ما زال الدلو الذي يُنْشل منه قياديو هذا البلد ينضح بما فيه ،قطعاً من أصحاب الدولة والمعالي ،كسواد الليل المظلم ،متجانسة على نحو ما ،متساوية فيما بينها في الحجم ،ويوافق بعضُها بعضا في الاتجاه ...! ولا عجب عندما أذهب لأملأ وعاءً ما بشيء ما ؛ أن تكون اختياراتي متشابهة لأبعد حد ...، "وما تْؤلش ِ لْحَدْ"...!
لم يعد لي خيط ُأمل واحد في من يأتي ، ما دام الوعاء واحدا، وما كان الاختيار واحدا ..! ولا أظنني مخطئا إن قلت :إن الحالة الحرجة التي يعيشها الوطن اليوم ،هي من مخرجات ذلك الدلو، ونتاجات ذلكم الاختيار!
لا أدري ما هي معايير التميز التي لدى هؤلاء؛ ليكونوا هم الأجدر والأكفأ لإدارة البلاد ؟ ولا أدري من ذا الذي يقرر مصير البلاد بترشيح هذه الأسماء ؟
تعلمنا في صفوف دراستنا الأولى: إن لكل مشكلة حل واحد إذا تقوقع الإنسان تحت نمط واحد من التفكير؛وأكثر من حل إن عالج الإنسان طرق تفكيره في ذات المشكلة ! ولا أدري إن كانت مشاكل الوطن تدخل في هذه المعادلة أم لا !
لا يجد ولا يرى دولة الرئيس والذين خلوا من قبله إلا طريقا واحدا لإخراج البلد من أزماته : الهجوم على قوت المواطن ، وأساسيات حياته واحتياجاته ! ليس لديهم حل إلا "الوقود والكهرباء والماء والخبز" ؛دم المواطن " التلفان"وهواؤه وماؤه،بل هي السحر الناجع والبلسم النافع لتعويض نزيف المال العام ،وإتخام أرصدة فقراء حيتان التجار ،ورجال الأعمال، وإطفاء جشع أبناء الذوات! فيبكون مليون عين من أجل عين واحدة لفاسد ؛لا تريه إلا الخراب ، فلا يتورعون عن الكذب على الناس واستغفالهم من أجل ذلك ، متعامون عن كل ما يمكنه أن يحدث حو مواطئ أقدامهم ،وكأن الذين تحتهم لا يعقلون شيئا ولا يفهمون !
قال:"ارتفاع الأسعار لا يمس إلا فئة أصحاب الدخول العالية والمصانع والشركات ...!!ما هذا الدجل وهذا الهراء؟وما هذه السخافات؟
لا أدري هذا المصنع وتلك الشركة إذا ارتفعت تكاليف منتجها ، كيف ستغطي فوارق الكِلَف وتحفظ هامش أرباحها؟ ولا أدري ذلك التاجر الجشع ورجل الأعمال الفاسد ؛إذا تراجعت أرباحهما إلى ما دون المليون % ،كيف سيرضيا ويصبرا على لأواء جشعهما؟؟
أصحابَ "الهُمَّلالي"و....: ما عهدنا ارتفاعا في أسعار فواتير الطاقة - وإن كان طفيفا استغفلتم به المواطن على أنه موجهٌ للشركات والمصانع والمقتدرين- إلا ويقابله ارتفاع أو ارتفاعات في أسعار كل ما ينبني عليها (الطاقة)من خدمات وسلع ومنتجات ؛ هذا منطق العقل ويتكلم به الواقع.
دولة الرئيس ...أصحاب المعالي ....أصحاب..." الهُمَّلالي " : "استحوا علينا وعلى حالكو"، من ذا الذي تجرأ على "الحياء" ورفع تسعيرته ، حتى لم تعودوا قادرين رغم أرصدتكم المتخمة ودُخولكم المُنْزَفة على اقتناء شيء منه ؟!
قناعتي الشخصية :تسعون بالمائة من أصحاب المعالي والعطوفة و.....و.... لا يرضى بأحدهم العامةُ قائدا لرهط "جديان" مؤتلفي الطبع والمزاج .
عندما أجلس مع نفسي أفكر في هذا الواقع المُفْجع ،تنتابني نوبات من القشعريرة والتقزز لطريقة التفكير التي يسوسُنا به القادة وُفرِضَت علينا ،وأسأل الله أن يجزيَ هذا الشعبَ الطيب خير ما جازى شعباً عن حكومته ،لصبره وسعة صدره وسذاجته!!
لعمري أن الحلول لهذا الواقع الذي نعيش ، تغص بها الطرقات ،وهي مساوية في عددها تماما لمجموع رواتب أصحاب الدولة والمعالي والعطوفة وغيرهم ممن لم يبارك الله لنا بهم ، مضافا إليها مجموع ما نهبوا وينهبون ،واختلسوا ويختلسون ...! طاقات تكاد تنتهي مدة صلاحيتها،ثروات يغص بها باطن الأرض ويشرق بها ظاهرها ،أموال تسيل في غير مجراها،.............!!!
أتمنى لو أن هناك جهة خارجية تعنى بحل مشاكلنا ،أردنية الولاء والانتماء ،غير أردنية الإشراف والتوجيه ،لأجلس إليها وأطرح لديها ما أرى وما رأيت ، وأنظر بما يرجع المرسلون؟!!