زاد الاردن الاخباري -
بقلم: زيد فهيم العطاري
لم يتصور الشعب السوري أنه سيكون يوماً ضريبةً لأستقرار المنطقة أن السوريين اليوم وبعد أكثر من عام على سفك الدماء والأعتقالات يقفون رهينة المصالح الاستراتيجية لدول المنطقة والعالم, كما انهم أصبحوا ورقة يضغط بها الخصوم على بعضهم البعض والسبب في ذلك لا يخفى على أحد أنه ضعف النظام الاقليمي العربي مُمثلاً بجامعة الدول العربية فبعد عجز الأخيرة تم ترحيل الأزمة للمجتمع الدولي الذي لم يتردد في ربطها بالأزمات الاخرى بُغية تصفية حساباته فظهر الملف الايراني وبدأت ايران هي الاخرى تستغل علاقاتها الوطيدة مع سورية مُهددة بالوقوف إلى جانب النظام السوري في حال تم اللجوء إلى التدخل الدولي وهناك ايضاً روسيا التي تريد العودة إلى سابق عهدها تحت سِتار حماية الشعب السوري من سيناريوهات مُشابة للسيناريو الليبي مع أن أحد الاسباب الاخرى هو العلاقة الوثيقة والتاريخية مع نظام الأسد فروسيا لا تريد خسارة متنفسها الاستراتيجي في البحر المتوسط والمتمثل بالسواحل السورية, وعلى الجانب الاخر تأتي اسرائيل التي تحاول الصيد بالمياه العكرة فبين الفينة والأخرى تخرج بتصريحات ذات صبغة انسانية مُتظاهرةً بدعمها للشعب السوري فأصحاب المجازر ينددون بالعنف في سورية ويضعون بتصريحاتهم المبررات أمام النظام للمضي بالحديث عن المؤامرة الخارجية, وبعد ايران واسرائيل تأتي القضية الأخطر والتي لا تهدد الدول فحسب بل المجتمعات من الداخل انها الطائفية التي يحاول الجميع داخل سورية وخارجها توظيفها من أجل تحقيق الغلبة والذي يدفع الثمن بالتأكيد هو المواطن السوري, وما ساعد على تكريس هذا التوجه ان النظام السوري هو نظام علوي شيعي يحظى بتأييد حزب الله وايران وهذا التحالف يترك تخوفاً لدى دول المنطقة والمجتمع الدولي من نفوذ شيعي يزعزع مصالح الغرب وحلفاءه في المنطقة.
ومع أحتدام صراع المصالح تدفع سورية وشعبها ثمن الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به فالأشهر الماضية أثبتت بإن ربيع سورية مختلف عن ربيع مصر وتونس واليمن وليبيا فالشعب السوري لا يواجه العنف وحسب بل يواجه دولاً تقوم بتغذية هذا العنف وبوجود الدعم والاسناد لن يفكر أي طرف بالتراجع لقد نجحت الأطراف الاقليمية والدولية بتكريس الشكوك التي تتحدث عن مؤامرة داخل سورية الامر الذي أعطى نظام الاسد الذريعة للأستمرار بأستخدام القوة المفرطة,وفي نهاية المطاف فإن توقف العنف وانتهاء مسلسل القتل في سورية بات في يد المجتمع الدولي وليس بيد النظام السوري او الجيش الحر.