زاد الاردن الاخباري -
بسام البدارين - دخلت احتمالات فوز الاخوان المسلمين بانتخابات الرئاسة المصرية فورا كعنصر مؤثر في مجرى الصراع السياسي والتشريعي في الأردن، حيث عاد المراقب العام للتنظيم الاخواني الشيخ همام سعيد للتو من رحلة مثيرة إلى مصر وقطاع غزة بعدما ترأس وفدا شعبيا أردنيا حظي بترحيب سياسي رفيع الطراز في القاهرة وغزة معا.
جولة الشيخ سعيد أظهرت في بعض جوانبها التفصيلية حجم التأثير الواقعي لقيادات الاخوان المسلمين في مثلث مصر والأردن وفلسطين، وهو التأثير الذي سيطر على إيقاع التفكير التشريعي الأردني عندما أسقطت نخب عمان في مجازفة غير محسوبة الحركة الإسلامية من حساباتها المتعلقة بقانون الانتخاب الجديد الذي ولد بدوره 'يتيما' بعد استنساخ صيغة الصوت الواحد من خلاله وإعادتها للحياة.
سعيد ورفاقه كما قال لـ'القدس العربي' عضو الوفد الناشط السياسي محمد خلف الحديد قابلوا نخبة واسعة من قيادات المعادلة المصرية، وأقيمت لهم عدة مآدب في القاهرة والقطاع، واحتفل بهم إسماعيل هنية وكبار قادة حماس وعدة مرات، في رسالة سياسية اعتبرها المحللون مؤشرا على صورة التناغم المفترض في المنطقة.
بالمقابل طوى البرلمان الأردني الأحد صفحة الاجتهادات حول صيغة الانتخاب الجديدة وهزم حلف الصوت الواحد القوي محاولات جريئة لبعض النواب تهدف لتطوير الصيغة حينما وافق المجلس على توصية اللجنة القانونية القاضية باعتماد صوت واحد للدائرة الانتخابية وصوت آخر لقائمة وطنية قوامها 17 مقعدا فقط.
القيادي المعتدل في الحركة الإسلامية الشيخ سالم الفلاحات كان أول الساخرين من الصيغة الجديدة. ومن الواضح أن انتعاش آمال الإسلاميين بفوز محمد مرسي في مصر يعزز قوة النسخة الأردنية من الاخوان المسلمين في رفض قانون الانتخاب الجديد الذي وصفه الشيخ إرحيل الغرايبة بأنه عبارة عن وصفة توتيرية وتأزيمية.
حتى داخل مؤسسة النواب لم تكن الصيغة التي تقررت توافقية، وفيما طويت صفحة الجدل حول ما سيقرره النواب فتحت فورا صفحة الإعتراض على القانون الجديد والعمل على تقويضه ومهاجمته بكل الأسلحة الإعلامية والسياسية الممكنة.
وفيما تفرض جبهة الصوت الواحد التي نصحت بصيغة القانون الحالي بصماتها مستغلة مخاوف النظام والنخب من الإسلاميين تتشكل الجبهة المضادة من خليط مؤثر في الإيقاع العام يضم الإسلاميين وقوى اليسار المعارضة وبعض نشطاء العشائر، ولأول مرة الحراكيين وبعض النواب والتيارات القومية والوطنية واليسارية والشابة.
ومن الواضح ان صوت الجبهة المضادة للقانون الجديد أكثر صخبا من صوت حلف الصوت الواحد، لكن الأخير هو الذي يستحكم في مفاصل القرار وقد قام بتطريز ثوب التشريع الانتخابي على مقاسه عمليا وسط محاولات تنشيط على الواجهات الإجتماعية تعمل بنشاط على تقويض الصوت الواحد.
وتوقعات السلطات الرسمية أن تنشط هذه الجبهة بقوة في الاتجاه المعاكس للقانون الجديد أو للضغط على الأعصاب الحيوية لأصحاب القرار بصورة تعيق الانتخابات نفسها عبر الدعوة جماعيا لمقاطعتها أو الحرص على تقليص المشاركة بها بهدف إضفاء أقل قدر من الشرعية عليها إذا ما أجريت في ظل القانون الحالي الذي ترفضه أيضا مجموعات محسوبة على الدولة، من بينها أركان الحكومة السابقة برئاسة معروف البخيت وبعض أركان حكومة عون الخصاونة وحتى أعضاء في مجلس الأعيان.
القدس العربي