تأتي زيارة الكاردينال الايطالي فرناندو فيلوني رئيس مجمع تبشير الشعوب في الفاتيكان الى جمهورية اذربيجان في هذه الايام تعزيزا للعلاقات الوثيقة بين الدولتين كما ويصادف موعد هذه الزيارة مع الذكرى العاشرة للزيارة التاريخية للطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني طيب الذكر الى الجمهورية الاذربيجانية الصديقة في أيار مايو من العام 2002 كما وتأتي زيارة الكاردينال فيلوني على الصعيد الرعوي لتبيت وتعزيز الجماعة المسيحية الكاثوليكية في البلاد الاذرية تلك الجماعة الصغيرة نسبيا والكبيرة بمحبة الله والتي تكونت كحبة الخردل اصغر انواع البقول التي تنبت صغيرة وعندما تكبر تكون اكبر الاشجار الخصبة على حسب المثل الانجيلي الذي استشهد به الزائر على ارض اذربيجان الخصيبة كما واراد من هذه الزيارة الصلاة مع ابناء الكنيسة الواحدة الجامعة الرسولية المنتشرة في المسكونة كلها فلا حدود او مسافات تفصل محبة الله .
هذا وتعتبر جمهورية اذربيجان من اهم الدول الاسلامية التي تحترم الاقليات السكانية التي تنتمي الى اديان مختلفة على عكس العديد من الدول الاسلامية التي نسمع كل يوم عن انتهاكات صارخة للاقليات الدينية فيها وخاصة من المسيحيين في نيجيريا والهند والباكستان وافغانستان...الخ وتعبر هذه المساحات الشاسعة من الحريات الدينية الاذرية عن رقي حضاري وثقافي متجذر فكر الشعب الاذري تنعم بها الجمهورية الاذربيجانية والتي عاشت في ايام نشأتها الاولى صعوبات جمه ولكن هذا الشعب مع حكوماته استطاع أعاد استقلاله السياسي واخذ طريق بناء دولة ديمقراطية حقوقية رغم الصعوبات الموضوعية لتلك المرحلة الانتقالية ونتائج الحرب التي فرضت عليها ولكنها استطاعت تعزيز استقلالها السياسي وحققت اصلاحات سياسية واقتصادية جذرية.تمت من خلالها إحلال المبادئ الديمقراطية مثل التعددية السياسية ونظام تعدد الأحزاب وحرية التعبير وحرية الاعتقاد التي نشيد بها اليوم.
تعد هذه الزيارة الفاتيكانية الهامة الى الجمهورية الاذربيجانية تعبيرا عن الحراك الفاتيكاني في الجمهوريات التي عانت ابان الاضطهاد الديني السوفيتي من قمع حرياتها الدينية وتأكيدا على رعاية الفاتيكان لابنائه في الكنيسة الاذرية.