زاد الاردن الاخباري -
يرتدي اليوم الأحد الرئيس السابق حسني مبارك بدلة السجن الزرقاء في مستشفى سجن طرة، الذي دخله أمس عقب الحكم عليه بالمؤبد.
والبدلة الزرقاء يرتديها عادة المحكوم عليهم كتلك التي ظهر بها وزير داخليته حبيب العادلي في قفص المحكمة "السبت"، حيث إنه يقضي محكومية سابقة.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية إن مسؤولي السجن سيقومون اليوم الأحد بصرف البدلة الزرقاء للرئيس السابق وتصويره وإعطائه رقما ووضعه بجانب سريره طبقاً للوائح والقوانين المتبعة بقطاع السجون.
ولم يكن مبارك يعلم أن الطائرة التي أقلته من مقر محاكمته بأكاديمية الشرطة تطير به إلى سجن طرة، مما جعله يصاب بصدمة عصبية شديدة وامتنع عن النزول لأكثر من ساعتين حتى استطاع قائد حرسه الشخصي إقناعه في النهاية.
مستشفى السجن تم تجديده وتطويره حتى يكون ملائما طبيا لاستضافته، وزودته وزارة الداخلية بالعديد من الأجهزة الطبية لقطع أي محاولات لعدم تحويل مبارك إليه.
تم نقل مبارك فور نزوله إلى غرفة العناية الفائقة بالمستشفى، والتي تضم 5 أسرة ومزودة بأجهزة قياس ضغط الدم والتنفس الصناعي وقياس سرعة نبضات القلب، وتقع ثاني غرفة يسار باب المستشفى عقب عيادة الأسنان.
ووافقت إدارة السجن لعلاء وجمال المحبوسين احتياطياً على ذمة قضية التلاعب في البورصة بالمبيت مع والدهما في ليلته الأولى داخل مستشفى السجن. وقالت بوابة الوفد إن قوات الأمن فرضت حراسة مشددة بعد دخول مبارك للعنبر والذي أصيب بحالة كبيرة من الصراخ أعقبها بكاء شديد.
وتسلم المستشفى التقارير الطبية الخاصة بالرئيس السابق ليباشر الأطباء متابعة حالة الصحية. ولا يبعد مستشفى السجن كثيرا عن عنابر السجن المودع فيها علاء وجمال مبارك.
وتم إخلاء سبيل مساعدي وزير الداخلية الثلاثة عدلي فايد وإسماعيل الشاعر وأحمد رمزي بعد حصولهم على البراءة، فيما ظل الثلاثة الآخرون على ذمة قضايا أخرى.
من جهة أخرى، بدأ متظاهرون في ميدان التحرير وسط القاهرة مساء السبت اعتصاماً مفتوحاً احتجاجا على ما وصفوها بالأحكام المخففة على الرئيس المخلوع حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي وبراءة نجلي مبارك وستة من معاوني العادلي، في حين تعرضت مقرات انتخابية للمرشح الرئاسي أحمد شفيق لهجوم في مدينتين مختلفتين.
فقد أعلنت قوى شبابية وسياسية -بينها جماعة الإخوان المسلمين- الاعتصام بميدان التحرير، إلى حين تطهير القضاء والإعلام وتشكيل محاكم ثورية لمحاكمة رموز النظام السابق.
وأعلن آلاف المتظاهرين دخولهم في اعتصام مفتوح إلى حين تنفيذ باقي مطالب الثورة المصرية، وفي مقدمتها إعادة محاكمة قتلة متظاهري الثورة ورحيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن السلطة.
وردد المتظاهرون في ميدان التحرير هتافات منددة بالأحكام الصادرة وبالنائب العام الذي اتهموه بالتقصير في جمع أدلة الاتهام.
وكانت كيانات وائتلافات وفعاليات شعبية قد رفضت الأحكام الصادرة بحق قتلة متظاهري الثورة المصرية، واصفة إياها بالمسرحية الهزلية.
وعبَّرت تلك الكيانات عن صدمتها إزاء حكم السجن المؤبد على الرئيس المخلوع حسني مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، وتبرئة مبارك ونجليه علاء وجمال من تُهم الفساد المالي، وتبرئة كبار معاوني العادلي من تُهمة قتل متظاهري الثورة.
فقد أعلنت جماعة الإخوان المسلمين نزول أفرادها إلى ميادين مصر وميدان التحرير للمشاركة في المظاهرات احتجاجا على الأحكام.
وقال عضو مكتب الإرشاد في الجماعة والمتحدث الإعلامي باسمها محمود غزلان إن الإخوان سيشاركون في المظاهرات مع كل طوائف الشعب المصري ضد الحكم الذي وصفه "بالصادم" والذي صدر بحق قتلة "شهداء ثورة 25 يناير". ونقل الموقع الرسمي للجماعة على الإنترنت تصريحات غزلان الذي أكد "تضامن الجماعة الكامل مع أسر الشهداء".
وتعهد مرشح الجماعة لانتخابات رئاسة الجمهورية محمد مرسي بإعادة محاكمة مبارك ورموز نظامه في حال فوزه بالانتخابات، قبل أن ينضم مساء السبت إلى المتظاهرين في ميدان التحرير.
كما انضم المرشحان الخاسران في انتخابات الرئاسة حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح إلى المتظاهرين بميدان التحرير.
وبدورها رفضت حركة شباب 6 أبريل الأحكام الصادرة عن محكمة جنايات القاهرة جملةً وتفصيلاً، محمِّلة المجلس العسكري مسؤوليتها بسبب "صمته على إتلاف الأدلة وتستره على الحقائق في شهادات المحكمة".
ورأت أن الأحكام جاءت استكمالاً لمسلسل البراءة للجميع من ضباط ولواءات داخلية ونفض أيديهم من أي مسؤولية عن قتل مئات الأرواح وإصابة الآلاف ممن خرجوا ضد الظلم والقهر.
وعبَّر حزب النور السلفي على لسان الناطق الرسمي باسمه نادر بكار عن الصدمة إزاء تبرئة قتلة متظاهري الثورة المصرية، معرباً عن اعتقاده بأن المحاكمات السياسية كانت الحل الأمثل في التعامل مع قتلة الشهداء منذ البداية.
العربية + الجزيرة