زمـان كنـا

بين الماضي والحاضر سراب مخيف كلمّا حاولنا الرحيل للماضي، هجرنا وأدار ظهره رفضا وقهرا ،وكلمّا حاولنا استنساخه فشلنا ولمّا حاولنا خلق المستقبل أخفقنا وصرنا بلا زمان.
كنّا زمان..... وصرنا الآن ...

زمان كنّا نلعب بطابة (شرائط) ،الأصلي منها مصنوع من جوارب قديمة،وكنّا نحرز الأهداف والآن نلعب بكرة (اديدس) بس بدون أهداف.

زمان كنّا نستأجر بيت ونكون مبسوطين والآن نشتري بيت ونعيد استئجاره من حكوماتنا وأكيد خسرانين ومش مبسوطين.

زمان كنّا نأكل جيدا، فكنا فحولا رجالا ونساء، الآن أكلنا أو ما أكلنا طارت الفحولة لأن العقل تعبان.
زمان كنّا نحبّ ونعشق وينتابنا ألف شعور ورجفة إذا شفنا الحبيب من بعيد، الآن نجالس الحبيب ساعات وأيام وشهور ولا ينتابنا إلا رجفة اللسان للكذب والخداع.

زمان كان الكلام ممنوعا بس كنّا نسمع منه القليل وكان رائعا ومقنعا وكنّا نفهمه ويشعرك بمعرفة وإدراك الاتجاهات وخارطة الأمة العربية وأعدائها،الآن الكلام مسموح ونسمع الكثير بس ضاعت الطّاسة وبطلنا نفهم شيء.

زمان كانت البوصلة واضحة والجميع يتفق على الصديق والعدو، الآن فقدنا البوصلة وأصبحت الصهيونية عند الكثير صديقا وصار العدو عربيا أو إسلاميا يقرره اسم المذهب الديني.

زمان كانت الجامعات معقل للحراكات السياسية الشبابية ومرآة للفكر والثقافة والنضال وللصراع الفكري السلمي الآن أصبحت معقل للصراع العشائري والعنصري المقيت ومركزا لمحو ما تبقى من فكر وثقافة ونضال.

زمان كنّا نحبّ الضيف ونُسعد بقدومه،الآن يركبنا ستون عفريت إذا رن جرس الباب.
زمان كنّا ننشد وبحماس نشيد موطني وخافقات في المعالي، ونحبّ الوطن،الآن ننشد نشيد (غريب)، بعد شهر بس، ينسيك الوطن.

زمان كنّا نغبط أو نحسد من يمتلك سيارة الآن شكلنا رح نغبط من يمتلك حمارا ودودا.
زمان كان الله معنا ، الآن ليس معنا لأننا لسنا جماعة.

زمان غنت أم كلثوم: قول للزمان ارجع يا زمان، والآن نعيد: قول للزمان ارجع يا زمان.