أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
“تيك توك” تخطط لإيقاف خدماتها في أميريكا بدءا من الأحد القسام تنعى 4 فلسطينيين استشهدوا بمخيم جنين التعامل مع 1229 قضية خطأ طبي مصطفى: يجب ألا تحكم أي سلطة غير السلطة الفلسطينية قطاع غزة قيمة احتياطيات الأردن من الذهب ارتفعت 800 مليون دينار العام الماضي إصابة 3 جنود إسرائيليين بانفجار عبوة ناسفة في قباطية قرب جنين العشرات يقتحمون الأقصى بحماية شرطة الاحتلال السفير الفلسطيني يثمّن إرسال أكبر قافلة مساعدات إنسانية أردنية إلى غزة الصناعة والتجارة تدافع عن الصادرات الأردنية في 19 قضية إغراق زيادة كبيرة في عدد اللاجئين السوريين العائدين من الأردن إلى سورية أورنج الأردن: مبادرة شلة بوزيتيف إيجابية إلكترونية واعية هجوم روسي واسع بالصواريخ الباليستية وكييف تصدر إنذارا جويا وطنيا حسّان: معان ستكون محافظة استراتيجية للعديد من المشاريع الكبرى البريد الأردني: الباص المتنقل لتعزيز الخدمات البريدية في محطات متنوعة ضبط سائقين ارتكبا مخالفة خطيرة الذهب يتراجع عالميا مع ترقب بيانات تضخم أميركية النفط دون تغير يذكر مع هبوط المخزونات الأميركية وتوقعات ضعف الطلب إيران تتهم إسرائيل بتفخيخ أجهزة الطرد المركزي مادة وردية تغطي لوس أنجلوس .. ما هي؟ 128 طنا استهلاك السوق القطري من التمور الأردنية في 2024
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة أهالي الطفيلة يقرعون الجرس: مصلحة النظام محاربة...

أهالي الطفيلة يقرعون الجرس: مصلحة النظام محاربة الفساد

17-06-2012 02:43 AM

زاد الاردن الاخباري -

الحراك الشعبي: النواب منحوا البطانة الفاسدة الحصانة

ابو جفين: لماذا تغطي الحكومة على موضوع مفاعل ديمونة؟

رئيس البلدية: أخجل من الجلوس على مكتبي لعجزي عن خدمة المواطنين

الرفوع: الاصلاح يبدأ من صندوق الاقتراع بقانون انتخاب على مستوى المحافظات

النعانعة: لافارج تستخدم "الكاوشوك" بكميات كبيرة رغم الاتفاقية مع "البيئة"

اسماعيل القيسي: نطلب من الملك جلب المصلحين لمواقع القرار

عواد: الاردن ليس عمان فقط وعلى الحكومة الاهتمام بالاطراف

الرفوع: انتظار المواطن والمؤسسات الحكومية للمكارم الملكية سببا في تلكؤ العمل

الفراهيد: حل مشكلة البطالة في فتح باب التجنيد في القوات المسلحة

الحراك: لا مسؤولية من دون محاسبة ولا سلطة من دون تمثيل

الشحاحدة: الفساد في الاردن دولة داخل دولة

صدقي القيسي: نقول للفاسدين عباءة العشائر لا تنجي من العقاب

الاتحاد النسائي: نطالب باعتماد انتاجنا في مبادرة الحقيبة المدرسية

مقدمة

ذهبنا الى الطفيلة في محاولة للتعرف على وجع الأحبة في بقعة أثيرة على القلوب تسكن في ربوة جميلة على كتف الصحراء بما فيها من لظى وعنفوان وأفق بلا نهاية وسكون تتلوه عواصف ورعد ومطر، تثور بها أسئلة مشبوبة ونداءات صاخبة، تعلو بآلام كتمتها عن اصحاب القرار اجتهادات خاطئة وتفسيرات يتبرأ منها الواقع وتدحضها المعطيات التي قدمها الاهل والعشيرة في الطفيلة لفريق " العرب اليوم " وقف مدهوشا أمام صدق الكلمات وحرارة التعبيرات وجرأة الطروحات والانتقادات التي تريد صلاح الوطن وخيره لا مكان فيها لاصحاب الاجندة الخاصة او النخب الفاسدة لم تعرف طعم العشق العذري والانصهار الاجتماعي في نهر الحياة الانسيابي لعشائر الوطن التي كانت مددا لاحرار العرب تؤمن بالديمقراطية والتواصل والشراكة في الوطن.

نقدم في هذه الكلمات أشواق الناس في الحرية والاصلاح ونضع المسؤول والحراك وجها لوجه في اشتباك مباشر مع الحقيقة من دون زيف او طلاء مؤملين ان تسهم هذه الحوارات التي تبدأها "العرب اليوم" من أرض الرجال في الطفيلة ونعتزم استكمال المشوار في كل انحاء الديرة لجلاء الحقيقة والوصول الى حلول استثنائية تدعم مسيرة الانسان الاردني لبناء زمن اردني جديد في فضاءات الربيع العربي قادر على استيعاب استحقاقات المرحلة لا مكان فيها للمرجفين والخوارين وقوى الشد العكسي لبناء الدولة المدنية الديمقراطية.

حراك من رحم التهميش

في الطفيلة التي خرج حراكها من رحم التهميش والمعاناة ترى عتبا حينا وغضبا حينا آخر ولوما دائما من غياب مقومات التنمية بسبب تهميش رآه البعض ممنهجا من قبل حكومات متعاقبة، ومن انتشار فقر وبطالة بسبب واقع اقتصادي.

مثقلة بهموم أهلها فتية بحراكها الذي لم يهدأ منذ أكثر من عام ونصف العام أدواته الكلمة المطالبة باجهاض الفساد ومحاسبة الفاسدين وتوزيع ثروات الوطن على كل أركانه بعدالة تضمن ان يصل لهذه المحافظة المنسية حقها لتصبح الفتية عروسا تتربع على جبال جنوبنا الغالي.

في حوارنا المباشر مع جميع الأطياف في دار محافظة الطفيلة غاب ممثلو حراك الطفيلة لاسباب خاصة بهم، ما اضطر فريق "العرب اليوم" لاجراء حوار خاص معهم بمنأى عن المحافظة في فرع نقابة المهندسين هناك، بعيدا عن الجانب الرسمي.

