بدأت عشتار تخرج عن صمتها وتمنح المزيد من النبوءات للبشر، بدأت تدربهم على اكتشاف رائحة الطريدة من تلقاء أنفسهم، وتعلمهم شعائر أفيون أدمنوه، لتخرجهم من صمت إلى صمت اكبر، لعلهم يتقنون شعائر الدين الجديد، ليسافر الأفيون في اجساد العظماء منهم بلا رقيب أو حسيب، و يبتعد أراذل القوم عنها لان كرامتهم تساوت مع الأرض، وما أتقنوا فن الخطابة السرمدية ولم يكونوا أساتذة فكر أو مشعوذين، فهم في الدرك الأسفل من سلم الصعود إلى عالم عشتار.
وفي يوم الزينة الأكبر خرجت عشتار بجبروتها الغاوي تنشر افيونها في انوف الجبابرة والعظماء ، ومن خلفها صاح درويش صغير خرج من رحم التاريخ برفقة عشتار، هلم إلى عشتار، تعالوا لنقتل تموز ونخلص العالم من الفقر والفقراء، انتم علية القوم ونبلاء هذا الزمان، أما تموز ورفاقه اصلبوهم ، إنهم فقراء لا تطعموهم، لا تزوجوهم إنهم فقراء، أخرجوهم من قراكم أو احقنوهم بأفيون عشتار ليعود الاستعباد من جديد، فهم ليسوا كالبشر ليحصلوا على نبوءات عشتار، فهي لن تتجلى لهم، ولن تتركهم ينحدرون وراء الظلام ليتصلوا بتموز. والذي ما زال يغني أغنية ولا ندري على التحديد بأي لغة يغني ومن أين جاء والى أين يذهب؟ فقد فصلته عشتار من جوقتها لتمرده على افيونها، فقد ادعى عشقها وهو يرعى الغنم فأصابته لعنة من وحي عشتار كيف تجرأ رغم فقرة على الغناء ومغازلة عشتار، وهو ليس منهم و لم يدخل مسرحا من حرير ولم يبدلوا معطفه البالي، ولم يتعلم أن يعد الأغنام واحدة واحدة فهو لا يمتلك سبل النجاة من عذاب عشتار فبقى أسطورة وقائدا للفقراء، لكنه لم يعلمهم الغناء.