ماذا أقول لو سئلت يوما ما عن الحب الحقيقي ؟
الحب الحقيقي .. هو أن تزرع في طريق من تحبهم وردة حمراء .. وتزرع في خيالهم حكاية جميلة .. وتزرع في قلوبهم نبضات صادق ، وأن ترمي لهم بطوق النجاة في لحظه الغرق .. وتبني لهم جسر الأمان في لحظات الخوف .. وتمنحهم ثوبك في لحظات العري كي تسترهم ، وأن تبيع دموعك كي تشتري لهم الفرح .. وتتراقص بينهم ألما كي تمنحهم السعادة .. وتبكي بعيدا عنهم كي لا تفسد فرحهم .. ثم لا تنتظر المقابل ..!
الحب الحقيقي .. هو أن تتحول إلى عكاز كي ترحم عجزهم .. وتتحول إلى مرآة كي تقوم عيوبهم .. وتتحول إلى مطر كي تبلل جفافهم .. وأن تخترع لهم الهواء عند اختناقهم ... وتنزف لهم دموعك عند عطشهم ... وتقتطع لهم من جسدك عند جوعهم وأن تشعل أناملك كي تضيء لهم الطريق ... وتحرق أيامك كي تبث فيهم الدفء ... وتمنحهم عينيك بدون تردد كي تنير لهم الظلام … وأن تساعدهم على الوقوف عند التعثر .. وتساعدهم على الفرح عند الحزن ... وتسعدهم على الأمل عند اليأس .. ثم لا تنتظر المقابل ..!
الحب الحقيقي .. هو أن تحتفظ لهم في داخلك بمساحة جميلة من الأحلام .. ومساحة شاسعة من الرحمة والمودة ...وأن تملك قدرة فائقة على الغفران لهم مهما أساؤوا إليك ، وأن ترد عنهم كلمات السوء في غيابهم .. وتحرص على بقائهم صفحة بيضاء في أعين الآخرين ... وتحفظهم مهما غابوا عنك ، وأن تترجم إحساسهم إلى من يهمهم أمره ... وتحمل أحلامهم إلى من لا يكتمل حلمهم إلا فيه .. وتدعو لهم بالسعادة مع سواك إذا كانت سعادتهم مع سواك ، وتحمل عنهم ما لا يستطيعون حمله من متاعب الحياة ..ثم لا تنتظر المقابل ..!
الحب الحقيقي .. هو أن تقدم لهم دعوة إلى الحياة حين يفقدون شهية الحياة .. وتقدم لهم دعوة للحلم حين يفقدون المعنى الجميل للحلم .. وتقدم لهم دعوة اللجوء إلى قلبك حين تغلق القلوب في وجوههم ، وأن تتجرد من أنانيتك من أجلهم .. وأن لا تفرض عليهم مشاعرك وأحلامك .. وأن لا تصطاد قلوبهم في الماء العكر .. ثم لا تنتظر المقابل ..!
والحب الحقيقي هو أن تكون محبا لله ، ومنتميا إلى وطنك وتدافع عنه بكل قوة عندما يتعرض للخطر ، فهل يوجد في هذا الزمن حبا حقيقيا أم مجرد مجاملات ؟ ، ((وحكلي تا أحكلك )) وهذا النوع من الحب هو حب المصالح المزيف ، وافتقدنا اليوم إلى الحب الحقيقي ومن هنا انتزعت منا البركة والنخوة والشهامة وتهنا في عالم الظلام وبطلنا نميز بين الكذب والحقيقة