في البداية رحب محافظ الطفيلة د. هاشم السحيم بالحضور مؤكدا احترام وجهات النظر والرأي الاخر قائلا: نهدف لابداء الاراء بكل شفافية ضمن سيادة القانون، فليس هناك ما نخبئه عن المواطن، فكل شيء مكشوف، ونرجو ان لا نخرج عن اهداف هذا الحوار.

دراسات ومشاريع حبر على ورق

مشاريع تنهض بالواقع التنموي للمحافظة ظلت حبرا على ورق، حبيسة أدراج المسؤولين من دون تنفيذ في ظل احتياج المنطقة للمشاريع التنموية. يقول رئيس غرفة صناعة وتجارة الطفيلة عارف المرايات: تقدمنا لأربعة رؤساء وزارات سابقين بتقارير تشرح فرص الاستثمار في المحافظة، الذي من شأنه ايجاد حلول ومعالجات مهمة لمشاكل ابنائها.

لكن رئيس غرفة صناعة وتجارة الطفيلة يقول ان هذه التقارير انتهت كما بدأت حبرا على ورق، مشيرا الى ان الديوان الملكي طلب من الغرفة تقريرا عن فرص الاستثمار في المنطقة وزودناه بكتيب عن المشاريع ذات الجدوى الاقتصادية، وحتى الان لم ينفذ شيء منها.

بالنسبة الى المرايات واستنادا الى التقارير فهي مشاريع واعدة من شأن إقامتها توفير فرص عمل بالجملة لابناء الطفيلة الباحثين عن العمل.

مشروع انشاء مستشفى خاص

يذكر المرايات من هذه المشروعات: مشروع انشاء "مستشفى خاص" لأبناء الطفيلة الذي سيوفر أكثر من 400 فرصة عمل، خاصة وان المحافظة تخلو من مستشفى خاص فيها، علما بان أغلب العاملين في شركات الفوسفات والاسمنت وجامعة الطفيلة مشمولون بالتأمين الصحي الخاص، ويذهبون للعلاج في عمان بتكاليف تصل الى مئات الملايين.

واقترح المرايات ان تتبنى مؤسسة الضمان هذا المشروع الناجح الذي سيوفر لها دخلا ضخما يعود بالنفع عليها وعلى ابناء المنطقة.

وأضاف، ان ثروات المنطقة وتوفر خامات مثل الفوسفات الغنية بالمعادن تجعل من الاستثمار في الصناعات التحويلية ضرورة ملحة اضافة للاستثمار السياحي لتوفر المواقع السياحية الجاذبة كحمامات عفرا التي تشهد حركة سياحية خارجية نشطة ومحمية ضانا والكثير من المواقع المميزة التي تتوفر بها البنى التحتية لاقامة مشاريع توفر عوائد ممتازة.

ويؤكد المرايات الفوائد الجمة لانشاء مطحنة في منطقة جرف الدراويش لتوفر محاصيل الحبوب والاراضي العائدة لخزينة الدولة اضافة لتوسط المنطقة اقليم الجنوب وقربها من الطريق الصحراوي.

ويطرح رئيس غرفة صناعة وتجارة الطفيلة فكرة إنشاء مشروع استراتيجي لتكرير النفط وتخزين المحروقات والغاز في منطقة جرف الدراويش او الحسا التي تتوفر فيها أراض بمساحات شاسعة ملك لخزينة الدولة ولقربها من ميناء العقبة.

وتساءل، ما الذي سيحصل في حال وقع حادث في المصفاة مكان التخزين الوحيد في المملكة؟ ويتابع، هذا يستدعي إنشاء مكان استراتيجي آخر لتخزين المحروقات على أقل تقدير، إذا لم يكن مكانا لتكرير النفط.

مدير الصناعة والتجارة

ويدعم مدير الصناعة والتجارة ابراهيم الحوامدة ما ذهب اليه المرايات، مؤكدا ان الطفيلة ام الثروات تتوفر بها المعادن اضافة للتنوع المناخي وتوفر المياه وتوسطها إقليم الجنوب، ما يدعم نجاح الكثير من المشاريع مثل الاستثمار في مجال استغلال الرياح لتوليد الطاقة والاستثمار في الصناعات التعدينية. يقول الحوامدة: يتوفر في الطفيلة حوالي 15 خاما بكميات اقتصادية، اضافة لتوفر البنى التحتية لاقامة المشاريع.

الحالة تعبانة ... لا تنمية ولا مشاريع

وأجمع المتحدثون في اللقاء على أن المحافظة تعاني من تراكمات الاهمال والتهميش من قبل أصحاب القرار أدت الى واقع مرير من الفقر والبطالة.

هذا ما أشار إليه النائب السابق صدقي الشباطات بالقول: إن الوضع الاقتصادي سيئ في المملكة ككل، وهو ما ينعكس على المحافظة.

ويستدرك الشباطات على أصحاب القرار في عمان توجيه الدعم للمحافظات بدلا من السفارات، فملايين الدنانير تذهب للاجانب في بلادنا الموجود على ارضها اكثر من مليوني اجنبي.

واضاف ان الكثير من القرارات الحكومية عطّلت التنمية في المحافظة لان اصحاب القرار لا يعرفون احتياجاتنا.

ويستشهد الشباطات بقانون سلطة وادي الاردن الذي حرم المحافظة من الاستفادة من مصادرها، متسائلا لم لا تجني بلدية الطفيلة عوائد من مياه سيل الحسا والتنور، ولم تذهب عوائد مياه الاغوار والفنادق لامانة عمان.

رئيس لجنة بلدية الطفيلة

ويتفق رئيس لجنة بلدية الطفيلة المهندس حمد البدور مع الشباطات بان الطفيلة رغم انها ركيزة اقتصادية الا انها لا تستفيد من هذا الوصف شيئا الا توظيف العدد القليل من الاشخاص ولم تستفد المحافظة من الشركات والمناجم الموجودة بها اضافة لعدم وجود مشاريع فاعلة اقتصاديا.

فتّش عن الحكومة

ويلقي المواطن نبيل الخصبة اللوم على الحكومة لعدم مساهمة شركات الاسمنت والفوسفات في تنمية المحافظة فدورها الرقابي كان غائبا عن الاموال الطائلة التي ذهبت لاشخاص معروفين للجميع، مشيرا الى وجود محاصصات في التعيين، كما معونات التنمية الاجتماعية غير عادلة وتذهب الى من لا يستحق.

