قبل ان يرى لبنان النور وقبل ان ينهزم الظلام رحل اليوم سيد الكلمات وملك القلم العربي الاصيل عملاق الصحافة العربية وعميد الصحافة اللبنانية، الوزير والصحفي، السفير والنائب غسان جبران التويني سليل الحسب والنسب ابن لبنان البار مؤسس الفكر الصحفي اللبناني وعراب القرار 425 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 1978، والذي دعا إسرائيل إلى الانسحاب من لبنان، الأمر الذي لم ينفذ حتى العام 2000. وغسان تويني ابن عائلة أرثوذكسية عريقة من الأشرفية شرق بيروت. ولد العام 1926. وفي عام 1945، تخرج من الجامعة الأمريكية في بيروت في الفلسفة. وحصل على ماجستير في العلوم السياسية من جامعة هارفارد في الولايات المتحدة.واعتقد انه اصغر شاب انتخب في البرلمان اللبناني ولم يكن قد بلغ بعد الخامسة والعشرين كتب والف العديد من الكتب في الحرب والسلم وفي اصعب المنعطفات التاريخية التي اجتازها لبنان الكبير.
لن اطيل في سرد سيرة الراحل الكبير فمحطات حياته وانجازاته التاريخية اكبر من ان تسرد في عجال مقالتي هذه لكني اكتب اليوم عن الاستاذ غسان الانسان ذو القلب الكبير النابض بحب الوطن وقد سمحت لي فرصة دراستي في لبنان ان اقرأ واسمع فكر الراحل الكبير عن كثب الذي جذبني للاقتراب رغم قراري الضمني ان لا انحاز وراء اي فكر سياسي لبناني ابان اقامتي في بيروت كوني اكليريكي وجب عليه ان يقف في الوسط من تعاطي الشأن السياسي وخاصة كوني اردني وليس لبناني فقد كان لدي رؤية سياسية خاصة ما افصحت عنها يوما في تلك الحقبة التي عشتها في لبنان ابان وجود الجيش السوري في لبنان ووقت انسحابه بعد مقتل الرئيس الراحل رفيق الحريري في الاغتيال الشهير والذي كان اعلان عن بداية سلسلة من الاغتيالات السياسية بدأت بمقتله لتجر من بعده شخصيات بارزة على الساحة اللبنانية كان منهم نجل الاستاذ غسان النائب والصحفي الاستاذ جبران التويني حفيد جبران المؤسس وهذا هو الجانب الانساني الشفاف في شخصية فقيدنا اليوم الاستاذ غسان، وكم كانت كلاماته مؤثرة يوم صلاة جناز المرحوم جبران عندما اعلن الغفران ومسامحة الخطاة وجثمان ولده لم يوارى الثرى بعد، اي قديس هذا الذي يستطيع ان يرتل ما رتل الشيخ الجليل غسان يومها امام نعش ولده وبعد عظة المطران خضر في كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الارثوذكس في ساحة النجمة وسط بيروت،من يستطيع ان يفعلها بعد المسيح و القديس استفانوس اول شهداء المسيحية ، من يسكن قلب الله؟ من يملك ان يعرف فكر الله؟ من مثلك يا سيد الكلمات؟ من نرثي يا جبل كان يرتفع فوق سفوح لبنان، الى احضان الاب الى ملكوت الله يا قلب لبنان.