أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
سوريا: منع تداول ونشر أي "محتوى طائفي" وزارة الأوقاف تدعو لأداء صلاة الاستسقاء يوم غدٍ الجمعة في جميع مناطق المملكة مالية النواب تناقش الخميس موازنات سلطة العقبة وإقليم البترا توضيح صادر عن هيئة تنظيم قطاع الاتصالات بخصوص ما تناقلته وسائل الاعلام حول تقرير ديوان المحاسبة للعام 2023 الاردن يدرس تغيير موقع مركز حدود الكرامة روسيا تعلن إحباط محاولات أوكرانية لاغتيال ضباط كبار وعائلاتهم 1.5 مليار دينار ديون القطاع الخاص على الحكومة اعتقال 15 فلسطينيا بالضفة واقتحام مقام النبي يوسف بنابلس دوام مديريات ضريبة الدخل السبت لتقديم طلبات التسوية وزير الداخلية : بدء التنسيق مع الجانب السوري للسماح للمركبات الأردنية الصغيرة للدخول إلى سوريا الأردن .. عطاء لشراء 120 ألف طن شعير المعارضة تطالب بإقالة رئيس وزراء كوريا الجنوبية وتصاعد الأزمة السياسية تقرير ديوان المحاسبة 2023: لا مخالفات على التعليم العالي عطاء لتسهيل استخدام ذوي الإعاقة الباص السريع ارتفاع طفيف للذهب لافروف: القائد العام للإدارة السورية الجديدة يصف العلاقات مع روسيا بالاستراتيجية "الصحفيين الفلسطينيين" تطالب بحماية دولية لمنتسبيها في غزة (شباب اربد) تلغي فسح عضوية ابو عبيد من الحسين محافظة القدس: مشاريع استيطانية جنوب المسجد الأقصى لاستكمال تطويقه قناص فلسطيني يقتل ضابطا برتبة رائد في غزة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة التشخيص مقابل التخصيص

التشخيص مقابل التخصيص

06-06-2012 12:00 PM

يضطر كثير من الكتاب العرب إلى توضيح أنفسهم في بداية بعض المقطوعات التي يكتبونها: "يجب أن أقول أنني لا أدافع عن هذا الشخص". "في البداية، من الأفضل أن أوضح أنني لا أهاجمه". "ليس المقصود هنا أنني ضد الحكومة". "هذه ليست مقالة مؤيدة للحكومة"... والأمثلة كثيرة.

فما هي العوامل التي تجعلنا، ككتّاب، نثبّت مثل هذه التوضيحات في كتاباتنا؟ ما الذي يدفعنا نحو إضافة هذه الكلمات؟ أي ثقافة وأي عقلية؟ هل هو الخوف من إساءة الفهم أو إساءة التقييم أو إساءة القراءة؟

أشعر في بعض الأحيان أن ثقافاتنا في العالم العربي مبنية فقط على طرفي نقيض: المديح والهجاء. فإذا ما كتبتُ عن بعض الأخطاء التي يقترفها شخص ما، فأنا إذن ضده. وإذا ما ذكرتُ بعض المواقف الإيجابية لشخص آخر، فأنا مؤيد له بالكامل.

إن مثل هذه التفسيرات والتأويلات من قبل أغلبية من القراء هي نتاج "عقليات التشخيص" أو الشخصنة. فمعظمهم يركّز على الأشخاص وليس على الأفكار. فتضيع الموضوعية وسط ضباب كثيف من إساءة القراءة أو ربما عدم القراءة نهائياً.

يُستخدم "التخصيص" (Personalization) (والكلمة نفسها بالإنجليزية تعني التشخيص أيضاً) عادةً ليعني تكييف صفحات وبرامج المواقع الإلكترونية وفقاً لاهتمامات واحتياجات الفرد المُستخدم من أجل تسهيل حياته واستخداماته الإلكترونية. أما التشخيص (Personalization) في ثقافاتنا فيعني أن الأمزجة والمواقف الشخصية تسيطر على كل شيء في حياتنا.

لقد حصلت إحدى مقالاتي السابقة على عدد متواضع من التعليقات عبر أحد المواقع الإلكترونية. وقد انصب معظم التعليقات على صورتي المنشورة مع المقالة، إذ ظنّ المعلقون أنها صورة الشخص الذي كنت أتحدث عن فنّه من أجل إيضاح فكرتي الأساسية. وقد نال كلانا نصيبه من الهجاء: أنا لأنني مدحتُ إبداعه، وهو لكونه هو. على أية حال، لم يناقش أحد الأفكار الرئيسية في المقالة.

نتيجة لمثل هذه العقليات، يتم إصدار الأحكام المسبقة على الكتّاب وليس مناقشتهم. وفي السياق الاجتماعي، يُعتبر التشخيص تياراً سائداً أيضاً. لا يتم مدح المرء لمهاراته أو أفكاره أو إنجازاته أو إبداعه وذكائه. بل إن العلاقات والروابط والأمزجة الشخصية هي التي تسيطر على عمليات التصنيف الاجتماعي.

هذا هو السبب وراء شعور العديد من الكتّاب أنه من الضروري توضيح أنهم لا يكتبون استناداً إلى مواقف شخصية. فهم متأكدون بأنه ستتم إساءة الحكم عليهم وإساءة تصنيفهم من قبل العديد من القراء الذين يقومون بتشغيل آلات التشخيص عند القراءة. فهل هي أزمة ثقة أم تركيبة معقدة من العوامل التاريخية والنفسية والاجتماعية؟ يذهب كثير من التحليلات إلى ما هو أبعد من مجرّد حقيقة سوء التفسير أو التأويل.

إن الثقافة التي تستند إلى إحساس قوي بالمديح والهجاء تتوقع من أي كاتب أن يعمل ضمن هاتين الحافتين. ولا يتم السماح بالحواف الأخرى. ويتم تجاهل التحليل الموضوعي بينما يتم تفعيل إساءة التقييم. لهذا فإن "التشخيص" يصبح المعيار الرئيسي لبناء أي مقاربة نحو الأفراد.

بخلاف "التخصيص" في الفضاء الإلكتروني، فإن "التشخيص" في الحياة الاجتماعية العربية لا يقوم بتسهيل الحياة. الكتابة، بوصفها نشاطاً اجتماعياً، محكوم عليها بالفشل منذ البداية. والإبداع محكوم أيضاً بمنظورات شخصية ضيقة.

إذا ما قام المرء بـ"تخصيص" كتاباته لتناسب أطر المواقف المشخصَنة للآخرين يكون وقتها كاتباً قوياً. أما إذا اختار المهمة الصعبة للتفكير والتحليل الموضوعي فيتم عندئذ تجاهله "لأسباب شخصية".





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع