منذ عام ونصف لم نشهد اي مسيرة او اعتصام داخل المخيمات في عمان حيث قرر العقلاء ان تكون المخيمات خارج اللعبة التي يمارسها البعض باسم ابناء المخيمات او بمعنى ادق الاردنيين من اصول فلسطينية ولقناعة هؤلاء العقلاء ان خروج مسيرة من داخل مخيم بشعارات ولو كانت عادية ستفسر مليون تفسير وتخرج اللعبة عن كونها مطالبة باصلاح او رفع الاسعار باعتبار ابناء المخيمات هم جزء لا يتجزأ من الشعب الاردني الى موضوع اكبر واعمق ، ولكن لحساسية المكان كجغرافيا وليس مجرد الخروح بمسيرة هو من دفع عقلاء المخيمات الى النأي بانفسهم عن تنظيم اي مسيرة داخل المخيمات حتى لا تفسر من البعض انه خروج على الدولة الاردنية مع العلم ان ابناء المخيمات يشتركون بمسيرات يوم الجمعه وبكثافة وخاصة تلك التي تنظمها حزب جبهة العمل الاسلامي في منطقة وسط البلد .
لا ادري ما الذي دفع بجبهة العمل الاسلامي التفكير بتنظيم اعتصام في مخيم الحسين الاسبوع الفائت وهم على علم يقين من ان هذه الحركة ستثير حساسية يصعب معالجتها مستقبلا فيما لو تكرر الامر في مخيمات اخرى حساسية الدولة الاردنية وحساسية الطرف الاخر من الشعب او قيام البعض باستثمار هذه الخطوة بطريقه شيطانية لخلق فتنه نائمه نحن جميعنا بغنى عنها وحتى لا يحصل لدينا كما حصل في مخيم نهر البارد في لبنان عندما جرت عصابة مجرمه بفعلتها الشنيعه بقتل بعض افراد من الجيش اللبناني وبدعم اقليمي معروف مخيم نهر البارد ليكون ساحة صراع داخلية بين اللبنانيين والفلسطينيين وكيف تم تدمير المخيم عن بكرة ابيه بسبب قصف الجيش اللبناني واعتبر الموضوع انه صراع لبناني فلسطيني وليس مجرد مطاردة مجموعة من القتله دخلوا الى المخيم للاختباء .
الاخوان يحاولون استثمار اي ورقه قي سبيل ايجاد ضغط مستمر على الحكومه للحصول على منافع معينه او تلبية لشروطهم في طريقة الاصلاح السياسي والتي يريدونها على مقاسهم وخاصة ان مجلس النواب سوف يبدأ بمناقشة قانون الانتخاب وهو القانون الاهم في نظر الجبهة وهو الطريق السهل للحصول على الاغلبية النيابية التي تظمن لهم تشكيل الحكومات القادمه على اساس قوتهم في الشارع وهم لا يزالون يمارسون نفس الاساليب من الضغط المستمر من خلال وجودهم في الشارع وليس على طاولة الحوار فهم من الذكاء جعلهم يرفضون الجلوس مع الحكومه او اي طرف اخر للتحاور على كافة المواضيع المتعلقه بالاصلاح باعتبار ان جلوسهم سيفقدم الزخم الشعبي ويفقدهم اهم وسائل الضغط على الحكومات وهي المسيرات الاسبوعية والاعتصامات فقد حاولوا الدخول الى بعض المناطق العشائرية لاظهار ان ابناء العشائر ضد النظام وضد كل ما خرج لغاية الان من قوانين وتعديلات دستورية ولكن اسلوبهم هذا قوبل برفض شديد ورد قاس من ابناء العشائر وفشلوا بذلك فشلا ذريعا والان اصبح التوجه الى المخيمات والتي كانت غائبه جقرافيا عن الحراكات ولكنه اسلوب خطير جدا ويعتبر بمثابة اللعب بالنار او بمن يحاول نزع مسمار الامان لقنبله يدوية وهم على يقين تام ان هذه الطريقه قد تستغل من البعض سواء من الداخل او الخارج لجر البلد الى فتنه لا يعلم نتائجها الى الله وحده فهل صحيح ان هذا الحزب المحترم يريد جرنا الى ما لا نحب وهل يريدون رؤية الدماء في الشوارع لا سمح الله .
المسؤولية الان تقع على عاتق وجهاء المخيمات والعقلاء بأن يجعلوا المخيم كجفرافيا بعيدا عن ما يدور بالشارع من مسيرات وحراكات وشعارات تجاوزت الخطوط الحمراء وان يبقى المخيم كرمزية للنضال الفلسطيني من اجل حق العوده واسترجاع ما اغتصبه العدو الاسرائيلي من الارض الفلسطينية وان لا ينجروا الى صراع بين حزب جبهة العمل الاسلامي والحكومه وهم بغنى عنه وان لا يسمحوا ان تكون المخيمات اداة ضغط يستخدمها الاخوان ضد الحكومه والعصا التي ترفع بوجه الحكومات لتخويفها وهم لا ناقة لهم ولا جمل بكل ما يحصل وحتى لا تتكرر مأسي مخيمات لبنان وسوريا الذين انجروا الى صراعات داخلية لا علاقة لهم بها لا من قريب ولا من بعيد بل هي لا تتعدى لعبة صراعات داخلية بدعم اقليمي وهم من دفع الثمن بالنهاية .