زاد الاردن الاخباري -
خاص - محرر الشؤون السياسية - أمور لم نعهدها في الأردن.. مواقف غير مألوفة.. و أحداث غير مسبوقة.. شعارات جريئة.. تصرّفات متمرّدة.. و أصوات غاضبة..
مسيرات تخرج رافعة شعارات تتجاوز كافة الخطوط، الحمراء و البيضاء و السوداء.. اعتداءات على رجال أمن و اقتحام مراكز أمنية.. صفحات على مواقع التواصل الإجتماعي تدعو إلى أمور خارجة عن كل حدود المألوف..
أين ذهبت هيبة الدولة؟ لماذا لم تعد مصانة كما كانت فيما مضى؟ ما الهدف من التعدي عليها؟ و من يقف وراء ذلك؟
أهو الشعب؟
الشعب الذي "يصرف" على الدولة -إن صحّ التعبير-.. الشعب الذي حمل لوحده عجز الخزينة.. الشعب الذي دفع و يدفع ثمن مشاريع لا يتم انجازها، و إن أنجزت فلا يتم الإستفادة منها..
أم هي الحكومة؟
الحكومة التي ما أن يعتاد الشارع على أسعار السلع، حتى تفاجئه برفعة جديدة.. ما أن يتعافى الشارع من ضربة، حتى تثنّي عليه بأخرى أقوى من سابقتها.. ما أن ينسى الشارع سرقة كبيرة، حتى يتفاجأ بـ"نصبة" أكبر..
أم هي الأجهزة الأمنية؟
الأجهزة الأمنية التي إن كبحت و قمعت الشعب الغاضب، ستفاجأ بإنفجار كبير ناجم عن الضغط الهائل.. و إن سايرت و سايست و تساهلت، فقد تقابل بتمرّد و تمادي..
طيب، في وقت تقف فيه المملكة على كف عفريت، هل من الذكاء سكب زيت رفع الأسعار على نار غضب الشارع الملتهبة؟ هل من الحكمة استفزاز الشعب بمشاريع فاشلة و محاكمات كاذبة و سرقات واضحة؟ هل من الفطنة "مجاكرة" المواطن بإقرار قوانين ما أنزل الله بها من سلطان؟
مديونية الأردن بحسب تقارير تجاوزت 17 مليار دينار -يخزي العين-.. أين المشكلة لو زادت لتصبح 18 مليار؟ ما هي خربانة خربانة!
أم أن الخطة تقوم على أن يسددها الشعب كاملة من جيوبه المهترئة، بغض النظر عن العواقب الوخيمة التي يحملها هذا الإجراء، و بغض النظر عن العذاب الذي سيعاني منه الشعب و هو يعصر نفسه لإخراج القروش و الفلسات ليسد هذه المبالغ الخيالية..
الوضع في الأردن أصبح كالوقوف على فوهة بركان.. فيجب التعامل مع كافة المعطيات و الأطراف بحنكة و ذكاء، بعيداً عن المصالح الشخصية.. و إلا فإن عواقب الانفجار ستكون -لا قدر الله- وخيمة!