قبل فترة كتبت مقال بعنوان ( شرعنة البغاء السياسي ) وبينت به موقفي من الحوار الذي كان يتم ومازال بين الأخوان والحكومة الأمريكية ، وتلقائيا أتهمت بأنني لست مع الاسلام ولا أمت له بصلة ووصل الحد بالبعض بأن قاموا بتكفيري من منطلق أنني لا أومن بأي طرح يقدمه الأخوان في الأردن على المستوى السياسي ، وكان موقفي هذا راجع لحجم التناقضات في طرحهم ومحاولاتهم للوقوف بالصف الأخر دائما وإن كان هذا الصف يخالف أبسط تعاليم الدين في العلاقة ما بين الحاكم والمحكوم .
وهنا أعيد كتابة هذا المقال على أساس رفض الربط بين الدين الإسلامي والوقوف مع الأخوان ، لأنهم يطالبون الأخر بأن يقر أنهم وحدهم من يملك مفتاح المعادلة السياسية للعلاقة ما بين الدين والحكم وتنامى هذا التفكير لديهم لدرجة الترابط المتلازم ( المتلازمة من ناحية طبية ) ما بين اسم الحركة والدين وبخلاف ذلك يكون الأخر الذي يقع خارج دائرة الأخوان لايمت للدين بصلة ويوضع في خانات متعددة تبعده إما عن الدين أو مصاف المؤمنين ، ويبدوا أن الأخوان قد وصل لديهم الطرح كما كان متواجد ومازال لدى أية حركة دينية أخرى تعطي نفسها الحق بالحكم وبالتالي بتقرير علاقة الأفراد مع ربهم .
وفي حالة بسيطة حدثت منذ فترة زمنية ليست بالقصيرة مع أحد المواطنين عندما رغب بأن يتقدم بطلب وظيفة سائق لدى إحدى الجامعات التي يسيطر عليها الأخوان ، وطلب منه إحضار ورقة من إمام مسجد حارته يثبت بها أنه يقوم بأداء الصلوات الخمسة في مسجد الحارة أو أي مسجد أخر ، وبهذه الحالة البسيطة تتضح علاقة الدمج مابين الإسلام والأخوان من منظور أخواني ويتم هنا تناسي أن الدين عند الله هو الإسلام وبالتالي فأن العلاقة ما بين الفرد وربه لايستطيع أن يحدد أحدهم شكلها أو مظاهر هذه العلاقة .
أن الدين عندالله هو الإسلام وليس الأخوان .