ويشير المحامي ابراهيم الجفوت إلى غياب الطفيلة عن خارطة التنمية فهي تعاني من التهميش، مما ولّد الغبن لدى الشارع، متسائلا: لم الطفيلة المحافظة الوحيدة التي تعيش هذا الاستثناء؟

ويرجع الشيخ توفيق ابو جفين غياب التنمية لتراكمات استمرت على مدى 15 عاما من القرارات الحكومية التي حرمت المحافظة من النهوض بواقعها الاقتصادي والتنموي. وقال أبو جفين: "تصويب الوضع يحتاج إلى أموال طائلة".

الجفاف في الطفيلة فاقم من بلل الطين

لا يكفي الطفيلة واقع تجاري واقتصادي مرير زاد من نسب الفقر والبطالة ليأتي الجفاف اليوم ليجهز على أمل الجوء للقطاع الزراعي.

يقول م. حمد البدور إن الجفاف الذي تعاني منه المنطقة منذ سنوات وعدم الاستفادة من سد التنور جعل من العمل في القطاع الزراعي أمرا غير مجد، ما أدى لاعتماد المواطنين على الرواتب التي تدفعها خزينة الدولة.

أشجار الزيتون تموت

يقول عضو المجلس الاستشاري الدكتور عدنان عواد لا بد من حل مشكلة المياه فأشجار الزيتون تموت ، وما نريده سدودا لاحيائها، فبلدة عيما مثلا هجرها 90% من سكانها لعدم توفر المياه التي يعتمدون عليها لري أشجار الزيتون، والباقي في طريقهم الى هجرها في حال استمرت المشكلة.

ويطرح الدكتور عواد الحل الذي يراه وحيدا لتوفير المياه، وهو عبر السدود التي لم ينفذ منها شيء رغم أوامر جلالة الملك عند زيارته للمحافظة قبل أربع سنوات بإنشاء سدود "صالح وشيضم والوادات"، وبالفعل كشف سلاح الهندسة الملكي على الموقع، لكن لم تنفذ هذه السدود للان.

سد "شيضم" جاهز

ورد مدير وحدة تنمية محافظة الطفيلة م. محمد البداينه موضحا ان سد شيضم أصبح جاهزا. أما سدّ الوادات، فالطبيعة الجغرافية لا تحتمل إقامته، بينما سد صالح حسب تقرير الخبراء الذين زاروا موقعه قبل ثلاثة اسابيع، فتكلفته عالية ويتعذر انشاؤه.

النائب السابق الحجايا:

النائب السابق بخيت الحجايا بدأ حديثه بالعتب على جلالة الملك لعدم زيارته أبناء عشائر الحجايا في الطفيلة، وهو الذي يتلمس احتياجات المواطنين في مواقعهم، مؤكدا دور جلالته في مسيرة الاصلاح وتوجيهاته الحكومات لمحاربة الفساد والمفسدين.

وعرض مطالب أبناء الحجايا في حقهم بالتعيين في مناجم الفوسفات، متسائلا لم لا يوجد أي موظف من بدو الطفيلة أو الكرك بمناجم الحسا.

ويبلغ عدد الموظفين من معان أكثر من 400 موظف، مطالبا باستحداث محافظات لبدو الشمال والجنوب والوسط ليأخذوا حقهم من مخصصات التنمية من دون ظلم.

أرشيف من المطالب

كثيرة هي المطالب التي تطرح لكن بعيدا عن التفاؤل بتحقيقها، ولو بعد حين. د. عدنان عواد يسرد جملة من المطالب القديمة الجديدة مثل طريق المنصورة.

يقول: عند زيارة رئيس الوزراء الاسبق نادر الذهبي للمنطقة أخبرناه عن الواقع السيئ لهذا الطريق الذي يعتبر البوابة الشمالية المحافظة الطفيلة. وبعد الزيارة قام فريق هندسي – أيضا – للكشف على الموقع وأخذ القياسات ورسم المخططات .. وكالعادة .. كأن شيئا لم يحدث.

وبحكم عمله في دائرة العلاقات العامة بجامعة الطفيلة التقنية يذكر د.عدنان الحضور عندما امر جلالة الملك بانشاء مساكن للطلبة واعضاء هيئة التدريس في الجامعة.

يقول: حتى الان أوامر جلالته لم تنفذ، متسائلا هل وصل الامر بالمعنيين الى حد تجاهل الحكومة أوامر الملك؟!

وعندما أبدى د. عدنان استياءه من عدم اهتمام المسؤولين بالمحافظة، ولو بزيارتها من أجل حمامات عفرا التي - حسب قول د.عواد - لم يزرها او يبيت فيها أي مسؤول.

لكن المحافظ في مداخلته قال: إن وزير السياحة زار الحمامات يوم الخميس الماضي، وبالنسبة للاستثمار في الموقع بحاجة لمستثمر قادر على تغطية التكاليف والبنية التحتية جاهزة لذلك.

بطيئون في تنفيذ القليل جدا من المطالب

ويذكر عضو المجلس الاستشاري المحامي ابراهيم الجفوت البطء غير المعقول في تنفيذ بعض المطالب فالطريق الواصل بين الطفيلة والطريق الصحراوي بطول 40كم استغرق تنفيذه 16عاما وتم الانتهاء منه قبل خمسة أشهر.

ويضيف ان الطريق النافذ الى أي مستشفى بحال يرثى لها لو كان في العاصمة لما كان بهذا الحال، فطريق مهم كهذا يجب الاهتمام به لا أن يكون سلوكه بصعوبة بالغة. يقول: هو طريق اجتياز 3كم منه تحتاج لأكثر من نصف ساعة من شدة وعورته وضيقه.

جملة أخرى من المطالب الضرورية يطول سردها، منها مكب نفايات الطفيلة الذي تحدث عنه رئيس جمعية الحسا للحفاظ على البيئة ومكافحة التصحر توفيق عيد ابوجفين الحجايا.

يقول الحجايا المكب انتهى عمره الافتراضي منذ خمسة أعوام وما زال العمل به جاريا للان، رغم انه غير مؤهل اصلا للنفايات السائلة وهو المكب الوحيد في المنطقة الذى يجب إيجاد موقع جديد مناسب لاقامة مكب بديل.

"صنفحة" المهمشة لكن القرى الاخرى ليس أفضل حالا

ويصف المحامي طارق حمد قريته "صنفحة" بلقب المهمشة الذي ينطبق على اغلب مناطق المحافظة فاحتياجاتها تمتد من خدمات النظافة الى الثقافة ولكنه يذكر احتياج طريق صنفحة – عرفة البديلة للصحراوي شتاء والمنفذ الوحيد على الاغوار للصيانة.

