صدق ماهر ابو طير, وأخطأ اسلاميو الأردن!
قرأت ما جاء على لسان الصحفي الأستاذ ماهر ابو طير في موقع" الحقيقة الدولية", بعنوان:
الصحفي ماهر ابو طير لـ "الحقيقة الدولية": توجه "إخوان الاردن" إلى المخيمات هو دمار للوطن ولعب في النار!.
"قال محرر الشؤون السياسية في صحيفة الدستور الأردنية، واسعة الانتشار، الكاتب ماهر ابو الطير بان " إخوان الأردن" خسروا كثيرا من مؤيديهم بعد ان توجهوا في حراكهم الى المخيمات، مشيرا إلى أن هذا التحرك هو دمار للأردن برمته داعيا إياهم بان يتقوا الله في هذا البلد.
وبين ابو طير خلال برنامج "السلطة الرابعة" الذي قدمه الزميل معاذ البطوش مساء السبت، بان "إخوان الاردن " وبعد فشلهم في حشد قاعدة شعبية لهم في المحافظات، توجهوا للمخيمات لإثارة الفتن بين أطياف المجتمع الأردني واللعب على وتر المنابت والأصول لتقسيم المجتمع الى أطياف متنازعة، مؤكدا بأنهم، اي الأخوان، لن يقاطعوا الإنتخابات النيابية، وسيشاركون فيها وحصتهم في أفضل الظروف لن تتعدى 30%.
وأضاف اننا نعلم جميعا ان هنالك فساد ولا يوجد عدالة اجتماعية ونعلم ان الحكومات متباطئة في الإصلاحات ولكن لا اعتقد ان تلك الأمور تسمح " للإخوان " بجر الاردن الى الفوضى او الى اي سيناريو من سيناريوهات دول الربيع العربي.
وأشار ابو طير الى ان الحكومات هي من أعطت الفرصة لهذه الأحزاب للتمادي وان "الاخوان" ومهما قدمت الحكومات من تنفيذ للمطالب سيبقون يطالبون بالمزيد من المطالب لأنهم يسعون دوما للسيطرة السياسية على الرغم من عدم وجود برنامج سياسي واضح لديهم.
ونفى الزميل ابو طير بان يكون توجه "أخوان الاردن" للمخيمات من باب تحقيق العدالة الاجتماعية وإنصافهم فيما يعانونه من مشكلات اجتماعية كثيرة مثل الفقر والبطالة لان حسب قولة جميع أطياف المجتمع الأردني يعانون من نفس تلك المشاكل.
وطالب الكاتب الصحفي ماهر ابو طير " الاخوان " التحدث فقط باسم من يمثلونهم من الشعب لأنهم لا يمثلون فعلا سوى شريحة بسيطة من المجتمع الأردني فهم دائما يتحدثون وكأنهم يمثلون 6 مليون ونصف اردني .
وأكد ابو طير ان تصريحات وكلام "إخوان الاردن " حول مقاطعتهم للانتخابات النيابية ليست إلا إحراج للدولة الأردنية للحصول على أكثر عدد ممكن من المقاعد وانا اعلم تماما بانهم سيشاركون في الانتخابات النيابية مهما قالوا وخرجوا من تصريحات المقاطعة".
واكمالا لم قاله الأستاذ العزيز ابو طير, وعملا بحرية النشر والتعبير عن الرأي والرد واحترام الرأي الاخر, أرجو نشر مقالي التالي في موقعكم الموقر, وشكرا لكم سلفا. من المتعارف عليه في أي بلد ديمقراطي بأنه من حق كافة الأحزاب وبصرف النظر عن خطها وبرنامجها أن تخوض المعركة الانتخابية في بلادها, ومن المتعارف عليه أيضا أن تقوم هذه الأحزاب باحترام دستور دولها وخوضها الانتخابات بطريقة حضارية. نقول هذا قاصدين الأردن والجماعات الاسلامية فيه, فلا أحد بامكانه أن يقوم بمنع الاسلاميين من خوض الانتخابات, وعليهم في المقابل العمل بشكل نزيه في معركتهم الانتخابية وبدون استغلال أي طرف كان. سواء اتفق أو اختلف الاخوان مع قانون الانتخابات في الأردن"الصوت