أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
نصر الله يلمح لاختراق: ما جرى إعلان حرب مقررون أمميون: انفجار أجهزة "البيجر" انتهاك مرعب للقانون الدولي هيئة البث الإسرائيلية: استهداف أكثر من 50 موقعا لحزب الله الأونروا: سكان غزة يتناولون وجبة واحدة كل يومين مجلس محافظة البلقاء يقر موازنة العام المقبل 2025. 30 غارة إسرائيلية على جنوب لبنان. درس عن سميرة توفيق يثير الجدل في الأردن النفط فوق 75 دولاراً للبرميل الصحة العالمية: تفجيرات أجهزة أتصالات أدت لخلل كبير في النظام الصحي بلبنان أسباب قتل شاب والدته وشقيقته بالبلقاء - تفاصيل جديدة السعودية الأولى عربيا و الـ14 عالمياً في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي بنك إنجلترا المركزي يبقي على معدل الفائدة عند 5 بالمئة قناة كان: إسرائيل أمام أيام دراماتيكية مجلس الأمن يناقش الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين ريمونتادا أهلوية أمام نادي شباب الاردن مسلمو أميركا يعاقبون هاريس ويدعمون مرشحة مستقلة للرئاسة الأردن .. معالجة أول حالة باستخدام تقنية الجراحة الشعاعية البرلمان الأوروبي يقر استخدام أوكرانيا للأسلحة داخل الأراضي الروسية روسيا تمدد حظر استيراد المنتجات الغذائية من دول الغرب الأردن .. تزايد ملحوظ بأعداد المصابين بالأمراض غير السارية
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة حين استجوبني دولة الرئيس