ويضيف كما ان المركز الصحي الوحيد في المنطقة يعاني نقصا في كوادره الطبية والطبيب لا يأتي الا مرة في الاسبوع ما يضطرنا لنقل ملفاتنا الصحية لمركز رويم الصحي . وفي مداخلته أكد السحيم ان عطاء صيانة طريق صنيفحة – عرفة تم طرحه.

وفي مجال الاهتمام بالمناطق السياحية الواعدة يطالب رئيس بلدية بصيرا المهندس محمد البواليز بالاهتمام بالقرية السياحية في بصيرا ذات الموقع المميز والطبيعة الجاذبة الواقعة على الطريق الملوكي حيث كانت من الممالك القديمة.

استغلال ثروات المنطقة مرة أخرى

ويبقى مطلب استغلال الثروات التي تزخر بها المنطقة من أبرز مطالب أبناء الطفيلة لتوفير فرص العمل والنهوض التنموي والاقتصادي بالمحافظة.

يقول عضو المجلس الاستشاري هاني النعانعة أطلعت قبل فترة مجموعة من الاعيان والجيولوجيين بحسب مصادر موثوقة على منطقة وادي ضانا، وتم اكتشاف معدن الذهب النفيس في المنطقة بنسب تصل الى 60 غم بالطن، إضافة لتوفر معادن النحاس والمغنيسيوم متسائلا لم لا يتم استخراج هذه المعادن؟

مفاعل ديمونة.. السر عند الحكومة

وعن مفاعل ديمونة الذي كثيرا ما يتحدث الشارع الاردني عن اشعاعاته ومضارها على الاردن من الشمال الى الجنوب، يؤكد مدير شركة كهرباء الطفيلة بالوكالة عبد السلام السوالقة المهتم بهذا الشأن وهو أول من ذكر هذا الموضوع في الحوار ان الاشعاعات المنبعثة من المفاعل في جنوب المملكة تم قياسها من قبل فريقين مصري وسوري في السبيعينات اكدت ارقامهما ان نسبة الاشعاع عالية ومضرة وهذا ما يفسر ارتفاع حالات الاصابة بالسرطان وتصل نسبة الاصابة بهذا المرض بين الشباب 70% مطالبا بتعويض المصابين وذويهم من قبل الجانب الاسرائيلي.

لكن النائب السابق د.صدقي الشباطات اكد ان لا تأثير لمفاعل ديمونة على الاردن قائلا لقد كنت في لجنة الصحة النيابية في المجلس الثالث عشر سنة 1999 وقمنا باجراء تحقيق صحي وقتها لقياس نسبة الاشعاع في جنوب المملكة وقمنا بعرض النتائج في وسائل الاعلام التي اكدت ان لا اشعاعات من المفاعل ديمونة لكن هجومنا للمفاعل كان ضمن سياسة عامة تعارض إقامة اسرائيل المفاعلات النووية بشكل عام.

واضاف كما "ان نسب الاصابة بالسرطان في المملكة هي 7/10000 وهي أقل من النسبة في امريكا، ومتلائمة مع النسب المقبولة عالميا، مستدركا ليس من العيب متابعة الامر مع الحكومة إذا حدث اي جديد".

لكن رئيس جمعية الحسا لمكافحة التصحر لم يقتنع بما ذهب اليه الشباطات وأيد ما ذهب اليه السوالقة بان الاصابات بالسرطان في المنطقة وارتفاعها مرده التأثر من مفاعل ديمونة، مستشهدا بمثال يشكك بمصداقية الارقام التي تخرج بها بعض الفرق العلمية لاسباب مبهمة، قائلا: حسب الارقام الاردنية الرسمية تم الكشف على خام الفوسفات رقم واحد ووجدت طبقة صفراء بعد بحثي عن هذه الطبقة الصفراء في "الانترنت" تبين لي بانها قد تكون "الكعكة الصفراء" التي كثيرا ما نسمع عنها في موضوع تخصيب اليورانيوم، فخاطبت الجهات الامنية والمحافظ انذاك للكشف على الموقع وبالفعل قام فريق من الجمعية العلمية الملكية بالكشف وخرج بارقام تفيد ان نسبة اليورانيوم في الخام تصل الى 150غم بالطن وهي نسبة مسموح بها اردنيا.

يضيف لكنني لم اقتنع بهذا الرقم فوجهت رسالة الى جلالة الملك ذكرت فيها ان مقدرات الوطن تنهب فكيف يباع طن الفوسفات بـ60دولارا وكيلو اليورانيوم بـ300دولار فامر الملك سلطة المصادر الطبيعية بالكشف على الموقع وبالفعل قامت بذلك وخلصت ارقامها الى ان نسبة اليورانيوم في الخام تصل الى 505غرامات .

ويتساءل ابو جفين لماذا تغطي الحكومة على موضوع مفاعل ديمونة وحله موجود في اتفاقية السلام التي نصت على تعويض احد الطرفين الاخر في حال تسبب بضرره.

رئيس لجنة البلدية: أخجل من الجلوس على مكتبي

"أخجل من الجلوس على مكتبي" جملة تعبر عن واقع بلديات محافظة الطفيلة قالها رئيس بلدية الطفيلة المهندس حمد البدور وتوحي بمقدار العجز الذي وصلت اليه البلدية.

يقول م. البدور: لا استطيع ان اجلس على مكتبي لان البلدية غير قادرة على خدمة أحد، فكيف ستكون ردة فعلي عند استقبالي مواطنا طالبا الخدمة من البلدية.

ويضيف نعاني وضعا اقتصاديا صعبا، وبالكاد نعطي الرواتب للموظفين، فالمخصصات لا تكفي لتأدية دور البلدية التنموي والخدمي المناط بها وما تعتمد عليه البلديات بشكل عام العوائد التي تجنى من جيوب المواطنين المثقلين اصلا بالديون، لذا من الصعب تحصيل العوائد وحتى المشاريع الاستثمارية لم تجد فالسوق التجارية الذي انشأته البلدية تبلغ عوائد المحل المستأجر 25 دينارا لا نستطيع تحصيلها من المستأجر واضطررنا الى دراسة تحويل السوق للاموال الأميرية من أجل ضمان التحصيل.

