يعيش الانسان ايام حياته على هذه البسيطة الفانية باحث عن الاستقرار والهدوء والسلام الداخلي ليحقق سعاته المرجوه، ويرسم السياسات ويضع الخطط المستقبلية وتمر الايام ويستيقظ مع كل فجر جديد وهو يرى احلامه امام خيارين لا ثالث لهما اما انها تتحقق واما انها تخفق وفي كلتا الحالتين فأن الحياة مستمرة.
اما التمرين الاكثر جلادة في احتمال هذه الوتيرة المستمرة بين النجاح والفشل هو حالة الانتظار بين الفترة الزمنية الواعية لحدوث الامر وبين غياب الازمنة الواقعية المحددة لانطلاق الحدث،فهذه الحالة من زمن الانتظار تحتاج فضيلة راقية جدا تسمى الصبر ذلك الهدوء الذي يمكن صاحبه من احتمال الظروف الصعبة والغير مناسبة وانتظار الزمن المناسب لجني ثمار ذلك الصبر من فرح وسلام.
لذلك وجب على الانسان التي تطلبت منه ظروف الحياة ان يعيش فضيلة الصبر ان يمرن نفسه على الحالة الراهنة من خلال تهيئة الوعي لديه بضرورة نقل بعض مجريات الاحداث الصعبة الاليمة من الملفات الواعية الى سجل الملفات غير الواعية او المنسية في ادراج الماضي رغم وجودها في ادارج الحاضر اي عملية ترحيل لتلك الملفات،ووضع ملفات مفرحة وسعيدة بدل من ترك المكان القديم في الوعي فارغ لانه سوف يعاود الامتلاء بما لا قدرة لصاحبه من التحكم به.
رئيس تحرير موقع نورسايت الكاثوليكي الاخباري