الاخوان يعدون خارطة طريق لمرحلة "حبلى بالمفاجآت" تستند على أربعة أجزاء

زاد الاردن الاخباري -

ربى كراسنة - تدرك جماعة الإخوان المسلمين أن المملكة دخلت مفترق طرق، يجلس قادة الجماعة أمامه اليوم على طاولة بملف واحد هو: (دراسة خطة عامة تراعي أوليات الاخوان في المرحلة المقبلة).

في عالم السياسة لا شيء يترك للصدفة، خاصة وأن المرحلة المقبلة حبلى بالمفاجآت، من أجل ذلك على الجماعة رسم خارطة طريق لها أمام السيناريوهات المتوقعة فتقول مصادر اخوانية ان هناك سيناريوهات ذات عناوين عدة لكن جميعها مرتبطة مرحليا بما يصنعه مجلس النواب اليوم في "قانون الانتخاب".

وتنقسم الخطة الاخوانية المتعلقة بأوليات المرحلة المقبلة وفق المصادر إلى أربعة أجزاء، منها ما يتعلق بجوانب داخلية تتعلق بترتيب البيت الاخواني الداخلي استعدادا لمعارك سياسية مقبلة لا يريد معها قادة الجماعة الانشغال بـ"صراع الإخوة"، ومنها أيضا ما يتعلق بثوابت الجماعة في الإصلاح، وهو شق سيكون متعلقا بالتأكيد بعلاقة "الإخوان" مع شركاء العمل الوطني.

أما الدرس الذي ظهر أن "الجماعة الاردنية" استخلصت منه العبر فهو درس الآلة الاعلامية الضخمة لفلول النظام المصري التي عانى منها إخوان مصر كثيرا ما بعد سقوط حسني مبارك من أجل ذلك فإن أحد البنود الاربعة للخطة الاخوانية هي: الاهتمام بالجانب الاعلامي للجماعة.

وتلخّص المصادر الخطة الاخوانية التي ما زالت تحت الدراسة بالبنود الأربعة التالية: مشروع الاصلاح والتأكيد على مطالب الحركة الاسلامية في هذا الملف، والثاني وحدة الصف الداخلي للجماعة، والثالث التركيز على الجانب التربوي، اما البند الرابع فهو الاهتمام بالجانب الاعلامي.

كل ذلك ينساق بمسار تشاؤمي حيال مخرجات منتج قانون الانتخاب. ورغم أن الجماعة لم تبحث رسميا حتى الآن مشاركتها في الانتخابات النيابية المقبلة، وفق تأكيدات قياداتها، وأن موقفها النهائي من الانتخابات يستند لمنتج مجلس النواب، إلا أن الاجواء الداخلية العامة تتجه نحو المقاطعة.

أما زيارات وزير الشؤون البرلمانية شراري كساب الشخانبة لقيادات جماعة الاخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الاسلامي فرغم أنها تشي بمحاولات ثني الاسلاميين عن مثل هذا الموقف لكن "اذا وضعت الدولة الاسلاميين أمام الحائط فلن يكون بمقدورهم القفز عنه نحو المشاركة، حتى وإن رغبوا بذلك.

عموما لم يعول أحد على زيارات الشخانبة، وهي في أحسن الأحوال لم تحمّل اكثر مما تعنيه: علاقات عامة تجريها الحكومة لتحسين صورتها في الشارع.

فالحوار - على حد وصف القيادات – يتطلب بالدرجة الاولى أجواء إيجابية تقود ملف الاصلاح وعلى الرأس منها التعديلات الدستورية المطلوبة. هذه التعديلات التي توافقت عليها مع الجبهة الوطنية للاصلاح واحزاب المعارضة.

في المقابل رهنت قيادات الجماعة والحزب موقفها من الانتخابات النيابية المقبلة بمدى تحقيق اصلاحات حقيقية، وهو موقف نهائي على حد الاجماع الظاهر، بل والمنطق السياسي القائم. من أجل ذلك يفهم الاسلاميون تسريبات تتحدث عن مفاوضات تجريها الحكومة مع الاسلاميين بأنها محاولة للنيل منهم وليس أكثر من ذلك.

العرب اليوم