يا خرّيب يا لعّيب

ذكرني بعض المرشحين الراسبين في الانتخابات المصرية بايام الطفوله البائسه ...عندما كنا نلعب كرة القدم بجرابات الشرايط ..طبعا بعد ان ننتهي من اختيار الفريقين عن طريق القرعه ...بعد اتفاق الجميع على مبدأ القرعه ..يبقى هناك فريق ثالث لم تحالفه القرعه ...ينتظر دوره على اسفلت الاحتياط بعد انتهاء اللعبه حتى ياتي دورهم باللعب .... وذلك بسبب ان العدد الموجود اكثر من العدد المطلوب ...فنضطر لعمل القرعه بتعريفه عليها صورة الملك ان وجدت ...لانهاء الاشكال ...ولكن هناك بعض اللعّيبه الشبيحه ..بعد ان ننتهي من القرعه وعندما يجد ان اسمه خارج القرعه .....وانه يجب عليه الانتظار على كرسي الاحتياط ...طبعا كراسي الاحتياط يومها كانت الجلوس على الاسفلت بجانب الحيط ...يرفض الخروج ويرفض القرعه بدون سبب ...فقط لانها لم توافق هواه ...ويقول ....( يا خرّيب يا لعّيب ) ..يعني اما ان العب واما ان اخرب اللعبه ...فتصبح هناك حالة من المفاوضات المضنيه مع حضرته لكي يتراجع عن موقفه المخزي ويلتزم بما اتفق عليه من قبل ...فيرفض اخينا بالله لانه لا يهمه الا نفسه ولا يهمه مصلحة الجماعه التي تقتضي منه ومن الجميع الالتزام بمبدأ القرعه حتى لا تفسد اللعبه كلها ....فيصر على موقفه رغم كل المفاوضات والادله الدامغه اماه ...فتظل المفاوضات مستمره حتى يتبرع احدهم بالخروج مفضلا مصلحة الجماعه على مصلحته الشخصيه ..ممن لديه روح الايثار وحب المصلحه العامه ...فيقول انا سانتظر في الخارج وامري على الله ....ولو لم يفعل احدهم واصر الجميع على موقفهم ذلك ...لخربت اللعبه ولما لعبنا ذلك اليوم ...فهذا الشخص الانتهازي يستغل هذه الحاله ويفضل مصلحته الشخصيه على مصلحة الجميع ...فيسقط بنظر الجميع ..حتى لو ظهر انه حقق مطلبه الا انه سقط سقوطا ذريعا لانه خان الاتفاق ولم يلتزم به .. فمرشحين الرئاسه المصريه الساقطين ....كانوا متفقين في البدايه على مبدأ الانتخابات وما تفرزه الصناديق ووافقوا على وجود شفيق في البدايه ولم يطالبوا بقانون العزل ابتداءا ...الا انهم بعد ان راؤوا انهم خارج اللعبه اصبحوا يطالبون بتطبيق قانون العزل ...وعمل مجلس رئاسه مدني لا يتراسه محمد مرسي ..والغاء الانتخابات والغاء نتائج الصندوق والدمقراطيه التي وافقوا عليها جميعا ...فبأي حق تريدون الغاء الانتخابات هل لانكم فشلتم بتحقيق مصالحكم الخاصه ..!!!ام ان مصلحة مصر تتطلب الغاء الانتخابات والرجوع للمربع الاول ... ...وان مصلحة مصر والمصلحه العامه هي التي دعتكم لعمل ذلك ...اعتقد ان الجميع يعرف الجواب ...ويعرف ان دعواتهم بتطبيق قانون العزل في هذه المرحله الحرجه هو حق يراد به باطل ...وكان من المفترض ان يكون في البدايه قبل ان تقبلوا بمبدأ الانتخابات ..فبعد ان قبلتم بالمبدأ فليس عليكم الا المضي الى الاخر ..حتى لو فاز بها شفيق يا رجل ....واعتقد ان الثلاثه الذين خُلٍّفوا ...اصبحت مصالحهم الشخصية اكبر من مصلحة مصر ...وصارت حالهم كحال صاحبنا الفوقاني ....يا خريب يا لعيب ....والله يلطف فيكي يا مصر من اصحاب المصالح الضيقة ...واعجبني موقف عمرو موسى في هذا المجال مع اني لا اتفق معه في الكثير من المواقف ...الا انه اقر بالنتيجه ورضي بما افرزته الصناديق وانسحب بدون اي ضجيج مفضلا المصلحه العامه على مصلحته الخاصه ....وهذا هو المفروض من الجميع ان يعملوه .....ويتركوا مصالحهم الشخصيه الضيقة وان يسموا ويترفعوا قليلا ... كما يفعل كل مرشحين العالم الدمقراطي ...ان كانوا مصريين بحق .........