أعجبتني معادلة الأمن العام لحصاد يوم الجمعة الماضية وخصوصا فيما يتعلق بالرقم وتوزيعاته على كافة مناطق التوتر الشعبي 995 شخص شاركوا في الاعتصامات أي لم يبلغوا 1000 مواطن بل هم 1000 ناقص 5، ودائما تكون عمان لها نصيب الأسد فقد تجاوزت الخمسمائة معارض أو مطالب بالإصلاح .
واشار تقرير الأمن العام إلى أنه استخدم الآت التصوير وقام بتوثيق هذه الأعداد ، وهنا أعود لعقيلة أبي وأمي في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات وقبل عام 1989 عندما كنت اتحدث في السياسة كانا يوبخاني بكلمة واحدة وهي أن علي أن أخرس لأن الحكومة لها أذان ولها عيون وأن أولاد الحرام لم يتركوا لأولاد الحلال شيء .
وفي هذه الايام ومع وجود هذا الكم الكبير من أدوات التصوير القليلة التكلفة والسهلة الحمل ولاتحتاج لطاقات بشرية كبيرة كي تعمل ، مع كل ذلك ماذا سوف تقول أمي أو سيقول أبي لو أنهم عرفوا بإحصائيات حصاد يوم الجمعة والطريقة التي تمت بها .
ولكنني أحمد الله أن أمي لاتشاهد التلفزيون الأردني وتكتفي بمشاهدة ناشيونال جيوغرافيك وهي أمية لاتقراء ولاتكتب ، ووالدي مجبر على مشاهدة ما تشاهده أمي من باب أنه يجبر خاطرها بعد زواج دام أكثر من ستين عاما .
وكنصيحة أخيرة هنا لجهاز الأمن العام ليوم الجمعة القادمة وهي أن يقوم بعرض صور الاشخاص من خلال شاشات التلفزيون الأردني والإعلان عنهم أنهم هؤلاء هم الذين يسيرون عكس تيار الوطن ومن باب أننا نعرفكم وأن ما يحدث في الوطن هو مجرد جمعة مشمشية وتنتهي وستعود حليمة لعادتها القديمة ؟