زاد الاردن الاخباري -
أكد مصدر أمني رفيع المستوى أن تدهور الحالة الصحية للرئيس السابق ، ومع توقعات الأطباء بتعرضه لجلطة بالمخ في أي وقت ، دفعت الأجهزة الأمنية وبالتنسيق مع القوات المسلحة ، لبحث ودراسة الترتيبات المبكرة للجنازة والدفن ، في ظل الأجواء غير المستقرة في البلاد ، وطرحت كافة الاحتمالات حول مراسم تشييع الرئيس السابق ، وفي جنازة عسكرية أو مدنية ، وتحديد مكان الدفن بما يتلاءم مع الظروف الأمنية وحالة الاحتقان الساخنة داخل الشارع المصري .
وقال المصدر : إن التقارير اليومية التي يتلقاها المجلس العسكري ووزارة الداخلية المصرية ، تشير إلى تدهور متواصل في صحة مبارك ، واحتمال تعرضه لجلطة بالمخ في أي وقت ، وعدم استقرار حالته الصحية لليوم العاشر على التوالي ، وقد قرر الأطباء توصيل جهاز التنفس الصناعي له بصفة مستمرة وهو نائم حتى لا يتعرض لانتكاسة خلال نومه ، وقد تم السماح لأفراد من أسرته بالتواجد إلى جانبه نظرا لتدهور صحته .
وأضاف المصدر الأمني : إنه تحسبا لوفاته في أي لحظة ، فقد بدأنا الترتيبات الخاصة وبالتنسيق مع المجلس العسكري ، حتى يمكننا تجنب أية مفاجآت غير متوقعة لا تتحملها الأحوال الجارية في مصر حاليا ، ومن خلال التنسيق مع القوات المسلحة ، تم بحث أحد الاحتمالين ، إما دفن الرئيس السابق في مدافن القوات المسلحة في مدينة نصر ، أو أن يتم دفنه بجوار حفيده محمد علاء مبارك في المقابر التي تم بناؤها في مصر الجديدة ، ولكن التقارير الأمنية رجحت مدافن القوات المسلحة في حيّ مدينة نصر مكانا لدفن الرئيس السابق ، نظرا لصعوبة تأمين مدافن حيّ مصر الجديدة !!
وأوضح المصدر ، أن المجلس العسكري ووزارة الداخلية ، يتحسبان جيدا لكل الاحتمالات ، وحتى لا تأتي الوفاة مفاجأة دون ترتيبات مسبقة ، مما يتعذر معه السيطرة على الموقف ، وإتمام مراسم الجنازة والدفن بهدوء ، ومراعاة للمشاعر الإنسانية ، وللوضع الخاص للرئيس السابق بصرف النظر عن الأخطاء التي ارتكبها النظام السابق في حق الوطن والشعب ، ولكن الوفاة تفرض ضرورات الاحترام ومراعاة المشاعر ، إلاّ أن هناك خلافا حول مراسم الجنازة ، هل سستتم من خلال جنازة عسكرية أم مدنية ، والخلاف استند إلى الحكم الصادر ضد الرئيس المخلوع ، والذي قرر عزله من رتبة الفريق ، ورفع النياشين والأوسمة التي حصل عليها من القوات المسلحة ، ومما يترتب معه عدم تشييعه في جنازة عسكرية ، والرأي الآخر استند إلى أن الحكم الصادر بحقه لا يزال غير نهائي انتظارا لنتيجة الطعن في الحكم ، وفي هذه الحالة تكون جنازته عسكرية لأنه قد يحصل على براءة في النقض على الحكم ، فضلا عن أن المحاكم العسكرية لم تلغ الأوسمة والنياشين والميداليات العسكرية التي حصل عليها الرئيس السابق ، حتى الآن ، إلاّ ان التوافق العام أن تتم الجنازة بصورة رمزية ، وبسرعة إجراءات الدفن ، تحت مظلة أمنية مشددة ،مراعاة للظروف القائمة في مصر !!
من جهة أخرى أكد اللواء عادل المرسى ، رئيس هيئة القضاء العسكري ، إن القانون يسمح بعلاج مبارك المحكوم عليه بالمؤبد ، في المستشفيات العسكرية ، وإن العلاج في أي مستشفى حق لأي مسجون ، بشرط موافقة النائب العام أو مصلحة السجون .. و مع هذه التوقعات بضرورة نقله إلى مستشفى عسكري مؤهل لاستقبال الحالات الخطرة ، خاصة مع تدهور الحالة الصحية لمبارك ، في ظل عدم انتظام ضربات قلبه ، ومعاناته المستمرة من نوبات " ذبذبة أذينية " تسبب له ضيقا في التنفس ، مما اضطر معه إدارة سجن طرة إلى استدعاء طبيب متخصص في الأوعية الدموية ، وهو من أبرز أساتذة الطب في جامعة عين شمس ، للكشف عليه في ساعة متأخرة من مساء الأحد ، وعلاجه من الارتفاع المتواصل في ضغط الدم .. ومع احتمال نقله إلى مستشفى عسكري ، فإن هناك حالة استنفار تام داخل مستشفى المعادي العسكري ، وتم سحب الهواتف المحمولة من المرضى المترددين على القسم الاقتصادي بالمستشفى ، وسط إجراءات أمنية مشددة من قوات الجيش والشرطة التي تقوم حاليا بتأمين المستشفى العسكري من الداخل والخارج .
العرب اليوم