أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مجزرتان في غزة و70 طفلا استشهدوا خلال 5 أيام بنك ABC في الأردن يجدد توقيع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الأميرة عالية ووزارة التربية والتعليم إصابة طفلين بالرصاص وطلبة مدارس بالاختناق في جنين وبيت لحم 28 شهيدا و89 مصابا بمجزرتين للاحتلال في غزة خلال يوم مستو : ندرس نتائج تقييم اللجنة الفنية لمطار دمشق الأردن: استكمال رفع تعرفتي المياه والصرف الصحي وزير الطاقة يؤكد ضرورة تطوير البنى التحتية وتحسين الفرص الاستثمارية في القطاع الدفاع المدني السوري: مخلفات الحرب والألغام تمثل حربا جديدة على السوريين تجارة الأردن تكشف تفاصيل الصادرات الوطنية إلى سورية روسيا: سنواصل مشاريع النفط والغاز رغم العقوبات الأميركية الاردن .. الجيش يشتبك مع مهربين ويقتل احدهم أسعار الذهب تستقر في الأردن اليوم الأحد متى يبدأ شهر رمضان 2025/1446؟ آلية فصل التيار الكهربائي عن المنازل على طاولة النواب اليوم الأحد ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 46565 شهيدا و109660 مصابا الأردن .. طعنت جارها بـ"مقص" دفاعا عن شقيقها .. وهذا قرار المحكمة ! الأردن: الاشتباكات مع مجموعات من المهربين لا تزال مستمرة بالأسماء .. فاقدون لوظائفهم بوزارة الصحة الهيئة الخيرية الهاشمية: 248 مليون دولار الدعم المقدم لغزة منذ عام 2002 3 شهداء في غزة والبريج وأوامر إخلاء لسكان مخيم النصيرات
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث اسطورة الزمن الحاضر

اسطورة الزمن الحاضر

09-06-2012 09:40 AM

زاد الاردن الاخباري -

تضرجت جبهة الشمس بحمرة صباحية قانية..لكي تخرج من بعدها.. من مخبأها..ناصعة نقية..و توزع ما تبقى من أشعتها المدخرة..على قلب هذا الزمن .. و ترسم الظلال علامات جانبية .. تحمل كثيرا من الدلالات و الحواشي..فيمتلئ الأفق جرذانا و احزانا.. و قطط صغيرة تكبر..و تسمن.. و تمارس الإيمان.. و أدعية ضد الخوف و الرعب..و هوس الكوابيس ، المبثوثة في جنح الظــلام..
و حينما تخفت الريح الغريبة.. و ترتاح أمواج النهر العنيد ، من رحلات الفيضان السائبة ، تخرج قوافل النمل الأبيض.. تتصيد الأنجم و ما تبقى من ســلالة القمر..

قالت امرأة عجوز تحدث.. أن القمر .. كان من سلالة جنس يسكن الأرض.. و لكنه رفض أن يكون شاهدا على تلال البراز التي تســوّد وجه الأرض .. بمكر لا يضاهيه مكر.. فصعد نحو السماء.. و حينما فتحوا له بواب السموات العليا.. شعر بالغربة و الوحدة الموحشة.. فطلب أن يجعلوه في سماء تمكنه من رؤية الأرض.. فكان أن أجيب على طلبه ذاك..فعزّ على الخنفســاء .. صديقته الحبيبة ، فراقه.. فظلت تجوب أبواب السلاطين و أصحاب القدرة .. على أن يعينوها..و يخطبوا لها حبيبها و صفيها الأوحد: القمر..!