لكن رئيس البلدية السابق ممدوح الرفوع أرجع عجز البلديات عن تأدية دورها التنموي والخدمي لضعف الادارة المحلية قائلا كوني رئيس بلدية سابقا أعرف أن البلديات لا تأخذ شيئا من الموازنة وعلى الاكثر تأخذ 40%من عوائد مخالفات السير وترخيص المركبات وتجني 13 ضريبة من المواطنين لقاء خدمات تمتد من النظافة الى الثقافة والبلديات مشاركة للحكومة في إدارة التنمية الا انها غير قادرة على ذلك لان من يديرونها غير مؤهلين لذلك تعجز عن تأدية دورها.

ويتفق رئيس بلدية بصيرا البواليز مع البدور بان البلديات تعاني من العجز لزيادة الطلب على الخدمات لزيادة الكثافة السكانية والتوسع العمراني.

وقال بالكاد تسد المخصصات جزءا يسيرا من رواتب الموظفين، مطالبا بزيادة مخصصات البلديات من الموازنة، متمنيا ان تكون عوائد المحروقات المخصصة للبلديات ذات جدوى.

حلول معروضة لانقاذ البلديات

وعن الحلول يطرح البدور عدة اقتراحات لانقاذ البلديات مثل ربط التعيينات والرواتب بديوان الخدمة المدنية لتتفرغ البلدية للعمل الخدمي والتنموي وتخصيص جزء اكبر من الموازنة للبلديات وتغيير اسلوب الدعم.

الفساد من جديد.. شارع بـ17 بمليونا......!

وكما هي العادة لا يمكن ان تتحدث عن التهميش ومشاكل الفقر والبطالة الا وان يكون للفساد مساحة واسعة ذكرها الجميع في حديثه، فالاصلاح مطلب الجميع ولا يتحقق الا بمحاسبة الفاسدين والقضاء على الفساد.

يقول رئيس فرع جبهة العمل الاسلامي في الطفيلة اسماعيل القيسي جلالة الملك هو الذي يتكلم امر بكشف الفساد ومحاسبة الفاسدين ولا نعلم لماذا تدير الحكومات ظهرها.

ويضيف لقد اوصى مجلس النواب "الممثل على الشعب وليس الممثل عليه" بالحصانة على الفاسدين، هذا المجلس الذي لم يسع الا لمصالحه من جوازات دبلوماسية وتقاعد مدى الحياة. وتساءل: كيف لنا أن نثق بمثل هذا المجلس.

وسرد القيسي طرفة يتداولها أشقاؤنا المصريون عن مجلس النواب "ان حسني مبارك طلب محاكمته امام مجلس النواب الاردني بلكي طلعوه براءة".

يقول القيسي: الفساد سلب مقدراتنا، فالطريق العام الذي وصفه بالعار .. لسنا بحاجة إليه في الطفيلة وضخت به أموال تجاوزت 17 مليون دينار، متسائلا لمن ذهبت هذه الاموال، رغم اننا طرحنا الكثير من البدائل عن هذا الطريق بتكاليف لا تتجاوز 400 الف دينار.

واضاف كان بامكان المبلغ الضخم الذي ضخ في هذا المشروع صنع الشيء العظيم للنهوض بالواقع التنموي للمحافظة.

ويضيف اننا نادي للاصلاح سلميا، والحراك الذي نحن معنيون به مضى عليه نحو سنتين، وهو سلمي وسيستمر للمناداة بالاصلاح، ونحن نطلب من الملك بان يجلب المصلحين لموقع القرار وعلى رأي المثل " المجرب ما بتجرب".

الدكتور عدنان عواد يقول ان استشراء الفساد ادى لغياب الثقة بالمسؤول، الذي أصبح عليه إثبات انه غير فاسد، فالمشكلة اننا لا نرى نتيجة محاربة الفساد، والكل ينتظر قرارات جريئة لمحاربة الفساد ومعاقبة الفاسدين، لكن الحكومة عاجزة، وتحلب جيب المواطن لسد العجز، ولا نعلم ما سيحدث بعد قرار رفع المحروقات مؤخرا.

ويتفق المحامي طارق حمد مع القيسي قائلا ان الملك أول من نادى بالاصلاح وعلى الحكومة تنفيذ التوجيهات الملكية والحكومات تتباطأ في الاصلاح، وتأخذ قرارات متسرعة تعمل على تأزيم الوضع مثل قرار رفع البنزين 90 غير المدروس.

وأضاف القرارات غير المدروسة تعمل على توتير الشارع مشيرا الى ان معالجة المديونية بان تجنى الاموال من الفاسدين، وليس من جيب المواطن الفقير ما يهمنا قبل معاقبة الفاسد استرداد الاموال المنهوبة منه.

قانون الانتخاب مطلب الجميع

ولم يغب ملف قانون الانتخاب عن الحوار واعتبره المتحدثون مطلبا لا يقل أهمية عن المطالب الخدمية والتنموية.

يقول المحامي القيسي إن الاصلاح السياسي هو الاساس ولا يتحقق إلا بقانون انتخاب عصري عادل يكفل التمثيل الحقيقي للشعب ومن ثم اجراء انتخابات حرة وشفافة .

هذا ما اشار اليه رئيس البلدية السابق ممدوح الرفوع حين قال: الاصلاح يبدأ من صندوق الاقتراع بقانون انتخاب على مستوى المحافظات، والمطلوب من الاعلام نشر ثقافة تعبوية للمجتمع عن كيفية اختيار النائب بثقافة واعية.

ولكن الرفوع يبرر التدخل الحكومي في الانتخابات المزمع اقامتها بسبب خوفها من المتسلحين بالكذب والزيف الذين كانوا في موقع القرار، ولم يفعلوا شيئا كي لا يعودوا وتتخلص منهم على حد قوله.

واتبع قوله بالدعوة الى انشاء مجلس شورى في المحافظات، من كبار رجال الفكر وشيوخ العشائر بعيدا عن النواب والاعيان للنظر في هموم المواطن، معربا عن امله من كل المحافظين ان ينقلوا هذه الرغبة لجلالة الملك.

الخصخصة ثالثة الاثافي

وكما هو متوقع لم تجد الخصخصة من يؤيدها، فقد أجمع الحضور على مساوئها وبالاخص ان تجربة الطفيلة مع الخصخصة ليست مرحبا بها.

