زاد الاردن الاخباري -
خاص - البريد الأردني.. من أولى المؤسسات التي أنشئت في مملكتنا.. عمرها من عمر الوطن.. ففي عام 1921، قررت الحكومة إنشاء "دائرة البريد" لتربط مناطق الوطن و محافظاته ببعضها، و لتربط المملكة بالدول الأخرى..
البريد، أذننا التي نسمع بها صوت العالم، و فمنا الذي نحدّث به العالم بأخبارنا.. يشهد أزمة غير مسبوقة، مع إضراب عماله الذي بدأ منذ عدة أشهر.. و يعاني منذ ذلك الوقت من حالة من الشلل التام في مكاتبه الموزّعة في محافظات المملكة..
موظفو البريد لم يضربوا تقاعساً عن عملهم أو كسلاً عنه، بل أضربوا لأنهم لم يجدوا سبيلاً آخر للمطالبة بحقوق يرونها مشروعة..
أضربوا ليقولوا أن رواتبهم لم تعد تكفي لتأمين احتياجاتهم مع الإرتفاع المستمر للأسعار، أضربوا ليقولوا أمنونا و عائلاتنا صحياً فنحن لا نقوى على دفع تكاليف العلاج الباهظة في مستشفيات الوطن.. أضربوا ليطالبوا بتثبيت موظفي العقود كي لا يجدوا أنفسهم بلا وظيفة بين ليلة و ضحاها..
طالبوا و طالبوا.. و لم يقابلوا سوى بالـ"تطنيش"..
رفعوا أصواتهم.. طالبوا بتحويل شركتهم إلى مؤسسة حكومية ليضمنوا أماناً وظيفياً يقيهم شر الأيام المقبلة.. طالبوا بإقالة مديرهم العام الذي تسبب، بحسبهم، بخسارة الشركة و تراجع أوضاعها المالية و الإدارية.. طالبوا بالتخلص من الأقسام و المناصب الشكلية، التي لا تسمن و لا تغني من جوع، سوى أنها تمثل عالة على ميزانية الشركة..
و أيضاً، رغم ارتفاع الصوت، قوبلوا بالتطنيش..
البريد الأردني يصيح و يستغيث مشلولاً لا يقدر على تأمين الهدف الذي وجد لأجله.. و المسؤولون صمّت آذانهم عنه فلا هم يسمعون نداءاته و لا هم يشعرون بمعاناته..
و الحل.. بفرجها الله!