زاد الاردن الاخباري -
هم فئةٌ ليست بالقليلة ينتشرون في مختلف دول العالم منهم من ذهب للتعليم ومنهم من ذهب لكسب رزقه قد يرى كثيرون ان هؤلاء المغتربين هم مجرد مواطنين ذهبوا بُغية القيام بمتطلبات حياتهم ولكن الحقيقة أعمقُ من ذلك بكثير, لو أمعنا النظر قليلاً لوجدنا بإن المغتربين الأردنيين على درجة عالية من الاهمية والتأثير تفوق ما يقوم به السفراء والدبلوماسيين فبدايةً من الكفاءات العلمية التي تخرج للعمل في الدول المجاورة يُلاحظ في هذا الجانب أن هناك توجهاً من جانب الدول الشقيقة لأختيار الكفاءات الاردنية لِما تتمتع به من قدرة فعلى سبيل المثال هناك تفضيل للمعلم الاردني عن غيره في الدول الخليجية ومنها الكويت على سبيل المثال فهي ترى بإن أفضل من يقوم بتدريس اللغة العربية هم الاردنيين لإن اللهجة الاردنية هي الاقدر على توضيح فصاحة وبلاغة اللغة, إضافة إلى ذلك فللمغتربين دورٌ في التعريف بالاردن عاداته وتقاليده وتاريخه الأمر الذي يرفع من وتيرة التجانس الاجتماعي بين المجتمعات العربية,كما ان السمعة الحسنة التي تتمتع بها الجاليات الاردنية تنعكس بصورة ايجابية على علاقات الاردن مع الدول الاخرى فبتجانس الشعوب تصبح أواصر وأفاق التعاون بين الدول أفضل.
ولا يتوقف الامر على التأثير الخارجي فهناك ايضاً تعويلٌ كبير من جانب الاردن على المغتربين في دعم الاقتصاد الوطني فتحويلات المغتربين تلعب دوراً هاماً في ظل شح الموارد والامكانات , وخلال السنوات الماضية ظهر بصورة واضحة مدى التأثير الذي تركه تراجع تحويلات المغتربيين على احتياطيات الاردن مع العملات الاجنبية ففي بداية التسعينات وبعد حرب الخليج الثانية عاد الاف الاردنيين من دول الخليج العربي بسبب هذه الحرب وقد ترك ذلك اثراً بالغاً حيث انخفضت تحويلات الاردنيين وأزداد الضغط على البنى التحتية نتيجة الزيادة السكانية المفاجئة ولكن في الوقت نفسه ساهم هؤلاء المغتربين بدفع النشاط الاقتصادي فمنهم من عاد بأمواله التي جمعها وقام باستثمارها في البلاد مما ادى إلى دفع عجلة الاقتصاد الوطني, وفي الوقت الحالي ونتيجة للظروف الاقليمية والازمة الاقتصادية التي يرزح تحتها العالم فإن تحويلات الاردنيين تشهد انخفاضاً الأمر الذي ادى إلى انخفاض احتياطيات الاردن من العملات الاجنبية الذي هو بأمس الحاجة اليها في ظل ارتفاع فاتورة الطاقة.
ومقابل هذا الدور الايجابي الذي يلعبه المغتربين لابد من أهتمامٍ أكبر في شؤونهم وقضاياهم في الدول التي يقطنون فيها فلابد من دورٍ اكبر للسفارات والقنصليات المنتشرة في دول العالم والتي من المفترض ان تضع على رأس أولوياتها مصلحة المواطن الاردني فقد وُجِدت هذه السفارات للحفاظ على مصالح الرعايا الاردنيين, فعلى سبيل المثال جاءت الازمة الاقتصادية وتسببت في عزوف العديد من الشركات عن دفع الرواتب الامر الذي ادى إلى وقوف العامل الاردني عاجزاً عن استرداد مستحقاته ناهيك عن ما قد يتعرض له من ضغوط من اجل التنازل عن حقوقه فحتى لو لجأ إلى القضاء فإن اصحاب الشركات بدورهم يلجأون إلى الممطالة المصحوبة بالضغوط التي قد تدفع المغتربين للتنازل عن مستحقاتهم وهذا المثال قد تكرر كثيراً في السنوات القليلة الماضية دون ان تتخذ السفارات او القنصليات أي خطوات لمساعدة هؤلاء المغتربين.
وفي نهاية المطاف لابد من الوقوف إلى جانب هؤلاء المغتربين الذين خرجوا من وطنهم لخدمة وطنهم وتأمين قوتهم, في ظل هذه الفترة الحساسة والمليئة بالتطورات ذات الانعكاسات السلبية على الدول والشعوب.
زيد فهيم العطاري