يقول القيسي عندما تسأل المواطن في الطفيلة أين تعمل يجيبك: في الدنماركية، وتسأل الاخر يقول لك في الفرنسية والاخر في الهندية، ألسنا في الاردن ألسنا قادرين على إدارة مؤسساتنا ان الخصخصة مصيبة حلت علينا؟

ويشير عضو المجلس الاستشاري المحامي ابراهيم الجفوت الى ما وصفه مساوئ الخصخصة فيقول: كان عدد العاملين في منجم الحسا 3 آلاف عامل وتقلص الرقم بعد الخصخصة الى 100 اما مصنع الرشادية فكان به 1700 عامل وبعد الخصخصة وصل الرقم الى 500 فقط.

ويتساءل كيف تستطيع الحكومة توفير شارع بثلاث مسارب لخدمة هذا المصنع ولا تستطيع تعبيد أغلب الطرق في المحافظة هل اصبحت سلعت الاسمنت اغلى من ابن الطفيلة.

لكن محافظ الطفيلة عزا التناقص في عدد العمالة الى ان مصنع الرشادية يعاني اوضاعا صعبة بسبب المنافسة من اكثر من 5 مصانع اخرى.

واضاف المحافظ الوضع اختلف عما كان عليه قبل خمس سنوات، فانتاجه الان قليل جدا والوضع نفسه ينطبق على مناجم الفوسفات، لذا عمدت هذه الشركات لاعطاء حوافز التقاعد المبكر للموظفين رضي بها اغلبهم واخذوا تعويضات وصلت الى 80 و100 الف في بعضها مقابل التقاعد.

دعوات الى اعلام نزيه بعيد عن تزوير الحقائق

كما لم تغب الثورة التكنولوجية التي نعيش وانتشار وسائل الاعلام بمختلف أشكالها وخاصة الفضائيات والمواقع الاخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي عن الحوار.

في اللقاء سمعت اصوات مطالبة الاعلام الابتعاد عن تشويه الحقائق. يقول النائب السابق صدقي الشباطات هناك اعلامنا مسير وليس مخيرا، ويجب ان تمارس الوسيلة الاعلامية دورها بان تكون بحق السلطة الرابعة تطرح الآراء والحقائق من دون خوف.

ويشير الشباطات الى نشر بعض الصحف آراء تهدف الى اغتيال الشخصية مثل الذي نشر عن خالد طوقان مؤخرا.

أما رئيس فرع جبهة العمل الاسلامي اسماعيل القيسي، فثمن الدعوة لهذا الحوار، واعتبر ذلك دليلا على شفافية ومصداقية "العرب اليوم" لنقل جميع الآراء لافتا الى ان معظم الوسائل تتجاهل دعوة اعضاء الحزب رغم انه اكبر حزب في المملكة.

ودعا رئيس البلدية السابق ممدوح الرفوع الى الابتعاد عن الاعلام والفضائيات الكاذبة التي تنشر الفتن والحفاظ على الامان المجتمعي لجذب الاستثمار.

شكوى على شركة "لافارج"

أسباب كثيرة حدَت من مساهمة الشركات المخصخصة في الطفيلة في تنمية المحافظة، والحد من الفقر والبطالة، لكن أن يتحول بعضها الى عبء بيئي، فهذا ما طرحه عضو اللجنة الاستشارية هاني النعانعة مؤكدا معاناة منطقتهم - التي تبعد نصف كم عن مصنع لافارج - من مشكلة بيئية لاستخدام المصنع مواد ممنوعة بيئيا تضر بصحة المواطنين وتلوث البيئة.

يقول النعانعة ان المصنع يستخدم مادة "الكاوشوك" بكميات كبيرة ويقوم بادخال الاسمدة السامة الى المصنع رغم اتفاقية بين وزارة البيئة والمصنع تلزمه بعدم استخدام هذه المواد.

وكانت استجابة المحافظ السحيم لشكوى النعانعة بتوجيه أمر بمخاطبة وزارة البيئة فورا للكشف على المصنع.

المدينة الصناعية: سور بطول 100 متر يحيط بأرض خاوية

مشروع المدينة الصناعية في منطقة عابور تطلع إليه ابناء الطفيلة بكثير من التفاؤل لتوفير فرص العمل والنهوض اقتصاديا بالمحافظة إلا أنه ومنذ حفل افتتاحها لم يعدو أن يكون سورا بـ100متر على ارض جرداء، من دون مصانع او أية منشآت.

يقول احتفلنا بانشاء المدينة الصناعية في منطقة عابور، وقام رئيس الوزراء الاسبق انذاك معروف البخيت بافتتاح الموقع وللان هو مجرد سور 100 متر يحيط بارض خالية.

فرد عليه المحافظ ان سبب ذلك ان المستثمر يحبذ الاستثمار قريبا من العاصمة ولا يحب الابتعاد عنها ويرى في الاستثمار هنا مغامرة، فالاجراءات التسويقية والتصديرية للمنتجات اسهل في المناطق القريبة من العاصمة مثل الزرقاء والمفرق ونحن لا نستطيع اجباره على الاستثمار هنا.

ويضيف لقد اعطى جلالة الملك حزمة من الاعفاءات للمستثمرين في مناطق المحافظات البعيدة عن العاصمة وكان لي لقاء مع مؤسسة المدن الصناعية لتسويق المدينة الصناعية في الطفيلة الا اننا في النهاية لا نستطيع اجبار المستثمر على انشاء مصنعه هنا، رغم الامتيازات والاعفاءات.

واضاف المشكلة ليست بالاجراءات الحكومية بل في المستثمر، والدليل ان اغلب المستثمرين في الزرقاء مثلا مصانعهم مقامة على اراض استملكوها وليست بمدن صناعية، فالمستثمر يحب القرب من عمان.

لكن د. عدنان عواد كان له رأي اخر بان المشكلة في اجراءات الحكومية للوزارات المتعاقبة منذ عشرات السنين التي جعلت من عمان هي الاردن، داعيا الى الاهتمام بالاطراف لانها اذا يبست مات الجسد.

مصنع الحقائب المدرسية: مشروع نسائي رائد ينقصه التسويق

وفي الحديث عن القطاع النسائي في المحافظة يسحب على هذا القطاع هموم القطاعات الاخرى رغم محاولاته النهوض بنفسه بجهود محلية.

تستشهد ممثلة الاتحاد النسائي خولة الكلالدة بمشروع مصنع الحقائب المدرسية الذي أقامه الاتحاد النسائي وبدأ انتاجه عام 2009م.

تقول: ينتج حقائب بجودة عالية وبأسعار منافسة وذلك بشهادة لجنة من وزارة التخطيط والعمل كشفت على المشروع في حينه لكننا نعاني من تكدس الحقائب ونعاني من مشكلة التسويق رغم ايعازات جلالة الملك باعتماد حقائبنا في مبادرة الحقيبة المدرسية ولو على مستوى المحافظة.