و لما علمت الخفنساء.. أن القمر قد اٍختار منفاه.. بناءا على ذلك السبب.. آلت الخنفساء على نفسها .. أن تجمع كل براز وضع بقصد ، أو غير قصد ، على وجه الأرض..و هي على قناعة تامة .. بأنها حينما تفرغ من مهمتها تلك.. ستكون الأرض حينها نظيفة..و تليق بأقدام القمر..
و لكن.. الأدهى.. أن تلال البراز تلك.. ما تناقصت يوما..و لا أصاب الإعياء .. الفتحات التي تخرجها بشهية مفرطة..و لم يغشى الملل أو الكلل .. الخنفساء..
و ظلت تذهب في كل مساء.. تتجول في المدن و القرى و الفرقان.. و هي في أدائها لمهمتها الجليلة تلك..دوما ما تتقاطع مع قوافل النمل الأبيض..ذلك لأنها اختارت أن تؤدي مهمتها ليلا..و بصمت..!
لكنها .. في الآونة الأخيرة.. لاحظت الخنفساء .. أن قوافل النمل الأبيض .. قد زادت عددا.. و ظلت تجوب ، مثلها ، الشوراع في الليل..الى اللحظات الأولى من الفجر..فظلت الخنفساء تغوص في داخل هم جديد.. اخر.. غير همها الأول و الأساسي..
حاولت الخنفساء .. أن تتحاشى .. قوافل النمل الأبيض.. لأنها .. كانت تعلم جيدا .. أن ذاك النمل خطير و صعب المراس..
و لكن ذاك النمل.. قد تطور امره جدا.. فمنذ قرنين من الزمان قال احد الرحالة الأجانب في وصفه:
" أما النمل الأبيض.. فيوجد بكثرة و هو متلاف للغاية.. فلا يصل الى شئ ..الإ و يأكله..سواءا كان أخضرا او قماشا أو جلدا.. أو ورقا.. أو مواد غذائية.. أو غير ذلك.. و جلد الثور.. اذا لم يغطى بطبقة من القطران.. فاٍنه لا يقوى على مقاومته .."
كان ذلك قبل قرنين من الزمان..
ولازال النمل الأبيض .. يتناسل و يتكاثر..
و مثلما كانت آفة الخنفساء .. هي تكاثر البراز.. فاٍنها لم تجد في ذاكرتها شيئا يصلح للمقارنة بتكاثر النمل الأبيض.. الإ تكاثر البراز نفسه..!
فالليل .. لم يعد يصلح لأعمال الخفافيش..و العشق..و الخنفساء .. الذاهبة في اداء مهامها بصبر تحسد عليه..
فهاهو النمل الأبيض.. قد صار يلتحي.. و يمتطي صهوة العربات الفارهة.. و ينتشر آناء الليل و اطراف النهار الغضة.. تماما مثل السيدة الخنفساء..
و هي نفسها .. تلك العربات الفارهة.. التي يمتطيها ذاك النمل الأبيض .. قد أسقطت هوياتها.. و أصبحت مثل بنات الحرام.. لا اسم لها.. لا عنوان لها.. تجوب الشوارع و الحواري.. و الفرقان ..و الأحزان.. !
تذكرت الخنفساء.. أن النمل الأبيض .. في تطوراته الأخيرة.. قد عمد ، عن قصد ، الى التكتل و التكاتف..و أن أول ما فعله.. أنه قام بدلق مواعين القطران كافة.. حتى لا تسول نفس البشر .. لها .. بأن تمسح به ما يعتمد عليه النمل في غذائه..!

و ذات مســاء..
رأت الخنفساء.. وجه حبيبها .. القمر.. شاحبا حزينا..
و لما كان الحديث بينهما.. عن طريق نبض القلوب الشواهد.. فلقد حدثها القمر.. موضحا لها .. أن ما جاء به الى منفاه البعيد ذاك.. هو كونه .. في يوما ما.. قد اختار أن يكون شاهدا على تدفق تلال البراز فوق وجه الأرض.. فكان ما كان.. لذلك.. فهو يحذرها.. من أن تكون شاهدة على شئ..و عليها أن تصمت و تصمت و تصمت.. الى أن يرث الرب الأرض و ما عليها.. !
اخذت الخنفساء .. تعد عدتها.. للإختباء.. و الصمت الموغل في عمقه.. و التملص من المشاهدة.. و الشهادة..على أي نوع من الوقائع كان..!
و تركت المجال و الليل.. لقوافل النمل الأبيض.. تخرج بلا رقيب..لتتصيد الأنجم.. و ما تبقى من ســلالة القمر..!
فعلت الخنفساء كل ذلك.. دونما أن تكلف نفسها..عناء الفضول..و شهادة ما يحدث..و لكن..!
هل كان النمل الأبيض.. يكره الضوء.. و يحب الظلام.. الى هذا الحد؟
حقيقة.. هذا ما لم تجد الخنفساء.. مزيدا من الوقت.. لكي تحدث عنه..و يبدو.. أن هذا السؤال.. لم يدركها في الوقت المناسب.. لأن وصية القمر لها.. حتما قد سبقته بزمن.. و لو أن الخنفساء.. امتلكت مثل هذه الحكمة..فاٍنها حتما.. كانت ستقول لنا عن رابعة الشناق..!
اٍلإ أنها ، قد جاءت في زمن.. اختارت فيه

مدرسة طبريا





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع