حكومة أزمات

الأوضاع الاقتصادية تزداد سوءا وستؤدي إلى ما لا تحمد عقباه ،
سياسة التجويع مستمرة بشكل ممنهج ،
سياسة القهر ضد الشعب تسير بخطى متسارعة ،
سياسة حكومات متعاقبة لافتعال الأزمات والكوارث ضد الشعب وضد الوطن وضد مؤسسات الدولة .

كل حكومة لها دورها المحدد مسبقا للمزيد من سياسة إشعال الحرائق في كل بقعة من وطننا مما أدى إلى إزدياد رقعة المعارضة لتشمل جميع أنحاء الوطن .

ولم يعد من بارقة أمل في تهدءة الاجواء ، ولم يعد هناك حلول وسط ...

إما ان تنتصر الحكومة بسياساتها التي ستؤدي إلى الخراب والدمار وتمعن في تجويع وإذلال الناس وتكميم الأفواه ، وإما ستنتصر المعارضة وتحدث تغيرا جذريا ربما سيمتد إلى النظام .

المعارضة أدركت أنها تسير في اتجاه صحيح وان تبعثرها وتشتتها قد أدى إلى اضعافها ، وهاهي تلملم أوراقها لخوض مرحلة جديدة ، وقريبا ستتوحد تحت مظلة واحدة وستتفق على برنامج موحد ينضوي تحت عناوينه كثير من رموز المعارضة وما يمثلونه من أحزاب وتيارات وحركات .

وعلى صعيد المعارضة الخارجية ــ بشقيها ــ حققت نجاحا إعلاميا بامتياز من خلال ما تنشره من حقائق ومعلومات ومقالات عن الاوضاع السيئة التي يمر بها الأردن وعن أمور أخرى تتعلق بالنظام وعلاقته بتدمير الوطن ومقدراته ،

كثير من أبناء هذا الوطن ينتظرون الخلاص ، والأغلبية الصامتة لن تبقى صامتة طويلا ، وقد بدأت التحرك الفعلي ،

وعلى الحكومة أن تدرك أنها من بدأت بإشعال الفتيل ، وعلى النظام أن لا يراهن على المسحجين والمطبلين وعلى تصديق الأكذوبة ( الأمور بخير ) ( الأوضاع مستقرة ) ( تحت السيطرة )

قريبا جدا سيسقط النظام السوري ، واستكمالا لمسيرة سقوط الأنظمة العربية سيتاثر الوطن ، وعندما يتحرك الشعب سيبدا الطوفان ولن يوقفه احد .

الحكومات المتعاقبة درست أخطاء الأنظمة العربية التي سقطت في محاولة منها لمعالجة ثورات سقوطها وللسيطرة على حركات الجماهير ، ولم تدرس حركة الشعوب العربية وثوراتها لمعالجة قضايا الشعب وتهدئته .

والمعارضة الاردنية استوعبت الدروس من ثورات الشعوب العربية لتكون عامل نجاح لها في تحركاتها التي لن تهدأ ــ (( وشتان ما بين الدرسين )) .

تستحضرني هنا عبارة قالها أحد المعارضين ( ان علينا أن نرسل برقية شكر لحكومة الطراونة لاختصارها الطريق نحو اسقاط النظام من خلال سياستها التي ستؤدي إلى تسريع هذا السقوط ))

ويبدو أن التاريخ سيسجل من جديد ويبدو ان طريقا جديدا بدات ملامحه تتشكل