لكن شيئا لم يحدث وخاطبنا وزارة التخطيط واتفقنا مع امانة عمان على تسويق 2000حقيبة سنويا ولم يتم ذلك حتى ان مؤسسة المتقاعدين عقدت معنا اتفاقية لشراء 3000 حقيبة لبيعها في اسواقها المنتشرة في المملكة اخذوا منا 1200حقيبة ولم يأخذوا الباقي وانهوا الاتفاقية بحجة انهم غير ملزمين بها حسب قول رئيس مجلس ادارتها اما الان تتكدس الحقائب في المستودعات من دون تسويق .

وتطرح الكلالدة مشكلة البطالة في صفوف خريجات الدبلوم مطالبة بتوفير منح دراسية لهن للتجسير وتوقف اعطاء هذه الدرجة العلمية في الكليات ما دامت غير مطلوبة للتوظيف وتتسبب بزيادة اعداد العاطلات عن العمل.

ومن المشاكل التي يعاني منها القطاع النسائي في المحافظة - تذكر الكلالدة - مشكلة مصنع الالبسة الذي مضى على انشائه اكثر من عام ويصدر انتاجه للخارج يتعذر عليه في بعض الشهور اعطاء رواتب العاملات فيه "شهر بعطي وشهر لا".

تقول: في الشهور الاخيرة تدخل الديوان الملكي لاعطاء العاملات رواتبهن رغم ان وزارة العمل هي المسؤولة عن رواتبهن ويجب ان تخصص جزءا من موازنتها لتغطيتها.

وطالبت الكلالدة وزارة التخطيط التي تخصص الملايين سنويا للمحافظات لدعم المشاريع التنموية، وخاصة دعم المشاريع النسوية وأن تنظر لمحافظة الطفيلة بشكل خاص، ولا توازيها بالمحافظات الاخرى في الشمال والوسط التي تملك بعض جمعياتها رؤوس اموال ضخمة، داعية وزارة التخطيط الى زيادة مخصصات المحافظة لوضعها الخاص حيث تفتقر الى المشاريع التنموية والخدمية.

وتعرج الكلالدة بحكم عملها مساعدة لمدير زراعة الطفيلة على مشكلة عمال المياومة في المديرية الذين مضى على عملهم اكثر من 16 عاما، وفي الوقت ذاته يتم تعيين اشخاص جدد في مديريات مختلفة بالدرجة الثالثة ويثبتون فورا بسبب كوتات النواب في التعيين رغم حاجتنا للكفاءات وليس لموظفي الفئة الثالثة.

ما الحل؟

وفي الحلول المطروحة التي رأى البعض انها تبدأ من ابناء هذه المحافظة يقول القيسي: ان جار عليك الزمن لا يجور عليك ذراعك داعيا ابناء الطفيلة ان يهتموا بمحافظتهم ويكثفوا من جهدهم للنهوض بها.

وتساءل: لم ينس ابن الطفيلة محافظته بمجرد تسلمه منصبا رفيعا "الي بتصير عليه ريشتين منا بطير"، مستشهدا باهتمام المسؤولين بمحافظاتهم، فعبد السلام المجالي رئيس الوزراء الاسبق كان يحمل هم الكرك في حله وترحاله، وعندما استضفناه عند انشاء مؤسسة إعمار الطفيلة وكان رئيس مؤسسة اعمار الكرك آنذاك. قال: إن ابناء الكرك جمعوا لمؤسستهم الملايين، متسائلا أين مسؤولو الطفيلة؟

ويضيف رئيس جبهة العمل الاسلامي فرع الطفيلة القيسي ان الجبهة رغم ان عمرها في المحافظة لا يتجاوز 30 عاما الا أنها استطاعت تحقيق الكثير من المنجزات.

وقال: نرعى 400 يتيم ونساعد حوالي 60 أسرة ميسورة وعشرات الطلبة الجامعيين، إضافة إلى إقامة مؤسسات وفرت اكثر من 32 فرصة عمل .

أما المواطن نبيل الخصبة، فيرى ان بعض المشاكل تكون من أخطاء الدراسات التي تجريها وزارة التنمية، مؤكدا ان هناك الكثير من الحالات تتقاضى رواتب من التنمية لا تستحقها، وبالمقابل هناك من يستحق المساعدة ولا يحصل عليها لانه لا يملك "واسطة نائب او مسؤول"، داعيا المحافظ الى اجراء مسح شامل لمعرفة الحالات التي تستحق الدعم حقا.

ويرى رئيس البلدية السابق ممدوح الرفوع إن انتظار المواطن والمؤسسات الحكومية المكارم الملكية سببا في التلكؤ في العمل والتهاون فيه وهذا اضعف الدور الحكومي متأملا من الحكومات القيام بعملها دون انتظار المكارم الملكية.

الا ان الخصبة اكد اهمية استمرار المكارم الملكية بدعم الفقراء على شكل بطاقات مساعدة تصل الى محتاجيها.

ويطلب مدير مؤسسة المتقاعدين العسكريين ابراهيم الفراهيد فتح باب التجنيد في القوات المسلحة لحل مشكلة البطالة.

ويتابع: من لا يجد فرصة عمل من الشباب وليس بمقدوره انشاء مشروع استثماري عليه التوجه للقوات المسلحة فباب التجنيد مفتوح.

دعوة للتفاؤل

ويبقى التفاؤل والامل عنوان حديث البعض يقول الفراهيد يجب ان تكون النظرة تفاؤلية، وان نراعي الوضع الصعب للبلاد في مطالبنا بان تكون معقولة مستذكرا الانجازات التي تحققت في عهد الهاشميين مؤكدا ان الطفيلة شهدت نقلة حضارية وتطورا .

ويؤكد الحجايا ما ذهب اليه الفراهيد بقوله اننا بالف خير ووطنا بالف خير ونحن بظل الحكم الهاشمي صاحب التاريخ الابيض نتمتع بالامن والامان اننا بحاجة الى رجال وطنيين لا يبيعون الوطن من اجل منصب او وزارة وسنكون رجال الوطن الوفياء والداعمين لجهود جلالة الملك الاصلاحية.

ولاضفاء المزيد من التفاؤل في نهاية الحوار كشف رئيس البلدية السابق ممدوح الرفوع حصة محافظة الطفيلة من صندوق تنمية المحافظات والبالغة 23 مليون دينار، داعيا الجميع للحفاظ على هذه الاموال وانفاقها بما يعود بالنفع على المحافظة.