حين استجوبني دولة الرئيس

20-03-2010 11:16 PM

ذهبت إليه بقدمي , والأفكار تتسارع في رأسي , أُرتبها , وأُعيدها , ثم أتلوها على مسمعي , والغايات تحفر في وجداني الخطوط العريضة , أُريد أن أُثبت له أنني مخضرم , أريد أن أُقنعه أنني لا أقل فهماً ولا علماً عن أي محلل سياسي أو اقتصادي , حتى لو وصل الأمر الى علم الذرة فإن لي فيه من الشعر أبيات , لا أنكر أنني أبحث عن إثبات لشخصيتي , وإعتراف بمنهجيتي , وإن حصل ونلت من الإعجاب صيداً , فزد اللهم وبارك.
أعلم أن له أسلوبه الخاص , وطبيعته متميزة , ولا يخشى في قول رأيه شيئا , صريح جريء , والخبرة تعلمت منه الكثير ,نظيفٌ عفيف , خدم ويخدم الوطن دون كلل أو تعب , إبتسامته ثقة , وصمته معرفة , في كل كلمة ينطق بها تغني حروفها منشدة أعشق الأردن , ولائه الكبير وماضيه المشرق كحاضره , من الأمور القليلة التي يتفق عليها كل الشرفاء وأهل الحق والعدل في هذا الزمن , لا يجامل , وإن حصل يوماً ومدحك ولو قليلا , فاعلم أنه لم يمدحك إلا بما هو فيك فعلاً , ومع ذلك فحدود طموحي واسعة , والنفس التي تسكنني متمردة , سأَجلس واقفا , وأَسمع له متحدثاً , وأُكلمه مقنعاً, فثقتي في نفسي سقفها السماء , فلم أفعل إلا ما أنا مقتنع به كأُردني بدوي متعلم.
قابلني مبتسما , مرحبا , يجلس في الشمس , على باب بيته وفي حديقته الخاصة , علق على صلعتي مستفسراً : أهي الموضة أم ولى شعرك يا ولدي ؟ ضحكت حتى لا أُشعره أنني أتحسس من موضوع صلعتي , وأنني واثق الصلعة يمشي ملكاً .
ماذا تشرب ؟ , وماذا يشرب المدخنون إلا القهوة , ولكنني لا أدخن أمامه ,ليس خجلا فقط وانما خوفا ايضا فهو في هذا الموضوع لايرحم , فقلت: ليكن شاي, وبلحظة سريعة وُضع أمامي كأس الشنينة البيضاء الناصعة كالثلج , شنينة؟ لبن مخيض ؟ حسنا لا بأس هذا اول التحدي , ولا بد أن أشرب الشاي .
بعد السلام والسؤال عن الأهل , و عن الحال والأحوال , وأنا منتظر متحفز على أهبة الإستعداد , وكان في يديه كتاب إسمه بانورما الكرك , سألني : هل قرأت هذ الكتاب؟ إنه للدكتور يوسف الحباشنة المحترم , أجبته بالنفي , فقال بعد أن اثنى على الكاتب وأسلوبه : هذا كتاب يتحدث عن كثير من الأمور التاريخية القديمة لمحافظة الكرك , ويشرح كثيراً من المصطلحات الكركية البدوية القديمة , فقلت له : لم أقرائه , عندها قلب بعض الصفحات وسالني بطريقة الاستجواب : هل تعرف ما هو الودق؟ الوثر؟ الطاسة ؟ الوهد ؟ ...الخ وفي كل مرة كان يبتسم ثم يعيد الاستجواب : ما هو الربق ؟ ما هو و ما هو و ما هو ....الخ.
كان لساني على وشك أن يقول له: هذا زمان مضى وتاريخ ذهب في حال سبيله, ولكنني أنصتً لنفسي , نعم من ليس له أول ليس له أخر , كيف سنشيد الأردن الحديث ؟ كيف سنحارب الفاسدين ؟ كيف سنبني ونحن لا نعلم عن القاعدة شيئا ؟ , ونحن نغوص في أعماق الصراعات والمنافسات , وننسى الأساس الذي إنطلقنا منه , كيف نتغنى ببدويتنا وحبنا لأرضنا , ونحن نشد أنفسنا لنخلعها من جذورها ؟ , كيف نقول ونعلن: أن مصلحة الاردن فوق كل اعتبار , وننسى أن ليس كل ما نراه أسوداً خبيثاً هو كذلك في عيون كل الناس , وليس ما نراه أبيضاً صالحا هو صالحا في عيون كل الناس .
قلت له وقد بدأت أتلمس الغاية من وراء هذا الاستجواب , يا دولة الرئيس : ولكننا بسطاء , نقول ما نفهمه , وما نفهمه مما نسمعه وبعضا مما نراه فقط , قال : وليس كل ما تسمعه صحيح , وإن كان صحيحا فليس كل ما تسمعه تقوله , وإن قلت , فقل ما يخدم وطنك ويجنبه المصائب أو على الأقل تخفيف المصائب , لا تتفننوا بقول الفكرة في العنوان , حتى تؤثر في الناس ويقرؤون لكم , وكل ذلك على حساب الفكرة نفسها , أُكتب ,أُنشر تحدث ولكن لا تنسى: أن الاردن اكبر ويستحق منا كل دعم ومساندة وصبر , لا تجبن ولا تيأس , ولكن لا تجعل إسمك اكبر من إسم الاردن .
معقووووول ؟؟؟؟؟؟ هل فعلاً أنا كذلك ؟ هل فعلاً أبحث عن مساحة لإسمي على حساب وطني؟ , هل ما أكتبه مهم جداً ؟ لأنني أنا من كتبه ؟ أم لأن الفكرة فيه مهمة جداً ؟ وتخدم وطني ؟ , لماذا أرى مقالات كثيرة ولا أقرائها ؟ ولكن حين أرى اسم الشيخ الهدبان أو الزعبي أو الدكتور بن نمران العطيات أو الفزاع علاء أو سمير الحياري أو الوكيل ...الخ , أقفز الى حروفهم التهمها ؟ هل هي الأسماء أم الأفكار .
يجب أن يُراجع كل واحد منا نفسه , وعلى كل واحد أن يقرأ ما يكتب أولاً , ليس للتأكد من عدم وجود الأخطاء الإملائية و التزويق , ولكن ليتأكد أن إسم الأردن أكبر و أقوى من إسمه , وأن كل حرف مما نكتب ينطق بإسم الأردن , هي دعوة سأعمل بإذن الله جاهداً أن أُطبقها على نفسي , فكلمة دولة الرئيس أصابة في نفسي وتراً و ترك فيها أثراً حين قال لي : ًلا مستحيل مع حب الوطن .
ملاحظات مهمة جداً :
1- دولة الرئيس الذي استجوبني هو : دولة الدكتور العم عبد السلام المجالي أبو سامر حفظه الله ,ولا أظن انكم لم تعرفوه من البداية.
2- إذا أردتم معرفة معنى المصطلحات المذكورة أعلاه , إرجعوا الى كتاب بانوراما الكرك للدكتور يوسف الحباشنة .
3- لم أشرب الشاي , ولكنني حين هممت بالخروج , همست له بكلمات وأمنيات, و رد علي بنظرات وإبتسامات من عينيه , لم أرها منذ وفاة والدي رحمه الله.
ولكم سادتي جزيل الشكر.
حازم عواد المجالي





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع