلم ان العدو متربص ويحمل سلحه في يده وينتظر ان ينقض علينا.
ونعود رغم كل ذلك نطلب التسامح والسلام فلا خيار للانسانية غيرهما لا خيار للانسان الا مليء انسانيته التي ارادها له الله عز وجل عندما خلقه على ابهى صورة ولكن الحرب والدمار هي من صفات وحوش الغاب و الكلاب الضالة في الشوارع و الذئاب الخاطفة في الوديان .
يا الهي كم هي معادلة صعبة ان نواجه السكين بالقلم والسيف بالورق والبارودة بالقصيدة والقنبلة بالاية ولكن الروح يهب حيث يشاء وما هو غير مستطاع عند الناس مستطاع عن الله