نعتبر محافظة عجلون من أكثر المحافظات الأردنية التي يوجد فيها ثروة حرجية فأكثر أراضي جبل عجلون أراضي حرجية تابعة للدولة , إذ يزيد على 70% من أراضيها تابعة لخزينة الدولة , فلا نملك المواطنين إلا نسبة بسيطة من الأراضي المملوكة تمزقت مع ازدياد النسبة السكانية, فأصبح الفرد لا يملك إلا أنصاف الدونيمات الصغيرة ( لا تغني ولا تسمن من جوع ) للفرد الواحد .
فأصبحت أكثر المباني السكانية لا يوجد عليها مساحات خارجية ما يسمى بالحاكورة التي كانت هي بالطابع القروي بالزمن الماضي حيث كانت هي الوعاء الذي يستمد منه رب الأسرة حاجيات البيت من غذاء لأسرته ويزرع فيها النباتات العطرية مثل الزعتر و الميرمية للعلاج في القرن الماضي ,فباتت الأهالي في محافظة عجلون لا يمتلكون قطع الأراضي وخصوصا بعد ثورة بيع الأراضي عام 2001 فقضاء الجنيد مثلا أكثر الأراضي من الجهة الشمالية لمدينة صخرة والجنوبية المحاذية لقرية عبلين مباعة لأصحاب رؤوس الأموال . فأصبحت ترى بأم عينك البنايات الشاهقة ذات القرميد الأحمر والمزارع النموذجية في أعالي الجبال , أما بالنسبة لهذه الأحراش فوقفت سدا منيعا أمام تقدم محافظة عجلون فكل مشروع يأتي إلى عجلون يذهبوا في إدراج الرياح فهذه الأحراش أصبحت كالعربة أمام الحصان في إقامة المشاريع بحجة البيئة والتنوع الحيوي وما أشبه ذلك , ومن هذه المشاريع مدينة البرمجيات والكلية العسكرية في برقش .
فالفقر الذي ينخر في سكان جبل عجلون نتيجة اعتماد 95% من الأهالي على الوظيفة الرسمية والزراعة عديمة الجدوى وارتفاع الهائل في أسعار المشتقات النفطية كل هذه المعطيات أدت إلى الاعتداء على الأحراش واحتطاب وإشعال النيران فيها صيفا , فحريق الصفصافة في الأمس والعام الماضي ما هو إلا نتيجة هذه المعطيات ظنا من الفئة الضالة التي قدمت على مثل هذا الحريق بحصولهم على مادة الحطب والتجارة فيها .
كان القضاء على 2000 شجرة معمرة عمر الواحد فيها ما يقارب إل 1000 عام خسارة كبيرة على الوطن ومحافظة عجلون بالذات فشلت يده من عمل ذلك , أما بخصوص التوصيات والاقتراحات للعمل على الحد من هذه الظاهرة اقترح بما يلي :
1. العمل على فتح وشق طرق زراعية داخل الأحراش ما يعرف بخطوط نار داخل الغابة للوصول الى الأحراش دون عناء ومشقة في حالة الإطفاء .
2. تقليم الأشجار سنويا من قبل مديرية الزراعة والتعاون مع القوات المسلحة والهيئات الشبابية مؤسسات المجتمع المدني .
3. المراقبة الشديدة على الأحراش من قبل الطوافين والتعامل التام مع شرطة البيئة لمنع الاعتداء عليها .
4. العمل على تحريج الغابات للفاقد منها في فصل الشتاء كما كان يحصل في حكومة وصفي التل رحمه الله .
وأخيرا أقول أن هذا العمل ليس من أخلاق الإسلام من شيء وكأنهم لم يسمعوا قول عمر بن الخطاب عندما فتح القدس أوصى جيشه : لا تقتلوا طفلا ولا تقتلعوا شجرا .
والعمل التام على التحقيق المستمر لمعرفة الجاني وان لا تسجل القضية ضد مجهول , لان الذ عمل هذا العمل رجال لا تخاف الله , ولا يوجد عندهم انتماء لا للوطن ولا للمحافظة .
حفظ الله الوطن والقائد من كل مكروه .