حراك خرج من رحم المعاناة

وبعد انتهاء الجلسة الحوارية في دار المحافظة اتجه فريق "العرب اليوم" لفرع نقابة المهندسين في الطفيلة والتقى ممثلي الحراك الشعبي العضو الفاعل في الحراك المهندس محمد عواد، والناشطين يحيى العوران، وصدقي القيسي، ومدير المكتب التنفيذي لجماعة الاخوان المسلمين الدكتور محمد الشحاحدة، الذين أكدوا في حديثهم استمرار حراكهم السلمي حتى تحقيق جميع المطالب الاصلاحية ومحاربة الفساد والفاسدين.

"حراكنا خرج من رحم المعاناة"، بهذه الجملة بدأ الناشط في الحراك الشعبي المهندس عواد حديثه مؤكدا ان الطفيلة عانت وما زالت من اهمال حكومي بسبب سياسات سابقة همشت المحافظة وادت للعزوف عن تنميتها.

وقال: المسؤولون لا تهمهم العدالة في توزيع المكتسبات وهذا ما أدى للوضع الاقتصادي المتأزم وتفشي الفقر والبطالة.

ويؤكد ان المسؤولين يتم اختيارهم بسبب علاقتهم الجيدة بجهاز المخابرات قائلا: لا أحد يأخذ مركزا سلطويا الا اذا كانت علاقته جيدة بالاجهزة الأمنية.

ويضيف لا بد من اصلاح سياسي من اجل توزيع عادل للثروات واول خطوات الاصلاح تتمثل في قانون انتخابي نزيه وهناك ارادة شعبية تتمثل بافراز مجلس نواب يمثلهم عن طريق انتخابات حرة نزيهة.

ويرجع الناشط يحيى العوران سبب معاناة أبناء الطفيلة لعدم استجابة الجهات الرسمية لمطالبهم لتفشي الفساد المالي والاداري، فمجلس النواب نفسه يمثل الفساد الذي خرج من رحم الأجهزة، وتدخلها في الانتخابات والضغط على الناس لاختيار اشخاص معينين ليخرج مجلس "111" الذي لا يمثل الشعب.

التعديلات الدستورية..ذر الرماد في العيون

وعن التعديلات الدستورية الاخيرة يقول م. عواد ان التعديلات الاخيرة زادت من صلاحيات الملك التي نريد تحديدها فهو من يعين أعضاء المحكمة الدستورية الواجب أن يكون اعضاؤها بالانتخاب ان هذه الاصلاحات بمثابة ذر الرماد في العيون.

ويضيف ان المواد المطلوب تعديلها في الدستور لم تمس ويجب تحديد دور المخابرات التي تضع يدها على مفاصل الدولة.

أما الناشط صدقي القيسي يرى أن الدولة ورأس النظام يسعيان لكسب الوقت، فالتعديلات الأخيرة لا تفيد بشيء.

ويقول: كمواطن فقير باحث عن العدالة الاجتماعية أرى ان التعديلات ليس لها اي انعكاس على الشعب كما اننا لم نر في محاربة الفساد اي شيء ملموس.

محاربة الفساد

ويجمع كل ممثلي الحراك ان ملفات الفساد هي أكثر ما يؤجج الشارع، ويثير غضبه فملفات الفساد كثيرة ولا يرون خطوات فعلية لمكافحته. يقول مدير المكتب التنفيذي لجماعة الاخوان المسلمين د. محمد الشحاحدة ان الفساد في الاردن دولة داخل دولة والمفسدون اوصلوا الدولة الى عجز وصل الى 3 مليارات ومديونية تصل الى 20 مليارا .

ويذكر الشحاحدة اتفاقية غاز الريشة الاخيرة التي اثارت الشارع متسائلا الى متى ستبقى مقدرات الوطن تباع؟ كما ان التزوير في الانتخابات يعد جريمة وفسادا يستحق مرتكبها العقوبة.

ويرى العوران ان الفساد اصبح مستشريا في الدولة وهناك مسؤولون كثر فاسدون ومجلس النواب نفسه يمثل الفساد.

وقال: البطانة فاسدة ما ادى الى عدم محاسبة الفاسدين كما فشل مجلس النواب في المحاسبة، لا بل منح الفاسدين الحصانة، ما ادى الى بطء في عملية الاصلاح وعدم الجدية في محاربة الفساد والفاسدين.

أما صدقي القيسي فقال نقول للفاسدين ان عباءة العشائر للاختباء من العقاب لم تعد تجدي فزمن العشائر قد ولى وذهب وانتهز الفرصة لاتقدم بالشكر لرئيس الوزراء السابق عون الخصاونة الذي نشهد بنزاهته ونقدر جهوده لمحاربة الفساد الا انه لم يستطع وتمت تنحيته.

ويسرد م. عواد مجموعة من الملفات التي يثار حولها جدل وشبهات فساد مثل الخصخصة وارتفاع المديونية بعدها الى 20 مليارا واتفاقية غاز الريشة اضافة للموازنات الغامضة وغير المعروفة للديوان وأجهزة أخرى، كما أن الولاية العامة بيد الاجهزة الامنية منهيا حديثه "لا مسؤولية من دون محاسبة ولا سلطة من دون تمثيل".

تغيير النهج ودعم الاحزاب

وعن النهج الحكومي في التعامل مع الاحزاب يقول د. الشحاحدة: نحن بحاجة الى تغيير النهج المتبع وليس الحكومات والدولة المدنية الحديثة تقوم على الاحزاب وتعد تنمية الاحزاب وتقويتها شيئا ضروريا.

ويقول إن تنمية الحياة الحزبية تساهم في تقدم الاحزاب للانتخابات على اساس برامج يحاسبها عليها الناخب، ونحن في جماعة الاخوان المسلمين شاركنا في انتخابات سابقة لمحاولة التغيير والوصول لقانون انتخاب عادل الا ان كل المحاولات فشلت والان نمتنع عن الاشتراك .

ويضيف ان الحركة الاسلامية جزء من الحراك الشعبي، والكل قرر مقاطعة الانتخابات اذا لم يتحقق الاصلاح.

ويؤكد الشحاحدة "بعد ان كنا افضل من دول كثيرة في موضوع الحريات، الا اننا الان اقل من هذه الدول مثل موريتانيا".

العرب اليوم





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع