احتلال قبر يوسف

نشرت صحيفة \"هآرتس\" العبرية الصادرة في فلسطين في عددها الخميس قبل الماضي، أن المحكمة الدينية اليهودية في القدس أقرت أن السلطة القضائية والإدارية على «قبر يوسف» في نابلس هي من اختصاص حاخامين يقفان وراء منظمة تدعى «نابلس واحدة»، ويعملان على تنظيم التسلل إلى القبر دون تنسيق مع الجيش الفلسطيني.حيث أن قبر يوسف يقع تحت السيادة الفلسطينية منذ عام 2000، ويقوم اليهود بزيارة المكان بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية ، فما الذي حدث الان؟ وما هي اسباب تعين موظفين يهود في هذا المكان الذي يشكل مزار ديني هام لاتباع الديانات السماوية، وقصة يوسف الكريم هذا واردة في الكتاب المقدس بعهده القديم بسفر التكوين العدد17، وواردة ايضا في القران الكريم بسورة يوسف، ويرتكز اصحاب التوارة على قصة يوسف لاثبات احقيتهم بالارض العربية وتعتبر الاماكن الدينية في فلسطين موضوع تنازع بين العرب واليهود من هذا القبيل الذي يرى فيه اليهود طريقة لتبيث احتلالهم الغاشم.لا احد يستطيع ان ينكر ان الشعب العبراني القديم مرّ من هنا واستوطن ارض فلسطين لقرون عدة وكان يعي ان هذه الارض الخصبة المدرة لن تدوم له مادام هو خائن لعهوده مع الله وهذا الذي تم بالضبط حيث خان الشعب الهه وخسر محبته وكرم ضيافته ،ولكن يجب ان نفهم هنا نقطة جوهرية وهامة جدا بخصوص هذا الموضوع،فمن يستطيع ان يجزم بأن الجماعات الصهيونية المحتلة للارض العربية هي ورثة نسل اليهود المارقين من ارضنا قبل الاف السنين الغابرة، فالمنطق يحكم بيننا وهو الذي يقول بأن امكانية صفاء النسل والعرق لا يمكن ان تثبت احقية هذه الجماعات بالارض العربية، وهنا نقطة اخرى بخصوص اقامة اليهود بالارض العربية بذالك الزمن الغابر والتي لا تعطيهم حق الميراث حيث ان العرب اقاموا في الاندلس فترة طويلة جدا فلماذا لا تعود الينا ارض الاندلس او غيرها ،فهذا كلام غير منطقي.قبر يوسف من المقدسات المشتركة بين اتباع الديانات السماوية كافة وهو واحد من المقدسات الكثيرة في فلسطين والتي يجب ان يسمح لجميع المتعبدين لله بالصلاة فيها، ولكن الموضوع ليس بكل هذا اليسر او بتلك السهولة لان الموضوع سياسي كما يعرف الجميع وليس ديني ويتعلق بملف السلام في الاراضي المقدسة بشكل عام والذي نتضرع لله دائما ان يهب كل ذي حق حقه ويعم السلام في بلادنا فتكون الاراضي العربية مكان امن وامان وملاذ مريح للحج ونيل البركات للجميع.