زاد الاردن الاخباري -
خاص - يسرا الشريف - هم احباب الله وملائكته في أرضه، هم من تدفع لهم الروح لرؤية ابتسامة نقية منهم تشيع السلام..هم أطفال من وحي البراءة مشوا لتصنع منهم الحياة ما تشاء دون إرادتهم.. لم يكفيها أنها أجابتهم للدنيا دون مشيئة منهم، ولم يكفي ذويهم انهم أخرجوهم لساحة العمل قبل أن يقتلعوا أسنانهم اللبنية حتى، ولم يكف المجتمع أن يهينهم كلما تعامل معهم أو نظر إليهم أو وقف ساكتا.. كل هذا وكل هؤلاء كانوا ضدهم فأين أنت يا دولة، يا وزارة، يا منظمة، يا جمعية، يا أرض لتحميهم؟
في حياتنا اليومية نلمح في عدة أماكن أطفالا دون السن القانونية للعمل حرموا الطفولة والدراسة وبدؤوا مشوار الكفاح؛ نراهم عند الإشارات الضوئية ينتشرون، يبيعون الورد والعلك وبعض الكتيبات الصغيرة، نراهم حول المطاعم يقفون بالساعات ينظرون لمن يأكل بالداخل ويهشهم عندما يقتربون منه كما يهش الذباب، يتعرضون لمخاطر جسيمة، من حوادث سير، لإهانات نفسية، ومعاملة
قاسية، وقد يتعرضون للاغتصاب أو الانحراف والضياع عدا عن الأجر الضئيل الذين لا يحصلون منه في الغالب على شيء.
في حياتنا اليومية نراهم ولا نكترث، ونمشي وندير ظهرنا للوراء، وحتى لو اكترثنا فلن نستطيع وقف هذا الجرم. فدور من إذا؟ أظن أنه دورك الآن يا وزارة للتنمية وجمعية لحقوق الطفل بالتدخل.. بالأحرى يأتي دورك يا حكومة بالتدخل. نحن نعلم انشغالك بسياسة الدولة ، ونحن نعلم أن المسؤوليات التي عليك أخطر وأكبر مما نتصور لكن الأطفال لا يعلمون، ولا يكذبون ولا يبتسمون.
إن عدم التصرف بآلية دقيقة لمكافحة هذه الظاهرة سيعود عليك يا أردن بأضرار جسيمة؛ فالشباب الذين سيأتون ليكونوا عزوة الوطن لن يكون صالح؛ لأنه تضرر منذ صغره حتى انهزمت طفولته فماذا تنتظر؟
أكد تقرير خاص أن الأردن لم يحقق أي تقدم ملموس في مجال انخفاض عدد الأطفال العاملين، كما وأشار التقرير الصادر عن المرصد العالمي الأردني-مركز الفينيق للدراسات - بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ايببرت الألمانية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال والذي يصادف الثاني عشر من حزيران أنه من الواضح للعيان ومن خلال الملاحظة المباشرة انتشار هذه الظاهرة وبشكل كبير في مختلف محافظات المملكة، حيث بلغ عدد الطفال العاملين 33ألف طفل، مع الإفادة أن الرقم الفعلي لهم يزيد ويتضاعف كون هؤلاء الأطفال لا يعملون بهوية مسجلة أو باماكن رسمية يستطاع من خلالها حصر عددهم.
عندما نتصور 33 ألف طفل أو 66 ألف طفل نعني عدة منحنيات أحدها:33 ألف أو 66 ألف عائلة معتازة دفعت بأبنائها ليستطيعوا تأمين ، لقمة العيش، والآخر: 33 ألف أو 66 ألف عصابة وشبكات لا إنسانية تستخدم هؤلاء الأطفال من أجل مكاسب بأجر ضئيل أو من أجل أعمال لها مآرب أخرى ومصادر أخرى،والثالث: 33 ألف او 66 ألف طفل تسرب من المدرسة أو من عائلته هربا من عذاب لعذاب أكبر.. ما يعني في المحصلة 50 ألف طفل منحرف أو متضرر نفسيا أو جسديا يكون في المستقبل شابا لا يصلح لوطنه. فماذا تنتظر يا وطن، وما قيمة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال إن لم يعالج القضية.
وإلى عضو المجلس البلدي أحمد شريف نقول له: لا يكفي المسح الميداني الذي نفذه الأطفال في مناطق أمانة عمان الكبرى والبالغة ال 21 منطقة، فرغم الاتفاقيات والقوانين الصادرة عن قانون العمل الأردني بمنع تشغيل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ال16 سنة في الأعمال العادية، وعن 18 سنة في الأعمال التي قد يكون بها خطورة على الفرد نحتاج لاستراتيجية تنفيذية أكبر لاجتثاث تلك الجريمة في حق الطفولة.