زاد الاردن الاخباري -
خاص - يسرا الشريف - مع ارتفاع الأسعار في الأردن، وارتفاع درجات الحرارة، تزداد ظاهرة "التسول" بشكل لافت مما يشكل مظهرا غير حضاري أمام الزوار الذين يأتون للأردن للسياحة من كافة أنحاء العالم.
ويلاحظ ان المتسولين ينتشرون في كافة محافظات الأردن دون استثناء، ويتوزعون في عدة مناطق في المحافظة الواحدة، وتتمركز بؤرهم في المدينة عند الإشارات الضوئية، وتقاطعات الشوارع، وبالقرب من المساجد والمطاعم وأرصفة الشوارع، وأمام واجهات المحلات التجارية.
اما عن طريقتهم في التسول فيقوم المتسولون بابتزاز المواطن أو السائح، والتوسل إليه، والإلحاح، وأحيانا يلجؤون إلى الشتم وإلحاق اللأذى بسيارة المتسول منه في حين تمنع عن إعطائه المال.
وتتراوح الفئة العمرية للمتسولين من الطفل ذي الثلاث سنوات وحتى الكهل المسن، كما ويشمل التسول كلا الجنسين، حتى المرأة باتت تحمل رضيعا تشحد به، أو ابنا معاقا تجره لتستعطف به.
يؤكد من جهته أستاذ علم الاجتماع المشارك في جامعة البلقاء التطبيقية"حسين الخزاعي": أن المتسولين في الأردن هم من فئة المحترفين الذين اتخذوا التسول مهنة لهم؛ فنجدهم يشحدون بأوراق مزورة بعضها تقارير طبية، أو عقود إجار أو كفالة أيتام يحملونها ادعاءً وتشفيقا للحال، كما ويلجأ بعضهم لاستعارة أطفال من جيرانهم او معاونيهم باتفاق أجري معين.
هذا ولم يقتصر التسول على الشحدة بل أصبح يأخذ مسارا مخيفا بعرض الفتاة المتسولة ممارسة الرذيلة مع المتسول منه من أجل المال، عدا عن أمور الدجل وقراءة الكف أو خدمة تنظيف المنازل وخدمات أخرى غير شرعية كلها تنصب في قالب التسول.
وعن اسباب انتشار هذه الظاهرة تأتي مشكلة الغلاء، ورفع الأسعار في المقام الأول، تليها الدخل الذي يجنيه المتسول دون جهد؛ إذ يجني المتسول في اليوم ما لا يقل عن 15 دينارا! ،إضافة إلى تشجيع المواطن له بإعطائه المال شفقة، وكذلك الأمر مع السياح الذين يتعرضون للأسف للابتزاز
والاستغلال عربا كانوا أم أجنبيين.
ومن الغريب اكتشاف الجهات الرسمية أن لأغلب هؤلاء المتسولين أملاكا وأراض وعمارات مؤجرة ذات مخازن مؤجرة، كلها أتت من التسول.
وبالرغم من محاولات الإجراءات الرسمية الصادرة من وزارة التنمية لمكافحة التسول إلا أنها تفشل مرارا في اجتثاث كافة المتسولين مما يشكل مشكلة للمواطن الأردني والسائح او المقيم المغترب
كما وان لهذه الظاهرة أضرارا اجتماعية ونفسية واقتصادية ضارة للمتسول والمتسول منه ، وتبقى الإجراءات الرسمية لمكافحتها أكثر عجزا عن ذلك.