أو الصوتين أو الثلاثة أصوات", الا انه من المؤكد بأن جماعة الاخوان المسلمين لم تقم بتقييم الوضع جيدا, بل انها قد أخطأت في حساباتها وبدأت ملامح افلاسها تظهر على الساحة, فقد ظنت أنها هي الوحيدة التي ستحصد نتائج ما يسمى بالربيع الأردني وكأن ما حصلت عليه زميلاتها في مصر وليبيا وتونس يمكن اعتباره أمرا محسوما, والجميع يعرف بأن هذا الأمر غير نهائي وبامكان ربيع هذه البلاد أن يتحول الى خريف, خاصة وان هذه المجموعات اختلفت في وجهات نظرها وبدأت الصفقات تظهر صفقة بعد صفقة, وكذلك رياح الاسئقار والاستحواذ والهيمنة والسيطرة على كل شيء, بل بدأت بتوزيع الغنائم وكأن الأمر أصبح محسوما لصالحها, وفي الأردن نسيت أو تناست هذه الجماعة بأن الوضع يختلف كليا عن باقي بلاد"الربيع" العربي. لقد مر أكثر من عام على الحراك الشعبي الأردني والذي شمل كافة مناطق الأردن, وحتى قبل أيام معدودة لم تدخل المخيمات الفلسطينية في هذا الحراك, وهذا الأمر لا يعني أن هذه المخيمات لا تعاني مما يعانيه اخوانهم الأردنيين المطالبين بالاصلاح ومحاربة الفساد والمفسدين والمحتجين على ارتفاع الأسعار وزيادة نسبة البطالة وخاصة بين صفوف الشباب المتعلمين. لقد بقيت المخيمات، ومعظم المناطق التي يقطنها أردنيون من أصل فلسطيني، بمنأى عن الحراك السياسي في الأردن، واقتصر حضورها في المشهد على مشاركة محدودة في الانتخابات النيابية.
وقد راهنت فئة قليلة على دور جديد لأبناء المخيمات في المشهد السياسي مع دخول الأردن مرحلة الربيع العربي,غير أن المؤشرات على مثل هذا التحول ما تزال قليلة، إن لم تكن معدومة.
يرى سياسيون من أوساط المخيمات، أن التحركات الأخيرة في بعض المخيمات لن تتجاوز العناوين الخدمية، أو تلك المتعلقة بقضية حق العودة ومصالح اللاجئين في الشتات, وهي فوق كل اعتبار. نقول بأنه ليس محرما على أبناء المخيمات أن يمارسوا حقهم في موقعهم وهم الذين شاركوا في بناء الأردن يدا بيد مع اخوانهم الأردنيين، لكننا نعرف تمام المعرفة بأن الأمور لها حساسيتها الخاصة بها في المخيمات, فاذا تعرض شرطي للضرب من مواطن أو تم كسر اشارة ضوئية في شارع في المخيم فان التفسيرات ستأخذ مسارا مبالغا فيه، وبالتالي يعاد النظر في دور المخيم وكأنه بؤرة منفلتة, وهذا الأمر لا يخفى على أحد. إن من حق أبناء المخيمات الفلسطينية المشاركة في الحراك بالأردن لكن المطالبة بادخال المخيمات كجسم فلسطيني داخل الحراك أمر مرفوض. لا بد من القول بأن الاسلاميين في الأردن يتمتعون بدرجة عالية من الفطنة والذكاء, ولكن ذكاؤهم خانهم هذه المرة حينما توجهوا الى المخيمات, فلم يقم أحد بالتدقيق في هوية وانتماء وأصل كل من اشترك في الحراك الشعبي في كافة مناطق الأردن, فالأردنيون والأردنيون من أصول فلسطينية اصطفوا جنبا الى جنب وعبروا عن رأيهم ومطالبهم المشروعة في التغيير نحو الأفضل ومكافحة الفساد والمفسدين الذين ازداد عددهم وازدادت مظاهر فسادهم في السنوات الأخيرة, وكذلك مطالبتهم في المشاركة الفعلية في صنع القرار كي لا يكون هذه الأمر حكرا على أحد ونحن في القرن الحادي والعشرين ولسنا في العصور الوسطى.
ان أبناء المخيمات الذين يحملون الجنسية الأردنية لهم وضعهم الخاص ويعرف هذا الأمر القاصي والداني، فهم أردنيون لكنهم يحتفظون هم والدولة الأردنية معهم بحق العودة, وهذا الظرف الخاص موجود في الأردن فقط, فهم لاجئون فلسطينيون وأردنيو الجنسية، وان هذا الخيط الرفيع بين أردنيتهم وحق العودة يجب أن يبقى وأن يحافظوا عليه وتدعمهم فيه الدولة الأردنية. ان ذهاب جماعة الاخوان المسلمين الى مخيم الحسين مؤخرا نعتبره أمرا مرفوضا جملة وتفصيلا, لأنه يدل على استغلال رخيص للمخيم ويفقده هويته وعنوانه, بل انه موقف انتهازي مورس من قبل جماعة ضاقت الخيارات أمامها ووصلت الى طريق مسدود, ومن هنا وجدت بأن اللجوء الى مخيم الحسين ومن ثم الى باقي المخيمات قد يمنحها فرصا أخرى لصالحها ومصالحها الشخصية, متناسية وضع هذه المخيمات الحساس. ورغم كل ما أسلفت, قد يسأل شخص:هل هذه نقطة البداية في انضمام المخيمات للحراك الأردني؟, وهل انتظر أبناء المخيمات من يدفشهم ليخرجوا ما بداخلهم من قهر؟, وهل استغل الإخوان هذه الفرصة لتسيير"حراك المخيمات" وفق خططهم و أجنداتهم الخاصة بهم؟. ومن المخيمات جاء الرد, فقد أكد أبناء مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن رفضهم لمحاولات إقحامهم في الحراك الذي تشهده المملكة منذ مطلع العام الماضي للمطالبة بالإصلاح الشامل ومكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين وذلك على خلفية مسيرة حاشدة نظمتها الحركة الاسلامية في مخيم "جبل الحسين" بالعاصمة عمان مؤخرا إحتجاجا على رفع الأسعار. ونقلت أوساط صحفية عن وجهاء وسياسيين ونواب في المخيمات تعبيرهم عن رفضهم لنقل الحركة الإسلامية حراكها إلى المخيمات، مؤكدين أن أبناء المخميات جزء أصيل من نسيج المجتمع الأردني ولديهم الايمان بالبرنامج الاصلاحي الشامل ويعبرون عن رأيهم حيال مختلف القضايا عبر المنابر السياسية المتاحة دوما أمامهم. وأكدوا رفضهم لمزاحمة الحركة الاسلامية لأبناء المخيمات ومحاولات اقحام ابنائها الذين هم من أصول فلسطينية وإدخالها في الحراك، داعين إلى إخراج المخيمات من الأجندات الشخصية. وأضافوا أن وعي سكان المخيمات ونضجهم السياسي يحول دون الانجرار خلفهم في هذه المسيرات لأنهم على قدر عال من التفريق بين المصالح والأجندات التي تقودهم للسير في الحراك. ومن جهة ثانية شددوا على تمسك أبناء المخيمات بالمسيرة الاصلاحية التي يشهدها الأردن، مؤكدين أن المخيمات هي جزء من الوطن وأبناؤها جزء من المجتمع ولهم مطالب لا تختلف عن غيرهم. ومن هنا أكرر بأن ما قامت به جماعة الاخوان المسلمين يعرض الوحدة الوطنية الى المخاطر واستخدام سياسة اللعب على الغرائز وثقافة الشحن والتحريض, لا يصب في صالح هذه الجماعة بل انه انتحار سياسي بكل ما في الكلمة من معنى. وللاسلاميين نكرر الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها وهي ان المخيمات الفلسطينية في الأردن جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية الأردنية الجامعة ومشاركة أبنائها في الحراك السياسي والاجتماعي حق طبيعي ومكفول قانونياً ودستورياً ومحاولة عزله أو الانفراد به أو صبغه بصبغة أخرى إنما يندرج في إطار لعبة مآلها الفشل وعلى جماعة الإخوان المسلمين استخلاص الدروس والعبر من المحاولات الفاشلة التي قام بها غيرهم في الماضي ولم يحصدوا غيرخيبة الأمل. ومن هنا نحذرهم من اللعب بالنار ونقول لهم ولغيرهم بأن المخيمات ليست أحجار شطرنج..انها مخيمات الشرف, ولن تسمح لأي كان أن يقوم باستغلالها, فهدفها الوحيد والأوحد هو العيش بكرامة مع من قبل بهم اللجوء اليه وعاملهم بكرامة وامتزج الدم الأردني بالفلسطيني, وهم بانتظار تحرير بلادهم ليعودوا اليها طال الزمان أم قصر. وفي الختام نطالب الاخوان بعدم اقحام أبناء المخيمات في مشاكلهم, لأن هذا الأمر قد يؤدي الى فتنة ومن ثم الى حرب أهلية تحصد الأخضر واليابس, فاذا كان هذا ما تريدونه, فانكم بذلك ستقومون بتنفيذ ما يريده عدونا المشترك. وأنهي مذكرا الاسلاميين:أوردها سعد وسعد مشتمل ** ما هكذا يا سعد تورد الإبل, وكان جواب سعد:يظل يوم وردها مزعفراً ** وهي حناظيل تجوس الخضرا..وأقول للاسلاميين:ما هكذا تورد الابل يا معشر الاسلاميين, وارحمونا لعل الله يرحمكم. د. صلاح عودة الله-القدس المحتلة