زاد الاردن الاخباري -
احمد عريقات - إن الهدف من وجود الاسواق الحرة في مطارات العالم هو تقديم البضائع للمسافرين لهم دون إحتساب نسب ظرائب ( جمارك ) ، وذلك لتشجيع الجانب السياحي في البلد ولتحقيق إيرادات للدولة مقابل نسب تشغيل من قبل مؤسسات تمارس هذه المهنة .
ولكن الحال في الاسواق الحرة في مطار الملكه عاليه إنحرف عن هذا الهدف بمائة وثمانون درجة ، والذي يؤكد هذه الانحراف أنني قدمت من سفرة دراسية قصيرة لم تتجاوز اليومين للبنان وكعادة الأردنيين الطيبة رغبت بشراء هدايا بسيطة لأطفالي عبارة عن نوعية معينة من الشوكولاته إعتادوا على شرائها من السوق المحلي ، وكانت المفاجئة أنني عندما سألت البائع عن سعر علبة الشوكولاته تلك رغم عدم وجود لوحة أسعار عليها أجابني أن سعرها عشرة دنانير ، وهنا وقفت وأمسكت بالعلبة وبدأت بتفحصها من حيث الوزن وكانت المفاجئة الأخرى أن هذا النوع من الشوكلاته قد قمت بشرائه كهدية نجاح لإبنة أخي قبل اسبوع وبوزن يزيد عن وزن هذه العلبة 250 غرام بقيمة ثلاثة عشر دينار .
وللمزيد من التأكد قبل أن اتهم الاسواق الحرة قمت بسؤال البائع عن نوع أخر من الشوكولاته يتم شرائه من عمان بسبعة دنانير للعلبة وقال البائع أن سعرها سبعة دنانير ، عندها وقفت وقلت له إذا لايوجد فرق في السعر ما بين السوق المحلي والاسواق الحرة ، وكانت إجابته مؤدبه وقال أنه سوف يبلغ الإدارة بذلك وخرجت من السوق دون شراء شيء من تلك الاسواق .
هذه المقدمة المفصلة لما حدث لتأكيد أن الاسواق الحرة في مطار الملكه عاليه وبالتالي في كافة المعابر الحدودية تمارس اسلوب الاستغفال على الزوار وذلك من باب أن هناك أنواع محددة من البضائع يعلم الناس أن سعرها بالسوق المحلي أغلى من الاسواق الحرة كالدخان والمشروبات الروحية ، أما بقية الانواع من البضائع فهي تباع بنفس أسعار السوق المحلي مع أنها كأسواق حرة تحصل على إعفاءات ضريبية من قبل الدولة كشرط لقيامها بتشغيل هذه المرافق في المعابر الحدودية .
والذي يؤكد كلامنا هذا ارقام الارباح السنوية التي تظهرها تلك الاسواق في كل عام ، وهي هنا تقوم بإستغفال المواطن وإستغلال الدولة في نفس الوقت ، وسؤالنا هنا من يستطيع أن يضبط عمل تلك الاسواق كونها تمثل جزء من بوابة الأردن أمام الزائرين ؟